Share Button
الدكروري يكتب عن يزدجرد بعد خروجة من المدائن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية بأنة قد استقر يزدجرد بمدينة مرو بعد خروجه من المدائن وانتقاله من مدينة إلى أخرى، وكان يعمل على إثارة أهل فارس للدفاع عن بلادهم ولاسترجاع ما خسروه منها واثمرت محاولاته في توحيد جهود الفرس وأهل الأهواز في سبيل صد عدوهم المشترك، فأخبر قادة المسلمين في منطقة الأهواز عمر بن الخطاب باجتماع كلمة اتباع كسرى على قتال المسلمين، فما كان من عمر إلا أن بعث الجيوش من الأمصار إلى الأهواز ليصد طموح يزدجرد، قال ابن الأثير وكان سبب فتحها أن يزدجرد لم يزل وهو بمرو يثير أهل فارس أسفا على ما خرج من ملكهم، فتحركوا وتكاتبوا هم وأهل الأهواز، وتعاقدوا على النصرة، فكتبوا إلى الخليفة عمر بن الخطاب بالخبر.
فكتب عمر إلى سعد أن ابعث إلى الأهواز جندا كثيفا مع النعمان بن مقرن، وعجل فلينزلوا بإزاء الهرمزان ويتحققوا أمره، وكتب إلى أبي موسى الأشعرى أن ابعث إلى الأهواز جندا كثيفا، وأمر عليهم سهل بن عدى أخا سهيل، وابعث معه البراء بن مالك ومجزأة بن ثور وعرفجة بن هرثمة وغيرهم، وعلى أهل الكوفة والبصرة جميعا أبو سبرة بن أبي رهم، وقد خرج النعمان بن مقرن، بأهل الكوفة إلى الأهواز، ثم سار نحو الهرمزان وهو يومئذ برامهرمز، فلما سمع الهرمزان بمسير النعمان إليه، بادره بالقتال ورجا أن يهزمه، وقد طمع في نصرة أهل فارس الذين نزلت أوائل إمدادهم بتستر، فالتقى النعمان والهرمزان، فاقتتلوا قتالا شديدا، وهُزم الهرمزان وأخلى رامهرمز وتركها ولحق بتستر وبها جنوده من أهل فارس.
وأهل الجبال والأهواز، ولما وصل أبو سبرة بن أبى رهم على أهل البصرة، ومنهم عرفجة بن هرثمة والبراء بن مالك ومجزأة بن ثور السدوسي إلى سوق الأهواز وعلموا بأن الهرمزان لحق بمدينة تستر، فقصدوها، وقصد المسلمون مدينة تستر وتحشدت حولها كافة قوات المسلمين الموجودين في تلك المنطقة، ثم استمد أبو سبرة عمر بن الخطاب، فأمده بأبى موسى الأشعري في جمع آخر من البصرة وجعله على أهل البصرة، والنعمان بن مقرن على الكوفة، واستمر أبو سبرة على الإمرة على جميع أهل الكوفة والبصرة، فحاصروا تستر أشهرا طويلة وأكثروا فيهم القتل، وزاحفهم الفرس أثناء الحصار ثمانين زحفا، حتى إذ كان آخر زحف منها اشتد القتال، فانهزم الفرس ودخلوا خنادقهم.
فافتحها المسلمون عليهم، فلاذ الفرس بالمدينة، فأحاط بها المسلمون، ورأى الفرس مدينتهم مطوقة بالمسلمين من جميع جوانبها، ولا أمل لهم في الخلاص من هذا الطوق المحكم، لذلك انهارت معنوياتهم، فخرج رجل من الفرس ليدل المسلمين على نقاط الضعف في دفاع المدينة المحاصرة، فدخلها بعض المسلمين فكبروا وردد المسلمون خارجها هذا التكبير، واقتحموا أبوابها وقتلوا المدافعين عنها، وأسروا الهرمزان وشدوه وثاقا، فأرسله أبو سبرة إلى عمر بن الخطاب مع وفد أنس بن مالك والأحنف بن قيس، وهكذا فتح العرب تستر أعظم مدينة في منطقة خوزستان، ولكن بعض القوات الفارسية انسحبت منهزمة من تستر باتجاه السوس، فخرج أبو سبرة بن أبى رهم بنفسه.
فى إثر المنهزمين إلى السوس، ونزل عليها ومعه النعمان بن مقرن المزنى وأبو موسى الأشعرى، وعرفجة بن هرثمة وغيرهم من القادات، فطوقت القوات العربية مدينة السوس، واستطاعوا فتحها عنوه، ولكن المدافعين عنها طلبوا الصلح فأجيبوا إلى ذلك.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *