Share Button
الدكروري يكتب عن الإمام ابن القيم وذم منهج المشبهة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب التاريخ الإسلامي الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام إبن القيم الجوزية وهو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي الحنبلي، وقد ركز ابن القيم على ذم منهج المشبهة، حيث يُثبت لله ما جاء في القرآن والسنة النبوية من أسماء وصفات من غير تعطيل ولا تحريف ولا تبديل ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل، فيقول نصف الله تعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل، بل نثبت له سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات، وننفي عنه النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقات إثباتا بلا تمثيل، وتنزيها بلا تعطيل.
فمن شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه، أو ما وصفه به رسوله تشبيها، فالمشبّه يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والموحد يعبد إلها واحد صمدا، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأما عن التصوف عند ابن القيم فهو الزهد وتزكية النفس وتهذيبها من محبة الله وخشيته وتقواه، لتستعد لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى وأن التصوف الحق هو العمل بالسنة واتباع ما أنزل الله على رسوله، ومصادره عنده القرآن والسنة وأقوال الصحابة وأفعالهم التي تدعو إلى الزهد في الدنيا والترغيب في الآخرة، كما اعتد بما سمعه من شيخه ابن تيمية في ذلك، فيقول والمعصوم من عصمه الله، فلا شيء أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل وأنه لا شيء.
ولقد شاهدت ذلك من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرا ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، كما استأنس بأقوال الأئمة السابقين في ذلك مثل الجنيد وذي النون المصري وسفيان الثوري وابن حنبل والهروي وغيرهم، وقد قسم الصوفية إلى ثلاثة أقسام مثلما قسمها شيخه ابن تيمية، فقسمهم إلى صوفية الحقائق وهم الزهاد الحكماء المتبعون لسنة النبي صلي الله عليه وسلم، وصوفية الأرزاق الذين يتخذون التصوف حرفة لكسب الرزق، وصوفية الرسم وهم المقتصرون على النسبة للصوفية في اللباس والآداب الوضعية، وقد أنكر عددا من البدع التي وقع فيها المتنسبون للتصوف مثل القول بوحدة الوجود مثل ابن عربي والحلاج، والقول بسقوط التكليف.
والتفرقة بين الحقيقة والشريعة، وتحكيم الذوق ورفض العلم، والتعبّد بما لم يُشرع الله تعالي ومما قاله عن ذلك حتى قيل لبعض من زعم أنه ذاق ذلك قم إلى الصلاة، فقال يطالب بالأوراد من كان غافلا وكيف بقلب كل أوقاته ورد؟ فمن لم ير القيام بالفرائض إذا حصلت له الجمعية أي يعني اجتماع القلب فهو كافر منسلخ من الدين، ومن عطل لها مصلحة راجحة كالسنن الرواتب، والعلم النافع، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنفع العظيم المتعدي، فهو ناقص، أي أن فعله ناقص وفيه خلل، وفي مصطلح الحديث.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *