Share Button

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب لسان الميزان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، وقال سبط بن العجمي عن ابن حجر وهذا الرجل في غايه ما يكون من استحضار الرجال والكلام فيهم، وله مؤلفات كثيره في تراجمهم، وله كتاب “لسان الميزان” كتاب حسن، فيه فوائد، وله “شرح على البخاري” لم يكمله، نظرت فيه بعض نظر، وله أخلاق حسنة، ونوادر، وسكون، ويستحضر أشياء حسنة مليحة، وأما الحديث، فله معرفة تامة برجاله المتقدمين والمتأخرين بتراجمهم وهو جملة حسنة، لا أستحضر أني رأيت مثله في معرفة رجاله المتقدم والمتأخر، وكتب تقي الدين أبو بكر الدجوي على بعض تخاريج الحافظ ابن حجر ما صورته، فقد وقفت على هذا التخريج البديع مثالا، المنيع منالا، الفائق حسنا وجمالا. 

 

فلم يدع لقائل مقالا، إلا أن يقول هكذا هكذا وإلا فلا لا، فلقد أوتي هذا بسطة في العلم واللسن، وكيف لا؟ وهو الإمام ابن الإمام أبو الفضل بن أبي الحسن، لقد بهر ابن حجر بفضله العقول والأفكار، كما فاق حجره الياقوت بل غيره من الحجار، وقرأ قول الله تعالي كما جاء في سورة البقرة ” وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار” فإنه جمع فأوعى، وأوعب جمعا، وأبدع لفظا ومعنى، وجمع إحسانا وحُسنا، فلو شاهد حسنه الجمال المزي، لأطنب في الثناء وأسهب، أو الذهبي، لذهب في الإعجاب كل مذهب، أو ابن عبد الهادي، لاهتدى به واقتفى أثره، أو ابن كثير، لكاثر ببعضه واستكثره، فشكرا لهذا الإمام شكرا، فلقد جمل مصره، وجدد لها في الحفاظ ذكرا، وقال القاضي قطب الدين الخيضري “شيخنا الإمام. 

 

شيخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، إمام الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، قدوة المحدثين، أستاذ المحققين، عمدة المخرجين، علم الناقدين، محط رحال الطالبين، ساقي الظماء من صافي الماء المعين، لأنه البحر الذي لو رآه ابن معين، لصار فيه يعوم، أو البخاري، لكان للشرب منه يروم، ولو أدركه الدارقطني لحام حول حماه واستقطنه، أو الطبراني، لم يحلل من رحلته إلا عنده وكان استوطنه، لأنه حامل راية أهل الحديث بكلها، وفارس ميادين علومه كلها، لو اجتمع به ابن عساكر، لكان بعسكره من بعض جنده، أو ابن مأكولا الأمير، لصار من أنصاره وذوي رفده، ولو سمع به ابن السمعاني، لاستمع إلى كلامه، ولو لحقه ابن عبد البر، لأقسم بارا أنه لا يتمهد في أحواله إلا بدر نظامه، فهو صاحب المصنفات. 

 

التي سارت بها الركبان غربا ومشرقا، والمؤلفات التي أضحى بها شهاب سعادته في أفق السماء مشرقا، إمام المحدثين، كنز المستفيدين، قاضي القضاة، أبو الفضل شهاب الدين” وقال تقي الدين القلقشندي، عن ابن حجر هو قاضي القضاة، شيخ الإسلام، حامل لواء سنة سيد الأنام، حافظ العصر، علامة الدهر، بليغ زمانه، واحد أوانه، حُجة الله على العباد، مُذل ذوي الباطل والعناد، بقية المجتهدين، محط رحال القاصدين، علم المسلمين، محيي سُنة سيد المرسلين، بغية الطالبين، ولي الله، شيخنا وشيخ شيوخنا.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *