Share Button
في طريق النور ومع الحصين بن نمير الأنصاري ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع الحصين بن نمير الأنصاري، فبينما حبيب ينظر في أموره وحوائجه واللحوق بالحسين إذ أقبل بنو عمه إليه وقالوا يا حبيب بلغنا انك تريد ان تخرج لنصره الحسين ونحن لا نخليك ما لنا والدخول بين السلاطين، فأخفى حبيب ذلك وأنكر عليهم فرجعوا عنه وسمعت زوجته فقالت يا حبيب كأنك كاره للخروج لنصره الحسين فأراد أن يختبرحالها فقال نعم، فبكت وقالت انسيت كلام جده في حقه وأخيه الحسن، حيث يقول صلى الله عليه وسلم ” ولداى هذان سيدا شباب الجنة ” وهما امامان قاما أو قعدا وهذا رسول الحسين وكتابه أتى إليك، ويستعين بك، وأنت لم تجبه” فقال لها حبيب أخاف على أطفالي من اليتم وأخشى أن ترملي بعدي.
فقالت ولنا التأسي بالهاشميات والأيتام من آل الرسول صلى الله عليه وسلم، والله تعالى كفيلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل، فلما عرف حيبب منها حقيقة الأمر دعا لها وجزاها خيرا وأخبرها بما هو في نفسه وأنه عازم على المسير والرواح فقالت لي إليك حاجة فقال وما هي؟ قالت بالله عليك يا حبيب إذا قدمت على الحسين قبل يديه نيابة عني واقرأة السلام عني فقال حبا وكرامة، ولقد كان حصين بن نمير له دور كبير في جمع القبائل اليمانية في الشام لنصرة مروان بن الحكم وله أثر بارز في معركة مرج راهط، ومرج راهط هي معركة دارت بين مروان بن الحكم الذي بايعه أهل الشام والضحاك بن قيس، الذي بايعه أهل دمشق.
وكان يدعو لبيعة ابن الزبير سرا، على أرض مرج راهط، وقد استغرقت المعركة عشرون يوما، وقد انتهت بنصر مروان بن الحكم، في عام أربعة وستين من الهجرة، وقد كان لهذه المعركة دور هام في استتباب أمور الدولة الأموية لمروان بن الحكم والقضاء على خصمه عبد الله بن الزبير، وذلك ليصبح لاحقا الخليفة، وبعد مبايعة أهل الشام لمروان، قرر أن يسير إلى ابن الزبير وأن يبايعه على الخلافة، لكن عندما سمع ابن زياد بهذا أتى من العراق وقال لمروان “قد استحييت لك ذلك، أنت كبير قريش تمضي إلى ابن خبيب وهو يقصد عبد الله ابن الزبير فتبايعه” فرد مروان “ما فات شيء بعد” أي أنه لم يفت الأوان بعد، فجمع بني أمية وحلفاءهم.
وقرر السير إلى الضحاك بن قيس لمحاربته، والذي كان أهل دمشق قد بايعوه على إطاعته، وسار مروان بن الحكم إلى مرج راهط ومعه ألف فارس من أهل اليمن ومن قبائل كلب وغسان وغيرها، بينما استعان الضحاك بن قيس بالنعمان بن بشير وهو أمير حمص، وزفر بن حارث، وهو أمير قنسرين، وناتل بن قيس، وهو أمير فلسطين، فجمعهم واتجه هو الآخر إلى مرج راهط لخوض المعركة، ولكن في هذه الأثناء التي كانت تسير فيها جيوش كلا الطرفين إلى مرج راهط، أرسل مروان، يزيد بن أبي الغمس الغساني، إلى دمشق حيث هزم حامية الضحاك وسيطر على بيت المال وأرسل إلى مروان مددا من أموال وسلاح ورجال دمشق.
وبين عامي أبعة وستين وخمسة وستين من الهجرة، قد التقى جيشا مروان بن الحكم والضحاك بن قيس على أرض مرج راهط، واشتبكا في قتال قوي استمر لعشرين يوما انتهى بقتل الضحاك على يد دحية بن عبد الله، وثمانين رجلا آخر من أشراف دمشق الذين كانوا يقاتلون معه، وقد قتل عدد كبير من جنوده أيضا، لكن بالرغم من هذا فقد انزعج مروان عند رؤيته لرأس الضحاك وقال الآن حين كبرت سني ودق عظمي، وصرت في مثل ظمء الحمار أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض، وعندما سمع النعمان بن بشير في حمص بما حدث حزم أغراضه وهرب منها ومعه زوجته وأولاده، لكن في اليوم التالي عندما اكتشف هربه خرج أهل حمص باحثين عنه.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

9 thoughts on “في طريق النور ومع الحصين بن نمير الأنصاري ” جزء 4″ بقلم / محمـــد الدكـــرورى”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *