Share Button

بقلم : سامى ابورجيلة

كانت هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فارا بدينة من تعنت قريش ، وإيذاءها له ولأصحابه بسبب تمسكهم بالدين الاسلامى ، وبسبب عبادة الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، والاقلاع عن عبادة كل مادونه من اصنام ، ومما كان يعبد آباءهم الأولين ، لذلك فكر رسول الله أن يفر بدينه هو وأصحابه الكرام الى المدينة ، ليقيموا دولة الاسلام هناك ، التى تقوم على العدل وليس الظلم ، تقوم على المشاركة لا المغالبة ، تقوم على الإخاء والمحبة وليس على العداء والتفرق ، وهذا هو الدرس الأول للهجرة :
ألا وهو إذا رأيت مدخلا يصعب عليك أن تحقق هدفك من خلاله ، فلا تقف مكانك ، ولاتبتئس ، ولا تيأس ، ولكن عليك فى تلك اللحظة أن تفكر فى انتهاج طريقا آخر غير هذا الطريق الذى تلق فيه صعوبات ، فلاتقف مكتوف الأيدى فى يأس ، بل جدد تفكيرك لتجد مخرجا ثانيا لتحقيق هدفك .
ثانيا : السرية وخداع الأعداء :
عليك أن تأخذ الأمر بسرية تامة ، فلا أحد يعلم ماذا ستفعل ، ومتى الا من تثق فى ولائهم لك .
ثم لابد أن تقوم بخداع عدوك بشتى الطرق الممكنة ، والمتاحة لديك ، لذلك امر رسول الله على بن ابى طالب أن ينام على فراشه ، ويلتحف ببردته ، حتى إذا نظر الأعداء يجدون من هو نائم فيظنون أنه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
ثالثا : التوكل على الله واليقين الكامل بالله مع الأخذ بالأسباب : وهذا يتجلى حينما تتبع المشركين رسول الله وصحبه ، فما كان من الرسول إلا اللجوء لغار ( ثور ) بعد أن أنهكهم التعب ، والبعد عن أنظار المشركين ، وهنا وقف المشركون على باب الغار وهم يفتشون عن الرسول وصحبه ، وهنا خاف ابى بكر الصديق وقال لرسول الله ( والله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ) .
ولكن كان يقين رسول الله عاليا ، فقال بكل قوة ، وبعدم يأس ، والتوكل التام على الله ( مابالك ياأبا بكر بأثنين الله ثالثهما )
درس فى عدم اليأس ، والعمل بقدر المستطاع بالأخذ بالأسباب مغ التوكل على الله وحده .
هذا قليل من كثير من بعض الدروس المستفادة من هجرة رسول الله من مكة الى المدينة .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *