Share Button

▪️⁩ بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

▪️⁩مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

علي بن أبي طالب ونومه في فراش النبي – صلى الله عليه وسلم – ليلة أن أراد المشركون قتله ..
وسئل علي بن أبي طالب:

كيف كان حبكم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأُمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ.

• من الرجال:
قصة قتل زيد بن الدثنة، قال ابن إسحاق:

اجتمع رهط من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين قُدِّم ليُقتل: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرِب عُنقه، وأنك في أهلك؟

قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي، قال: يقول أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا، كحب أصحاب محمد محمدًا.

• أخرج الطبراني وحسنه عن عائشة قالت:

جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال:
“يا رسول الله، إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرَفت أنك إذا دخلت الجنة رُفِعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة، خشيت ألا أراك، فلم يرد عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – شيئًا حتى نزل جبريل بهذه الآية: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ [النساء: 69].

• من النساء:

أخرج ابن إسحاق عن سعد بن أبي وقاص قال:

مر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها، وأخوها، وأبوها مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأُحد، فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: خيرًا يا أمِّ فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أَرونيه؛ حتى أنظر إليه.

قال: فأُشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مُصيبة بعدك جَلل.

وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقيل ببيت أم أنس بن مالك – رضي الله عنهما – فعرق، فجاءت بقارورة، فجعلت تأخذ العرق فيها، فاستيقظ – عليه الصلاة والسلام – فقال: ((يا أمَّ سليم، ما هذا الذي تصنعين؟)) قالت: عرَقك نجعله في طيبنا، وهو أطيب عندنا من الطِّيب.

إن المسلم وإن عجز عن أن يستوعب حبَّ الصَّحب لنبيهم، حتى إن نخامته لا تقع على الأرض كما مر بنا، فإن أعجب من هذا قد حصل، فإن صنيعهم هذا لم يكن بأعجب من صنيع الجذع وهو جماد؛ إذ بكى الجذع الذي كان يخطب عليه – صلى الله عليه وسلم – قبل أن يتخذ المنبر، فلما تركه واتخذ المنبر، سُمِع للجذع حنينٌ وبكاء، وما سكت حتى أتاه النبي – صلى الله عليه وسلم – فضمه، فسكت الجذع وسكن..

قال جابر راوي الحديث: فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي – صلى الله عليه وسلم – فضمها إليه، تئن أنين الصبي الذي يسكن، والحديث في البخاري ..

وكان الحسن البصري – رضي الله عنه – إذا حدث بهذا الحديث قال: “يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شوقًا إلى لقائه، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إليه”.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *