Share Button

التجاره جهاد فى سبيل الله
بقلم / محمــــــــد الدكـــــــرورى
إن التجارة من الكسب الطيب الذي حث عليه الإسلام وأمر به، فقد روى البزار والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع رضي الله عه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئلَ: أي الكسب أطيب؟ فقال:(عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور) وقال العلماء والبيع المبرور ما ليس فيه غش ولا خداع ولا ما يخالف الشرع وقال تعالى ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾

فالتجارة من الكسب الحلال الذي أمرنا به ديننا الحنيف واعتبرها من الأمانات التي أوصي الإسلام بحفظها وتظهر أهمية التجارة في الإسلام أن القرآن الكريم يسمى أرباحها فضل الله، وقد قرن الله تعالى ذكر الضاربين في الأرض للتجارة بالمجاهدين في سبيل الله؛ قال تعالى ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾..

وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾
وجاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ما من مكان أحب إلى أن يأتيني فيه أجلي بعد الجهاد في سبيل الله إلا أن أكون في تجارة أبيع وأشتري، وقد أخذ هذا المعنى من قول الله تعالى: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ …

وتظهر أهمية التجارة من خلال ذكرها في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله.
فقد ذكرت كلمة التجارة، وبمختلف اشتقاقاتها تسع مرات في سبع سور، مرة يراد بها التجارة المعنوية ومرة يراد بها تجارة البيع والشراء.

و قد امتنَّ الله تعالى على قريش أن كانت لهم تجارة في الشتاء والصيف: يرتحلون من أجلها إلى الشام واليمن، فقال الله تعالى: ﴿ لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾

وقال تعالى: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾

فقد لوحظ أن كلمة التجارة في القرآن الكريم قد استعملت في بابي الدنيا والآخرة في البيع والشراء المادي،وفي البيع والشراء المعنوي (الطاعة والثواب) ففي كل من سورة البقرة وفاطر والصف، قد استعملت في باب الطاعة والثواب، وفي السور الأخرى، قد استعملت في باب البيع والشراء الحياتي المادي.

فيكون استعمال لفظة التجارة واردة في باب ربح المادة والثواب، إلا أن الغالب عليها عند الإطلاق (البيع والشراء الحياتي المادي).

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بركة التجارة علي صاحبها فقال صلى الله عليه وسلم (أعظم الناس هما المؤمن الذي يهم بأمر دنياه وأمر آخرته).

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث رافع بن خديج قال: قيل يا رسول الله، أي الكسب أطيب؟ قال: “عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ”.

وقال صلى الله عليه وسلم (التاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع الصديقين والشهداء).

وكانت التجارة عمل النبي صلى الله عليه وسلم، فحين بلغ مبلغ الرجال حيث كان صلى الله عليه وسلم يتاجر في مال السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

وهنا دلالة على مدى الاهتمام بالدنيا والتجارة فيها، والاهتمام بأمر الآخرة، وأن التجارة إذا كانت بحق والتزم صاحبها الصدق والحق هي سبب من أسباب التكريم والرفعة في الآخرة، حيث حشره مع صفوة الخلق يوم الحساب.

وقد سئل بعض الصالحين: عن التاجر الصدوق، أهو أحب إليه أو المتفرغ للعبادة؟ قال التاجر الصدوق أحب إلي، لأنه في جهاد يأتيه الشيطان من طريق المكيال والميزان ومن قبل الأخذ والعطاء فيجاهده”.

ونسب إلى ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إني لأكره أن أرى الرجل فارغاً لا في أمر دنياه ولا في أمر آخرته .

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *