Share Button

اَلْمُدَوَّنَات blogs مُوَاجَهَة للتحديات في عصر اَلتِّكْنُولُوجْيَاصباحك تكنولوجيا:

بقلم د/ حنان عبد القادر محمد

يُعْتَبَر التنوع في أساليب التعلم أحد القضايا الجديدة اَلْمُهِمَّة في السنوات الأخيرة نظراً لما كشفته اَلْبُحُوث التربوية في مجال عِلم النفس وَتِكْنُولُوجْيَا التعليم، وأصبح الإنترنت أحد أبرز وسائل نشر المعلومات والأخبار الحديثة، وأحد أبرز أساليب التفاعل اَلْمُبَاشِر فيما بين مُنْتِجِي المعلومات وَالْمُسْتَفِيدِينَ مِنها. ومع كثرة المعلومات انتشرت على الإنترنت بعض الأساليب التي يُمْكِنهَا مواجهة هذه الزيادة في المعلومات وذلك عن طريق انتقاء المعلومات والأخبار والمصادر ذات الصلة، وتلخيصها، ونشرها، وتحديثها، وإتاحة فٌرصة التعليق عليها من قِبل اَلْمُطَّلِعِينَ أو اَلْمُسْتَفِيدِينَ منها، مما بدا أخيرًا أنه يتحقق في اَلْمُدَوَّنَات كمصدر للمعلومات وكأسلوب لنشر المعلومات على الشبكة العنكبوتية.

ويُنظر إلى التدوين باعتباره وسيلة النشر العامة التي أدت إلى ازدهار دور الشبكة العنكبوتية باعتبارها أسلوبًا للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونها وسيلةً للنشر والدعاية للمشروعات والحملات اَلْمُخْتَلِفَة التي يُمْكِن أن تدفع اَلْمُسْتَفِيدِينَ للتكيف مع تقنيات إدارة اَلْمُحْتَوَى لأجل تلبية احتياجاتهم الخاصة بتطوير مُجْتَمَع افتراضي ينبض بالحيوية والنشاط. وأصبحت اَلْمُدَوَّنَات Blogs تُوصَف بأنها ثاني ثورة في عالم الإنترنت بعد البريد الإلكتروني، وأنها الآن إلى جانب البريد الإلكتروني والويكي Wiki، وتُعَدّ أحد أبرز خدمات الإنترنت.

وَالْمُدَوَّنَات هي أحد أساليب النشر والاتصال الحديثة على الإنترنت، وَتُمَثِّل مزيجاً من اَلْمُذَكِّرَات اليومية في البيئة الورقية وموقع الشبكة العنكبوتية والتجمع الإلكتروني في البيئة العنكبوتية. ولعل من أسباب شُهْرَتهَا وسرعة انتشارها، تميزها بالتفاعلية، والوصول اَلْمُبَاشِر من قِبل اَلْمُسْتَفِيدِينَ إليها، وَتَشْكِيل التجمعات الإلكترونية بين مُحَرِّرِيهَا وَالْمُسْتَفِيدِينَ منها، وذلك بصورة أكثر فعالية من غيرها من وسائل الاتصال الأخرى. هذا فضلاً عن توفرها على سجل أرشيفي للمواد اَلْمُتَاحَة بها، يتم الوصول إليه بِصُورَة أكثر سهولة ويسرًا من غيرها من الأساليب. ويرى البعض اَلْمُدَوَّنَة بوصفها أقرب ما تكون إلى الصحيفة الإلكترونية، مع الفرق بأن المواد المنشورة في المدونة تُوضَع في ترتيب زمني تصاعدي بحيث تكون المعلومات الأكثر حداثة هي أولى المعلومات التي يُطَالِعهَا اَلْمُسْتَفِيد.

وبالرغم أن اَلْمُدَوَّنَات نشأت منتصف تسعينيات القرن العشرين، إلا أن ظاهرة اَلْمُدَوَّنَات لم تنتشر على العنكبوتية إلا بعد عام 1999م حيث بدأت خدمات الاستضافة في السماح لِلْمُسْتَفِيدِينَ بإنشاء اَلْمُدَوَّنَات الخاصة بِهم بصورة سريعة وسهلة، وفي عام 2004م، أصبحت اَلْمُدَوَّنَات ظاهرة عامة بانضمام العديد من اَلْمُسْتَفِيدِينَ من الإنترنت إلى صُفُوف اَلْمُدَوِّنِينَ وقراءها. وتطور الأمر في غُضُون عام واحد من ذلك فأصبح عام 2005م هو عام اَلْمُدَوَّنَات. ولها عدة أنواع منها مُدَوَّنَات الفيديو، مُدَوَّنَات الصور، مُدَوَّنَات المعلومات التي تتجدد كُلّ يوم، وَالْمُدَوَّنَات الشخصية.

وَتُعْرَف اَلْمُدَوَّنَات بأنها عِبارة عن صفحة ويب على شبكة الإنترنت تظهر عليها تدوينات مُؤَرَّخَة وَمُرَتَّبَة ترتيباً زمنياً تصاعدياً يَنشر مِنها عدد مُحَدَّد يتحكم فيه مُدِير أو ناشر اَلْمُدَوَّنَة، كما يتضمن النظام آلية لأرشفة اَلْمُدْخَلَات القديمة، ويكون لكل مٌدخلة منها مسار دائم لا يتغير منذ لحظة نشرها يُمْكِن القارئ من الرجوع إلى تدوينه معينة في وقت لاحق، فهي صفحة عنكبوتية تشتمل على تدوينات posts مختصرة ومرتبة زَمَنِيًّا. فهي تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهي عبارة عن مساحة شخصية على الإنترنت تتيح لصاحب الصفحة النشر بسلاسة شديدة إذ يكتب اَلْمُدَوِّنُونَ خواطرهم وأخبارهم وآراءهم وَيُعْطِي كُلّ مِنهم الأحداث التي شهدها أو شارك فيها، والأهم أنها تُقَدِّم مساحة للتعليق والحوار حول اَلْمُدْخَلَات وفي اَلْمُعْتَاد يُضِيف اَلْمُدَوَّن أكثر من مقال في الأسبوع ولا تحكمه مساحة ولا رقابة أما تنظيم اَلْمُدَوَّنَة فيعتمد على عرض التدوينات ( المقالات) بعكس ترتيب نشرها ولا يحتاج الموضوع سوى ساعة لبدء مدونة، والتعرف على أساسيات التعامل معها.

وليست هُنَاكَ حتى الآن معايير رسمية لِلْمُدَوَّنَاتِ، إلا أنها تشترك معًا في خصائص مُشْتَرَكَة تكفي لِمُحَاوَلَة تحديد اَلْمُدَوَّنَات وأقسامها بصورة يُمْكِن أن تصل بها لمعايير غير رسمية. ومن وجهة نظر اَلْمُسْتَفِيدِينَ أو الزائرين visitors، فإن اَلْمُدَوَّنَة هي مُوَقَّع عَنْكَبُوتِيّ يتوافر فيه مُحْتَوَى مُنَظَّم كمداخل مُسْتَقِلَّة، يشتمل كُلّ مِنها على نص وربما روابط فائقة، وَمُتَاحَة جميعاً في ترتيب زمني عكسي (أي من الأحدث إلى الأقدم). وتأريخ زمني لِكُلّ مدخل، بحيث يَعرف اَلْمُسْتَفِيد متى تم تدوين هذا اَلْمُدْخَل على وجه التحديد. وسِجل أرشيفي لجميع المداخل السابقة، بحيث يُمْكِن الوصول إليها بسهولة من قِبل الزائرين.

وقد أدرك رجال التربية والتعليم فى الدول المتقدمة فوائد ومزايا استخدام اَلْمُدَوَّنَات في عملية التعليم والتعلم لما تتركته من أثار إيجابية أثبتتها اَلْبُحُوث والدراسات وانعكست في نوعية اَلْمُخْرَجَات التعليمية واكتسابها للمهارات والخبرات والمعارف بشكل أكثر فاعلية وتطور مما يُمْكِن جِيل اَلْمُسْتَقْبَل من مواجهة التحديات وَمُوَاكَبَة عصر التكنولوجيا اَلْمُتَسَارِع. وَيُمْكِن أن نوضح أهمية اَلْمُدَوَّنَات في أنها وسيلة يستطيع اَلْمُعَلِّم من خلالها التواصل مع زملائه ومن ثم تحسين نوعية التعليم وزيادة فاعليته من خلال حل مُشْكِلَات ازدحام الصفوف وقاعات اَلْمُحَاضَرَات, فلا يستطيع اَلْمُعَلِّم أن يحسن تدريسه فيها ضمن الإمكانات التقليدية.

ومن هُنَا تُسْهِم تِكْنُولُوجْيَا التعليم ومنها اَلْمُدَوَّنَات في تعليم الأعداد الكبيرة من الطلبة دُون زيادة كبيرة في النفقات من خِلال استخدام هذه اَلْمُدَوَّنَات في وضع المناهج والتفاعل مع الطلاب والرد على استفساراتهم وَهُنَا تُفِيد هذه اَلْمُدَوَّنَات في مُسَاعَدَة المٌعلم فى مٌراعاة الفٌروق الفردية بين الطلبة في مٌختلف الفٌصول الدراسية من خِلال ما تٌقدمه من مٌساعدة في تنويع مصادر التعليم, مما يٌساعد المٌتعلم على السير في تعلمه حسب سٌرعته وما لديه من خصائص وإمكانات وقٌدرات, فالمٌتعلم في ظل المٌدونه هو محور العملية التعليمية. . وللحديث بقية، ،

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *