Share Button

الدكروري يكتب عن قرة بن شريك يحكم مصر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان من حكام مصر في عصور الخلافة الأموية هو الوالي قرة بن شريك بن مرثد بن حازم بن الحارث بن حبش بن سفيان بن عبد الله بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان العبسي، وهو من بني عبس، وكان عندما قدم قرة بن شريك إلى مصر يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسعين من الهجره، وبدأ أعماله بأن أقر عبد الأعلى بن خالد صاحب الشرط على عمله، وطلب إلى عبد الله بن عبد الملك الخروج من مصر، وخرج عبد الله بما يملك من مال وذخائر، ولكن رسل الوليد بن عبد الملك اعترضوه عند وصوله إلى الأردن، واستولوا على ما معه من أموال.

ولم توضح المصادر الأسباب التي دعت الوليد إلى مثل هذا الإجراء مع أخيه عبد الله، وقد قيل إن الخليفه الأموى الراشد عمر بن عبد العزيز، ذكر عنه ظلم الحجاج وغيره من ولاة الأمصار أيام الوليد بن عبد الملك، فقال الحجاج بالعراق، والوليد بالشأم، وقرة بن شريك بمصر، وعثمان بن حيان، بالمدينة، وخالد بن عبد الله القسري بمكة، اللهم قد امتلأت الدنيا ظلما وجورا فأرح الناس، فلم يمضى غير قليل حتى توفي الحجاج، ثم تبعه الوليد وقرة، وعزل عثمان وخالد، فاستجاب الله لعمر بن عبد العزيز رضى الله عنه، وكان عندما ولى الوليد بن عبد الملك، قرة بن شريك مصر وعزل عنها أخاه عبد الله بن عبد الملك، وقال رجل من أهل مصر شعرا وكتب به إلى الوليد بن عبد الملك عجبا ما عجبت حين أتانا.

أن قد أمرت قرة بن شريك، وعزلت الفتى المبارك عنا، ثم فيلت فيه رأي أبيك، وفي سنة اثنين وتسعين من الهجره، طلب الوليد من قرة بناء جامع مصر والزيادة فيه فبدأ البناء، وكان الناس يصلون الجمعة في قيسارية العسل حتى فرغ قرة من بناء الجامع، وفي سنة ثلاثه وتسعين من الهجره، وقد أخذ قرة أيضا بركة الحبش التي تنسب إلى قتادة بن قيس الحبشي فأحياها وغرس بها القصب فأصبحت تعرف ببركة القصب أو اصطبل قرة بن شريك، وفي سنة أربعه وتسعين من الهجره، نصب منبرا جديدا في الجامع الذي بناه، وقد عرف عن قرة بن شريك أنه كان جبارا صلبا، حيث تعاقد نحو مائة من الخوارج في الاسكندرية على قتله، وكمنوا له عند منارة الإسكندرية.

ولكن أحد الرجال ويدعى أبا سليمان أبلغه عن الأمر، فأوقع بهم قرة بن شريك وقتلهم جميعا، وتولي قرة بن شريك ولاية مصر ست سنوات من سنه تسعين إلى سته وتسعين من الهجره، وكان ذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك، الذي عزل أخاه عبد الله بن عبد الملك عنها وأسندها إلي قرة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *