Share Button

كتب الدكتور كمال الحجام

بقلم سفيان الجمل

الكتابة حياة / الحياة كتاب

*************

صهري الودود كمال بن سالم الحجام مقيم منذ مدة بالمستشفى العسكري بعد ان اثخنه الكوفيد اللعين. والحمد لله انه يتحسن من يوم الى آخر.

الكتابة كانت طريقة أثيلة لديه وتجد هوى عميق في نفسه للتواصل مع اصدقاءه واحبابه وعموم الاسرة التربوية بصفة عامة.

هذا الشغف بما يخطه الفلم، كانت من الاسباب التي جعلتني اشجعه بل احثه على الكتابة رغم التعب والاجهاد الذي سببه هذا الكوفيد اللعين، يقينا بأن للكتابة دور نفسي ومعنوي ايجابي عميق في تجاوز المحن والانتصار على المرض. ولأن الكتابة كذلك جزء من العلاج وتشبث بالحياة في قيمتها وقيمها ومعانيها الابدية.

في هذا العيد وتأسيا بالمعاني السامية لمثل هذه المناسبات لدى كل الشعوب والناس المحبة للحياة في الطمأنة والتواصل والتوادد والتلاقي على الخير في الخير:

انقل لكم على صفحته الخاصة بامانة ما حاول تدوينه بصعوبة صهري الودود كمال بن سالم الحجام بهذه المناسبة الاستثنائية….

****************

موازنة عيد الأضحى المبارك

في مرايا العيد

سعادة بين المتعالي والوضعي

و بسمة بين الثابت والمتحول

بمشاعر تلامس عنان السماء حباً، ووداً، واحتراماً، وتقديراً أهنئئ كافة افرد ا لعائلة القريبة والموسعة وكل الاصدقاء والصديقات والزملاءوالزميلةت بحلول عيد الأضحى المبارك.2021…

دُمتم للمكان والزمان أنساً وضياءً ودُمتم بفرح لا ينطفيء وكل عام وأنتم بصحة.

تعيش الامة العربية والإسلامية مناسبة دينية روحية في جوهرها ميزتها انها تنعكس وجوبا على الحياة العامة لتكون اجتماعية انسانية في ظاهرها الكوني المطلوب، فالاساس الروحي لهذه السعادة هو لا يعدو أن يكون منطلق الوجود الانساني الذي يتحول مباشرة الى حيز الوجود بالقوة.

سعادة العيد كما ندقق فيها النظر، تكتسي أهمية بالغة في لحظاتها المعيشة في هذه الفترة ، وتضمن غاية انسانية قصور في سياقه الحالي….ولا نخال ذلك من باب الصدفة اوالحتمية، بل ان مجرد المعاني الظر في ما يقال وما يعاش في مثل هذه المناسبة، لا ينشب حولها خلاف في التصور للحياة ولا تنجر عنه خروقات اجتماعية معسرة، ان اجراءات الاحتفال بالسعادة ومن اجلها وبفضلها، كما في كيفية استثمارها اجتماعيا مدنيا كوجه من المواقيت التاريخية الهامة في حياة الشعوب تكون طبيعية لدى الجميع ويسيرة واجرائية. ويبدو ان مثل هذه المناسبات لتي تكونت عبر التاريخ بروح مشتركة ايجابية وبوعي جمعي متيقظ، لا يمكن ان تكون الا فرصة مهمة للتمعن بدرجات متفاوتة في معاني العيد وسعادته التي يمنحها للبشرية في ظروف جد متغيرة ومختلفة ومهتزة …

ولعل من اهم المعاني التي يلهمنا بها العيد هي الشعور بالسعادة الذي لا يتوفر في كل الأوقات…

قيمة ااسعادة في نظرنا سواء من الجاتب النظري او العملي الذي يمس مباشرة المعيش اليومي، انه لا يمكن حصرها في مفهوم واحد يمكنه أن يهب بذلك الموقف الواحد ولا الاجراءات الواحدة ولا التعبيرات الواحدة، السعادة بالمفهوم البشري الوضعي المؤسس على المتعالي في جوهره تكون مرتبطة بالظروف المعيشية الحينية التي يتقاسمها الافراد كمسحة تفاؤل وقاعدة اشتراك حية تعطي افضل مستلزمات الجمال والحب والتقدير والتسامح والتعايش والتفاهم… السعادة الوضعية كما ندركها ايام العيد هي بمثابة اللغز الجميل المحول للادراك الجيد، هي الفكرة الحالمة بالجمال المحسوس والمدرك في كل لوجوه، هي التحول الانساني العميق في الشعور التى تسيطر على الوجود وتعطيه المعنى الفعلي في داخلنا جميعا، فتغمرنا باحاسيس ومشاعر قادرة على تحويل نوعية عيشناالحيني… ولعلنا نرى ذلك بكل وضوح لدى عامة الناس على اختلاف مراتبهم ووضعياتهم، كل هذا في تقديرنا ما يستحق الوقوف التاملي في السعادة المرافقة لايام العيد، بهذا تكون

السعادة في الحضارات الانسانية والبشرة الارادة والقدرة التي يقاوم بها الافراد من اجل الحصول على ما يغير نوعية الحياة وينمي طبيعتها ومن اجل استرداد الإرادة البشرية القوية لتي يتولد عنها بالضرورة الشعور بالسعادة،

السعادة من الجانب الوضعي الاجتماعي معيش حقيقي نابع من النجاح الداخلى الذى يشعر به الافراد في فترات ما، انها لا تظهر تلقائيا ولا تهدى ولا تكافأ ولا تمنح ولا تعطى، بقدر ما هي نبع داخلي فياض لا يعرف حدودا، هي نور يملا القلوب والافكار دون هوادة اذا ما توفرت ضروريات وجوده ومستلزمات فعله. السعادة الاجتماعية الوضعية السارية في نفوس الافراد ايام العيد، هي اداراك قوي جديد متين لاارتباطاتهم الاجتماعية الممكنة التي تتشكل بدرجات افضل باعتبارها تثير ضمنيا التغيير النوعي بين المشاعر والافكار، لتعيد بذلك تشكيل الواقع وفهمه باسس جديدة…

ترتقي السعادة بهذه المعاني الى نحو من شعور الانسان بالرضا و االارادة والقدرة على إنجازات انسانية ممكنة وعميقة تتحقق للنفس وللاخرين على حد السواء.

سعادة العيد بهذا المعنى ليست هبة يمنحها الاخرون، بل هي هرم من الشعور يبنى في السياق لمثل القوة الداخلية التى تتطلب من كل من يعيشعهاحمايتها وعدم يهديدها لانها تصبح في تلك السياقات بمثابة الضامن لقضاء فترات الوفاق الداخلي للانسان والنجاح في تكاملخ مع الاخر بالقدرة على مشاركة ايجابي ةنيانؤ رائدة.

فالعيد لم يمنحك السعادة، با انت من انتجتها في فضاءاتك الحميمية الدافئة

لا لبااس اجمل من العافية ولا كنز اجمل من القناعة

سعادة العيد كبناء وضعي اجتماعي يسهم في تشكيله الافراد بالمناسبة برغبات داخلية قوية منهم وبشعور ارادي حي يقظ يمنح للانسانية قيمتها القصوى تكون مسحوبة بل ومسنودة بفرحة وببسمات مختلفة تتارجح بين الثابت والمتحول…

تتخذ هذه الفرحة وعباراتها صفة الثابت باعتبارها تندرج من نفس الاصل الباني لها وهي السعادة المبنية اجتماعيا بمناسبة العيد وسياقه الاجنتماعي، تتاصل الفرحة والابتسامة بمسحة من الثبات المتاصل في الانسانية الايجابية بطبعها..بنوع من الثبات الضامن لاستمرار امتداد خير الانسانية في جوهرنا جميعا، بنوع من الثبات المتاصل في خير الطبيعة الانسانية الساعية الى الجمال والكمال، بنوع من الثبات الممثل القاسم المشترك لما يمكن استمرارية الانسانية،..

وفي تقديرنا لا قيمة لهذا الثبات في فرحة العيد التي تعاد والبسمة التي يتم تقسمها من الافراد دون ان يعرف ذلك تحولا منتظما بما يبين تفاعله الحقيقي مع سياقات حقيقية مختلفة. ان التحول في كيفية ظهور الفرحة والبسمة يؤكد انهما بناء اجتماعي خالص، بناء تشاركي لا يجري في المطلق بل في ظروف متنوعة وعلى اسباب عديدة، ان هذا الجانب المتحرك في الفرحة والبسمة هو ما يعطي خصوصيات الافراد ونوعها وتكاملها، ولعل من اهم ما يذكر في هذا الباب هو ان يكون الوعي كاملا بان عيش هذه الفترات بطريقة استثنائية لاةتعد ان تكون نتيجة ظروف موضوعية يمكن التمعن فيها وفهمها من إخراجها ضمن الممكن في الحياة. ومهما كان ذلك، فان الاهم في تقديرنا هو طمانة الاخرين الذين يتقاسمون حياتك والعمل على ادراكهم ان السادة المنشودة مسحوبة بفرحتها وبسمتها لا حدود

د/ كمال الحجام

20 جويلية2021

المستشفى العسكري تونس

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *