” فأعينونى بقوة “

” فأعينونى بقوة “

بقلم: رقيه زكريا سليمان

هذه الجملة كفيلة أن تعطى لنا إرادة وطاقة بلا حدود ،

ان نعطى ونعيين ونساعد بلا مقابل ، وبرضاء وطيب نفس

وهذا مايسمى بالعمل التطوعي لوجه الله ،

وعندما تقال هذه الجملة ” فأعينونى بقوة”

يخطر فى ذاكرتنا تلقائيا قصة ذو القرنين وهو الملك الصالح ،

الملك الذى رفع الله تعالى به الإسلام ومكن له فى الارض حتى بلغ مغرب الشمس

وفتح له الأبواب حتى إذا بلغ بين السدين ،

والسدان هما جبلان عظيمان فى آسيا الصغرى

وهو مازال موجود حتى الآن

ويعتبر سر من أسرار الله عز وجل ،

قال تعالى:

“حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا” (93) سورة الكهف

فالحقيقة هؤلاء القوم يعلمون جيداً معنى الإيمان الحقيقى ويعرفون رمزه “وهو الله عز وجل”

وهؤلاء القوم يعلمون جيداً أن هذا الملك الصالح له مكانه عالية عند الله وسلطانا كبيراً ،

وحينما ذكر فى كتابه العزيز قوله تعالى:

قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)

فطلبوا منه أن يبنى لهم سدا عظيماً حتى يمنع يأجوج ومأجوج من الوصول إليهم

مقابل أن يعطوا له أموالنا كثيرا والكثير من كنوز الدنيا ,

لأن يأجوج ومأجوج إذا وصلوا إليهم يأكلون كل شيء حتى البشر وذلك في بعض الروايات ويفرقون بين المرء وزوجه

وانما الملك الصالح يثق في ربه والتمكين له

كما قال الله تعالى

قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)

فقال لهم ذو القرنين أن الله أعطانى من التمكين خير لى من مالكم هذا

“فاعينونى بقوة ” حتى أجعل بينكم وبينهم سدا

أى اننى لن أعمل بقوتى وإنما سأعمل بقوة

من الله فهو المعين ولكن يريد من القوم أن يكونوا معه

وهذا يوضح قاعدة أساسية مهمة جدا ،،،،

وهى أن التمكين فى الأرض ليس بالمال أو الجاه أو سلطان وإنما التمكين فى الأرض يكون منحه من الله لنا .

وهذا يحث على الأعمال التطوعية التى لاتنتظر جزاء أو شكورا من اى إنسان

وإنما هى مجرد جهد يبذله الشخص بلا مقابل لمجتمعه

وذلك بدافع منه ولابتغاء وجه الله

والعمل التطوعي ليس مجرد مالى أو غيره ولكن أحياناً يكون بمساعدة الآخرين بعضهم بعضاً

بدليل قوله تعالى

“وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”

والله الموفق والحمد لله رب العالمين.