Share Button

بقلم / محمـــــــد الدكــــــــرورى
خلق الله الانسان للعباده والطاعه وأعد الله – عز وجل – لعباده الطائعين الجنه وفيها من النعيم ما شاء ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ووجب على الانسان الطاعه والعباده حيث أن الله -عز وجل – أعد لعباده العاصين نار جهنم وبها من العذاب الشديد ويجب ان يتقرَّبُ العبدُ المؤمنُ من ربِّه -عزَّ وجلَّ- بجميعِ الأعمالِ والأقوالِ الحسنةِ ….

وذلك طمعاً في الحصولِ على الأجرِ العظيمِ من اللهِ -تعالى-، حتى في النومِ يستطيعُ المرء أن ينوي التقرُّبَ من اللهِ -سبحانهُ وتعالى- فالعبدُ المؤمنُ يُدركُ أنَّ جميعَ أمرهِ بيدِ خالقهِ فيصرف جميعَ أفعالهِ وأقوالهِ ونيّاته للهِ تعالى طلباً لمرضاتهِ ولنيلِ الحسناتِ والأجرِ والثوابِ من اللهِ- تعالى- …

وقد جاءَ في الحديثِ القدسيِّ أنَّ اللهَ تعالى قال: (من عادَى لي ولياً فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه).

وإنّ الأعمالِ الصالحةِ هي السبيل لمرضاة الله ومن تلك الأعمال النوافل التي تؤدى بعدَ الفرائضِ التي أمرَ اللهُ -تعالى- بها، وقد ذكرَ اللهُ -سبحانه وتعالى- في القرآنِ الكريم، في سورةِ الكهف مثالاً على الأعمالِ الصالحةِ التي يتقرّب بها العبدُ المسلم إلى خالقه وهي الباقياتُ الصالحاتُ، فهنَّ خيرُ ما يدَّخره المسلم لحسابه يوم القيامة، حيثُ فيهنَّ الأجرُ والغنيمةُ والفوزُ يوم القيامة …

ةلكن ما هنَّ الباقياتُ الصالحاتُ التى نادى بها الله – عز وجل – فى كتابه الكريم وقد اختلفَ أهلُ العلمِ في تفسيرِ معنى الباقيات الصالحات في قولِ الله سبحانه وتعالى: ( المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا) ..

وبيانُ آراءِ العلماءِ وأقوالهم وتفسيراتهم لهذه الآية هى انه يرى بعضُ أهلِ العلمِ أنَّ المرادَ بالباقياتِ الصالحاتِ هو: التسبيحُ والتهليلُ والتكبيرُ، وقد استدلَّ أصحابُ هذا القولِ بالحديثِ الصحيحِ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (استَكثِروا منَ الباقياتِ الصَّالِحاتِ، قيلَ: وما هيَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: المِلَّةُ …

قيلَ: يا رسولَ اللَّهِ وما هيَ؟ قال: التَّكبيرُ والتَّهليلُ والتَّسبيحُ والحمدُ للَّهِ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ) …

وعلى ذلك فإنَّ الباقيات الصالحات هنَّ قولُ المسلم: سبحانَ الله، والحمدُ للهِ، ولا حولَ ولا قوّةَ إلّا باللهِ، واللهُ أكبر ولا إلهَ إلّا الله، وقد أخذَ بهذا القولِ من العلماءِ وأهلِ التفسيرِ مجاهد وعطاء بن أبي رباح ويرى فريقٌ آخرٌ من أهلِ العلمِ أنَّ المراد بالباقياتِ الصالحاتِ الصلوات الخمس …

وروى ذلك ابنُ العربيُّ في كتابهِ أحكامُ القرآنِ، حيث قال: (وقالت جماعةٌ هي الصلواتُ الخمس)، وذهبَ أيضاً إلى هذا الرأي الإمامُ مالك ويرى بعضُ أهلِ العلمِ أنَّ الباقيات الصالحات تشملُ كلَّ عملٍ صالحٍ يُمكنُ القيامَ به، من غيرِ حصرها بالصلاةِ فقط على رأي عبد الله بن عبّاس، وأبو ميسرة، وسعيد بن جبير، وعمر بن شرحبيل …

كما لا يمكن حصر الباقيات الصالحات بالتسبيحِ والتحميدِ والتهليلِ والتكبيرِ دون غيرها من الأعمالِ الصالحةِ على رأي أبي سعيد الخدري وأبي هريرة والنعمان بن بشير وعائشة رضي الله عنهم جميعاً فسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم ….

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *