Share Button

فى حوالى الساعة السابعة صباحاً وكانت الشبورة تغطى الطرق ، انطلقت سيارة الشرطة تطلق ابواقها المزعجة ومن خلفها انطلقت سيارة نقل المساجين والمطلوب محاكمتهم ،ومرت الأوقات سريعاً حتى توقفت السيارة أمام محكمة جنوب القاهرة، وقام الحراس بإنزال المساجين والمطلوب محاكمتهم وأنا منهم بعد أن قام الضابط والمساعدين بعد الموجودين بالسيارة للتأكد من وجودهم تماماً قاموا بإدخالنا الى إحدى القاعات الموجودة بالدور الأول بالمحكمة والمدون علي بابها قاعه 6 جنايات، وادخلونى وغيرى إلى قفص حديدي ضخم محاط بسياج من الحديد الغليظ وانطلقت إحدى العاملات بالمحكمة إلى تنظيف القاعة وما ان قام الحرس بإغلاق الباب علينا ووضع الأقفال علية حتى شعرت بأنني لن أخرج مرة أخرى من هذا المكان …ووجدت أختى دعاء كانت بانتظارى وكان وجهها شاحبا وكان السواد اسفل عينيها واضحاً تماماً وبدت وكأنها لم تنم منذ عدة أيام واقتربت منى دعاء ولكن الحرس قام بنهرها لأنها لم تستأذن منه حتى تكلمنى وبالفعل إعتذرت له وأنها أول مرة تتعرض لمثل هذا الموقف . واقتربت منى دعاء وفى محاولة فاشلة منها حاولت أن تتمالك نفسها ولا تبكى ولكنها ما ان نظرت الى حتى انهارت من البكاء وقمت انا بمحاولة تهدأتها قائلاً :- حبيبتى هدى نفسك احنا قدام الناس .

وأردفت قائلاً :- بإذن الله اللى ربنا كاتبه هو اللى هيكون .وانا راضى بقضاء ربنا .

ثم تابعت :- انا مش خايف من حاجة انا كل خوفى عليكى انتى هتعملى ايه من بعدى .

قالت دعاء :- إن شاء الله براءة وهتخرج معايا بإذن الله

ثم تابعت :- أنا ذهبت للأستاذ حسين أمس وذهبت له من قبل وهو طمنى بإذن الله موقفك كويس .

ثم أضافت :- بإذن الله ربنا هيظهر الحق .

انتفضت دعاء عندما شعرت بيد ترتب على كتفها ونظرت فإذا بالأستاذ حسين المحامى يقول لها :- السلام عليكم ووجه حديثه الى أختى قائلاً :-

اهدى يا مدام دعاء . بإذن الله خير .

 ثم اردف قائلاً :- أنا سبق وان طمانتك .

ثم أضاف :- انا عايز افهمك نقطة مهمة ليكى ولخالد ونظر الينا نحن الاثنين ثم قال:- القاضى هو خليفة الله فى الأرض وعندما يصدر حكمه فهذا الحكم هو حكم الله وربنا عليم بكل شئ .

ثم أضاف :- انا درست القضية جيداً وبها العديد من النقاط وبإذن الله ربنا يسدد خطانا .

ثم أضاف قائلاً :- انا هجلس هنا واسيبكم تتكلموا مع بعض قليلاً.

نظرت دعاء إلى خالد وقالت :- أنا اثق تماماً فى الأستاذ حسين بعد ربنا . انه إنسان محترم ومحامى مشهور ويشهد له الجميع بالكفاءة والاحترام .

قال خالد مقاطعاً :- فلندع الحديث عن الأستاذ حسين .وتسائل قائلاً :-

فين شريف ودادة سعاد ؟

قالت دعاء :- أنا تركته نائم ودادة سعاد قالت هتأتى معه وأعتقد انهم على وصول بإذن الله .

قال خالد :- ربنا يأتى بهم بالسلامة .

ثم نظر إلى بطنها وقال :- الف مليون مبروك أنا عرفت إنك حامل

قالت منى :- اه

ثم أضافت قائلة :- الحمد لله بس لسه فى بداية الحمل

ثم أضافت :- ربنا يستر لأن الدكتور قرر الا اتحرك لأنه بيقول أن الحمل ضعيف وانى لازم استريح والا اتحرك مطلقاً  .

قال خالد منزعجاً :- اذاً لماذا حضرتى ؟

قالت باندهاش :- انت بتقول ايه يا خالد .

وأردفت قائلة :- تفتكر انا ممكن اسيبك خالص وخصوصاً فى يوم زى  ده

قال خالد :-  ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش منك ابدا . وأردف قائلاً :-

انا مليش غيرك فى الدنيا دى بعد ربنا ..

ثم حاول ان يلطف معها فقام بسؤالها قائلاً :-

لو اللى فى بطنك ولد هتسميه ايه بإذن الله ؟

أجابت قائلة :- انت متفائل اوى .ثم تابعت :- مش لو كمل ؟.

قال خالد بإنزعاج :- بإذن الله الحمل يكمل على خير وهتشوفى إبنك أو بنتك حواليكى .

قالت دعاء:- ربنا يخليك ليه  .

كرر خالد سؤاله :- ها هتسميه إيه  ؟

أجابت دعاء :- بإذن الله لو ولد هنمسيه علي ولو بنت هنسميها هنا

قال خالد أرجوكى علشان خاطرى اجلسي.

ثم كرر:- علشان خاطرى .

قالت دعاء :- حاضر يا حبيبى

ثم اردفت قائلة :- ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك ابداً .

وقامت دعاء وجلست على إحدى المقاعد

وانطلق العاملين بالبوفيه يبيعون الشاى والقهوة ،وانطلقت حياتى تمر أمامى كشريط منذ ان تم إلقاء القبض عليا… طوال شهر كامل وأنا ما بين تحقيقات وتحقيقات وتصوير للواقعة وكأننى اعيش فى كابوس لن ينتهى … امتلأت القاعة بالأشخاص والمحامين واقترب أهالى المتهمين منهم للاطمئنان عليهم، وانطلقت دموعهم لا تتوقف وانتبهت إلى إحدى السيدات التى كانت واقفة تبكى أمام إحدى المتهمين ونظرت إلي وقامت بالمشاورة لى بيدها أن أنظر إلى السماء وأشارت بيدها الى السماء وهنا انطلقت دموعى لأول مرة منذ تم القاء القبض علي …انها تشبه أمى رحمها الله فى طيبتها ….

لم أستطع ان اتوقف عن البكاء وسمعت إحدى الضباط يهدى من روعى قائلاً:-

إيه يا متر فى إيه …اهدى ؟؟؟؟

وتابع قائلاً :- دي أول مرة أشوفك بتبكى .. اهدى يا خالد ربنا ينصرك بإذن الله

وهنا رديت باستهزاء   متر ؟؟؟

وهنا انزويت الى جانب صغير فى ذلك القفص الحديدي ولم أجد أى شئ أجلس عليه وذلك القفص مظلم تماماً وأرضيته تكاد تكون سوداء وكأن ذلك القفص لم يتم تنظيفه منذ بناءة علاوة على رائحته القذرة التى تملأ الأنوف .

يعنى إيه يا خالد أنت مش هتروح المحاكمة

مش هتقف مع صاحبك ؟؟؟؟؟؟

مش هتحضر المحكمة ؟؟؟؟؟؟

اطلقت والدة شريف تلك العبارات لابنها وبدت وكأنها سوف يغمى عليها من كثرة بكائها  وهنا انطلق شريف قائلاً :- الحقيقة يا ماما انا مكسوف من نفسى ومن خالد ومش عارف هوريله نفسي ازاى ؟؟؟

وانطلقت والدة خالد تبكى … ربنا يرحمك يا بسمة هانم …وأردفت قائلة

أولادك طول  عمرهم مكسورين  وحتى أبوه اتزوج واحدة لا يعلم بها إلا الله ولم يشعر بأولاده ولا بزوجته بسمة هانم ربنا يرحمها رحمة واسعة من   عنده كانت كل حياتها ذل ومهانة  ولم يكن يحب إلا نفسه .. وزوجته ربنا ينتقم منها ..وحسبى الله ونعم الوكيل فيها …

ونظرت والدة شريف اليه قائلة :- انت هتأتى معى المحكمة أم لا ؟؟؟

سألها شريف فى دهشة :- حضرتك هتذهبى الى المحكمة يا ماما ؟؟

أجابت والدته فى دهشة :- أكيد  طبعاً

وأردفت قائلة :- لابد وأن نقف إلى جانبه طبعا وهو فى موقف أكبر من هذا ؟؟؟ هذة مصيبه

تردد شريف فى الإجابة ثم انطلق مسرعاً إلى دولاب ملابسه وأجاب قائلاً :-

سأذهب بإذن الله … ربنا ينجيه من المشكلة اللى هو فيها دى على خير وأردف قائلاً :-

إحنا كده مش اتأخرنا على خالد ؟؟

أجابت والدته :- ربنا يسهل وأردفت بإذن الله نلحق الجلسة ،

قال شريف متسائلاً :- هى دعاء فين ؟

قالت والدته :- دعاء من الفجر وهى فى المحكمة وحاولت ان تصحيك وأنت نائم لا تتحرك كأنك مقتول فقلت لها أن تتحرك هى إلى المحكمة واننى سوف أحضر معاك ونمشى مع بعض .

قال شريف :- تفتكرى يا ماما خالد هيتحكم علية إيه ؟

تفتكرى ممكن يتحكم عليه بالاعدام ؟

واردف قائلاً :- أنا خايف عليه جداً …وكمان خايف على دعاء وعلى اللى فى بطنها .

قالت والدته :- ربنا يستر يا شريف

وتابعت قائلة :- من يوم لما دخلت علينا الحرباية دى والعيلة كلها ادمرت .

ثم  اردفت قائلة :- ربنا يحميه بإذن الله ويحمى أخته ويصبرهم على اللى هما فيه

اتمم خالد ارتداء ملابسه وخرج الاثنين مسرعين وهم فى غايه القلق .

ازدحمت قاعة المحكمة بالمحامين والمتقاضين وانطلق العاملين يقومون بتنظيف المقاعد الخاصة بهيئة المحكمه وأخرج كاتب الجلسة الملفات الخاصة بالمتهمين وبدأ ينظمها ..

وفجأة انتفض شريف على صوت احد الحرس يقول

الصوت يا حضرات

اللى معاة موبيل يقفله

اللى ملوش جلسة يطلع بره

ممنوع التدخين فى القاعة 

ممنوع الجلوس بدون الكمامة

وظل هذا الحرس يعطى العديد من التعليمات الى الحاضرين

وفجاءة انطلق حاجب المحكمه يطرق على الباب الداخلى للقاعة ويقول بصوت عالى اللى واقف يقعد .. الصوت يا حضرات .. الهيئة خارجة

وفجاءة طرق بيده على باب القاعه وقال بصوت عالى :- محكمة .

وقف جميع من بالقاعة احتراماً وخرجت هيئة المحكمة مكونة من أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين الأربعون والخمسون عاماً وجميعهم يرتدون البدلات الغامقه ومن فوقها يرتدون الوشاح الأحمر وتبدو على وجوههم الطيبة والصرامة وأشار أوسط المستشارين  إلى الحاضرين بالجلوس .

ثم قال هذا المستشار الى حاجب الجلسة

بسم الله نبدأ الجلسة

وهنا بدأ الحاجب بالنداء على رول الجلسة وحضر العديد من المتهمين ولم يحضر العديد من المتهمين

ويقوم المحامين بالدفاع والمرافعة عنهم الى أن قام الحاجب بالنداء الى أسمى

خالد سعد ابراهيم

وأشرت بيدى بالحضور إلا  أنه لم يلاحظها أحد وهنا قام الحاجب بالنداء مرة أخرى وقلت افندم

موجود معالى                        المستشار                                                                                                   وهنا نظر المستشار رئيس المحكمة إلى عضو النيابة العامة وقال :- النيابة  وقف عضو النيابة وهو صغير السن وبدأ يتلو مواد الإتهام المنسوبة الى وقال:-سيادة المستشار اننا نواجه يومياً العديد من الجرائم ولكننا اليوم نقف طويلاً أمام حالة خاصة فالمتهم فى تلك القضية هو رجل يعد رجل قانون .. فهو خريج كلية الحقوق .. وبالتالى فهو يعلم تمام العلم بالقانون ولا يستطيع الجهل به علاوة على انه ارتكب جريمته النكراء بأبشع صورة وقام بخنق المجنى عليها بيديه دون أى شفقة أو رحمة 

وتابع قائلاً :- دون ان يرحم توسلاتها .

هنا نقف طويلاً أمام قول الله عز وجل :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا . ومن احياها كأنما احيا الناس جميعا .

صدق الله العظيم

لذلك وجب عليه القصاص فهو العدل الذي هو اسم الله .. أننى وأنا أطالب عدلكم بتوقيع عقوبه الإعدام  فإن كان هناك عقوبة أشد لكان هذا المتهم الماثل يستحقها.

وهل جزاء عقوبة القتل إلا القتل.

وتابع قائلاً :- ان الاعدام سيادة الرئيس هو الجزاء المناسب لذلك المتهم فالمتهم اقترف أبشع الجرائم والطريقة التى قام بتنفيذها تتنافى مع الرحمة التى وضعها الله فى قلوب البشر وتتسم بالخطورة والجسامة وقتل من ؟

قتل زوجة ابيه رفضت ان تنصاع له ولرغباته الشهوانية فقام بقتلها خنقاً دون شفقة أو رحمة

من أجل ذلك فأننى أطالب عدالتكم بتوقيع أقصى العقوبة المنصوص عليها بقانون العقوبات .             دخل شريف قاعة المحكمة  ومعه والدته دادة سعاد وقد بدت على وجوههم الخوف والترقب وجلسوا وهم ينظرون الى داخل القفص بحثاً عنى إلى أن شاهدونى  وامتلات عيونهم بالدموع وامتلات عيناى انا أيضاً بالدموع .

وهنا وقف الأستاذ حسين المحامى الذى اوكلته للدفاع عنى وقد بدأ اثبات حضوره أمام المستشار قائلاً :-

المتهم حاضرمحبوس ويحضر معه حسين النجار المحامى

وأردف الأستاذ المحامى قائلاً :- الحاضر مع المتهم طلب وبحق براءة المتهم من التهمة المسنده اليه ولم يكد يتكلم حتى أوقفه المستشار الجالس فى أوسط القضاة موجها سواله الى :- انت قتلت منى يا خالد ؟

قلت :- أيوة

وتابعت قائلاً :- بس يا معالى المستشار من فضلك أنا عايز أتكلم .

قال رئيس المحكمة :- عايز تقول إيه ؟

قلت :- عايز أوضح لحضرتك أنا قتلتها ليه

قال :- انت قلت كل حاجة فى التحقيقات .

قلت :- من فضلك أنكم الملاذ الأخير لى فإن لم أقول لحضراتكم سبب قتلى لها فلمن أقول ؟

قال:- مش أنت موكل محامى للدفاع عنك والأستاد حسين محامى مشهور وهو هيقول اللى انت عايز تقوله .

قلت باستجدأ :- أرجوك سيادة المستشار …

قال المستشار :- عايز يقول إيه

وقبل ان أجيب قام الأستاذ حسين المحامى لرئيس المحكمة قائلاً :-

سيادة المستشار فلتسمح لى المحكمة بالدفاع عن المتهم

وهنا نظرت الى الأستاذ حسين وقلت باعتذار :- من فضلك يا أستاذ حسين أنا أريد أن  أوضح حاجة للمحكمة وهذا ليس تشكيك فى براعتك فى الدفاع عنى  او انتقاص منه ولكنى أريد أن أريح ضميرى وبعدها حضرتك اترافع عنى…وأردفت قائلاً ليس لى بعد الله غيرك يا أستاذ حسين فأنا أثق بك ثقة لا

حدود لها .فجلس الأستاذ حسين وأغلق الملف الموجود معه وقد بدت على ملامحه بعض الضيق مما فعلت .

وأشار لى رئيس المحكمة أن أتكلم ثم قال :- تعالى هنا أمامى حتى أراك جيداً .

قام الحرس باخراجى من القفص الحديدي وشعرت أننى قد شممت بعض نسمات  الحرية .

وهنا قال المستشار لى :- عايز تقول إيه .. بس اختصر علشان الرول كتير 

قلت :- أولاً أنا أشكر سيادتكم على سعة صدركم ولن يستغرق الأمر إلا دقائق معدودة وبعدها فأنا متقبل أى حكم منكم

وهنا أخذت نفس عميق وقلت له :-

سيدى المستشار .. انها المرة الأولى التى اقف فيها أمام المحاكم مدافعاً عن نفسى  لقد وقفت فى قاعات عديدة مع استاذى ومعلمى الأستاذ حسين المحامى الواقف معى فى تلك القضية .

وأردفت قائلاً  :- أولاً انا اسمى خالد سعد ابراهيم، حاصل على ليسانس حقوق وكان من المفترض ان اكون محامياً هذا العام ولقد كنت أقوم ببعض الأعمال الخفيفة الخاصة بالأستاذ حسين المحامى ..

واوقفنى المستشار رئيس المحكمه قائلاً :-  أدخل فى الموضوع وجاوب .

قلت :- سيدى المستشار .. حتى أجيب سيادتكم عن هذا السؤال لابد وأن اتحدث عن الدوافع والأسباب التى دفعتنى إلى اقتراف جريمة القتل . وبعدها فأننى سوف أرى ماذا يكون رأى الأستاذ رئيس النيابة ..وهل أنا استحق الإعدام 

أومأ المستشار برأسه علامة القبول

فأردفت قائلاً :- لقد نشأت فى عائلة صغيرة مكونة منى وأبى وأمى وأختى دعاء نعيش فى فيلا كبيرة فى منطقة الزمالك تربيت فى تلك الفيلا مع دعاء ومربيتى

دادة سعاد وابنها شريف صديقى الوحيد .. لم يكن لى أصدقاء آخرين سواء داخل المنطقة أو داخل النادى أو  فى الجامعة.

باختصار انا شخص منطوى قليلاً ما كنت أخرج مع أبى … وكانت أختى دعاء تدرس بكلية الآداب وتحديداً فى السنة الثانية .

أبى هو الدكتور سعد إبراهيم فى العقد السادس من عمره طبيب مصريات .. يعمل بكلية الآثار كان قليلاً ما كنت أراه  بدون شراب .. كان مدمن خمر وكان كما يقال فلاتى بتاع ستات .

أمى ربه منزل من عائلة فقيرة كانت فى العقد الثالث من عمرها كانت تعمل خادمة لدى عائله أبى وكانت جميلة ولم تكن متعلمة , استطاع أبى التغرير بها وعلى مضض وتحت الحاح من والده انذاك تزوجها والدى وانجبتنى أمى ولم تنجب أحد سواى وأختى دعاء .

كان والدى يعامل أمى منذ أن ادركت الحياة معاملة قاسية وجافة ولم ينسى يوماً أنها كانت تعمل خادمة لديه .

شريف أغلى اصدقائى بل اوحدهم رافقنى طوال حياتى وكان يصغرنى بثلاث سنوات وكان منذ  صغره يعمل فى مجال الميكانيكا واستطاع الالتحاق بكلية الآداب وهى نفس الكلية التى تدرس بها أختى دعاء وكانت طموحاته ان يحصل على الماجستير والدكتوراة  ذلك . تعلق شريف بأختى دعاء منذ الصغر فقد نشئنا جميعاً معا وكانت بينهم علاقه حب ولقد كنا نعلم جميعاً ذلك ولقد عرض على شريف أنه يرغب فى الارتباط بأختى دعاء ولكنه يخشى من أن يرفض والدى ارتباطهما  وكان والده يعمل هو وزوجته الداده سعاد فى الفيلا ونشأ فى الغرفة الملحقة بحديقة الفيلا توفى والده وظلت والدته تعمل بالفيلا وتتقاضى راتب كبير ولم تكن أمى تعاملها كأنها خادمة مثلما يفعل أبى معها .. فلقد كان أبى كثيراً ما يقول لدادة سعاد انتوا الاثنين واحد .. كان والدى متعجرف ومغرور ومتعالى ولم يكن يحب إلا نفسه عكس والدتى تماماً حيث كانت حنينة

وبتحب كل الناس وكثيراً  ما كانت تهدأ من روع  دادة سعاد عندما يقوم والدى بالتعامل معها بتعالى 

أعود إلى أمى … كانت فلاحهة بسيطة على سجيتها من الناس القديمة الطيبة تربت فى الزمن الجميل وكانت تحبنى أنا ودعاء حباً كثيراً وكانت تحب والدى كذلك رغم معاملته القاسية لها .

لا اتذكر عن أمى سوى حبها لى وأختى الصغيرة دعاء وتلك المعاملة الجافة بلا رحمه من والدى سواء لى أو لأختى دعاء.. توفى جدى لأمى وكان هو أخر ما تبقى من عائلتها .

وذات يوما فوجئنا جميعاً بوالدى يدخل علينا ليلا بإحدى الفتيات لا يتعدى عمرها العشرون من عمرها وكانت ترتدى فستان زفاف أبيض قصير وطرحة بيضاء ولم تكن دادة سعاد موجودة وفتحت دعاء الباب وشاهدت أمى هذا المنظر وبدلاً من أن يحاول والدى تلطيف الجو وامتصاص غضب أمى قام بضربها أمام تلك الفتاة والتى قرر انه  تزوجها وانها هى ست البيت وان لو مش عاجبها تسيب البيت ولو عايزه تاخذنى معاها هو معندوش مانع وانه هيصرف علينا وانه ممكن ياجر لنا شقة او حتى يشترى لنا شقة . لحظتها سقطت والدتى على الأرض ولقد شعرت بأنها سوف تموت ووجدت وجهها أزرق اللون وازرقت شفتاها وكان الأكسجين قد  انتهى .

صعدت تلك العروسة بعد أن دعاها والدى إلى الصعود فى حجرته التى هى حجرة والدتى  وعلمت فيما بعد ان اسمها منى .

صعدت منى إلى حجرتها دون ان تبالى بأمى الملقاة على الأرض لا تستطيع  أن تتنفس وكذلك صعد والدى دون حتى أن يحاول إنقاذها مما هى فيه .

انهارت دعاء من هذا المنظر بكت بكاء هستيرى وهلعت من منظر والدتى وقمت بطمأنتها وانها هتتحسن بإذن الله

قمت بالنداء على دادة سعاد وشريف وقمت بعد ان تمالكت نفسى بالاتصال بالدكتور خالد طبيب والدى والذى أتى بعد اقل من نصف ساعة وقمت انا ودادة

سعاد ودعاء بحمل أمى الى اقرب كنبة قبل حضور الدكتور والذى بادر الى اسعافها وبعدها قرر انها تعرضت لصدمة قوية .

نظرت الى دعاء و دادة سعاد والتى لم تكن قد شاهدت ما حدث ولم استطع الكلام .

قال الدكتور خالد موجها حديثه الي :- فين الدكتور سعد ؟

قلت :- هو الحقيقة مش فاضى .. مسافر .. قلت مستطردا :- أهم شئ ماما يا دكتور  من فضلك طمنى عليها سيبك من بابا الآن

قال الدكتور خالد :- الحقيقة الموضوع كبير ولازم والدتك تتنقل فوراً للمستشفى لأن  إمكانيات المنزل لا تسمح بعلاجها .

قلت متوسلاً :-. من فضلك يا دكتور اعمل اللى حضرتك شايفه بس أرجوك بسرعة .

وقال الدكتور خالد أنا هاخذها بالعربية بتاعتى على مستشفى القصر العينى هناك فى أجهزة حديثة وهناك ربنا يسهل .

انتقلت أنا ودادة سعاد وخالد الى المستشفى واوقفنا تاكسى وذهبنا وراء الدكتور خالد وبالفعل قام الدكتور خالد بنقل والدتى الى مستشفى القصر العينى وظلت هناك ساعات حتى خرج علينا الدكتور وعلى وجهه

علامات انزعاج فقلت له :- خير يا دكتور ؟ من فضلك طمنى عليها .

 أرجوك

نظر الي الدكتور خالد وبعد تردد قال :- الحقيقة مينفعش اخبى عليك حاجة

واستطرد قائلاً :- بس الحقيقة ان والدتك حالتها حرجة جداً وزى ما قلت

سلفا هى اتعرضت لصدمة كبيرة لم يستوعبها قلبها ولا  عقلها .

قلت :- يعنى إيه يا دكتور .. من فضلك بلغنى … ماما حالتها إيه .. أرجوك

قال بعد الحاح منى :- الحقيقة ان والدتك أصيبت بالشلل ولن تستطيع

 الحركة ولن تستطيع الكلام .

قلت وانا منهار :- يعنى إيه ماما مش هتتكلم ولا هتتحرك .. دة ليه علاج

ولا ملوش ؟

قال الدكتور :- الحقيقة هى جتلها جلطة وللأسف اتمكنت منها واحنا حاولنا

ندوبها بكل الطرق لكن ممكن بالعلاج الطبيعى ومع الوقت تقدر تحرك

ذراعها ومرة على مرة ممكن تحرك لسانها بالعلاج الطبيعى

وقع على الخبر كالصاعقة .

وقلت موجها نظرى الى المستشار رئيس المحكمة :- تخيل سيادة

المستشار ان كل ذلك حدث ولم يعرف والدى عنه شئ ولم يحاول ان يعلم

عنه اى شئ ..

بل انه  لم يرد على جميع التليفونات .

قلت وقد اعترانى الضيق :- لأن والدى سافر مع زوجته الجديدة .

قلت متابعاً :-  والدى سافر يقضى شهر العسل .. قام بالقضاء على أمى و

تسبب لها فى شلل و سافر هو بدون حتى ان يسأل عليها ..

واضفت   :_ الواحد لو عنده كلب وتعب هيسأل عليه …

كلب سيادة المستشار .. لكن  أمى

لكن أمى لا تستاهل منه تلك المعاملة .. ثم استكملت حديثى :- ساءت حالة

أمى وبعدها بعدة أيام توفت إلى رحمة الله .

حضر والدى مراسم الدفن كان عدداً قليلاً من حضره وبدت على والدى

علامات الغضب والتى عرفت يومها انه هيحضر المراسم وهيرجع يكمل

شهر العسل …

فما ان حضر والدى مراسم الدفن حتى قال للحاضرين المتواجدين بالمدفن

:- شكر الله سعيكم العزاء على الترب ومفيش عزاء تانى .

هنا شعرت بأن الدنيا قد مادت بى ولم اشعر بنفسى الا وأنا فى البيت

ودعاء ودادة سعاد أمامى وهى تبكى ووجدت شريف أمامى وما ان

استعدت وعيى

حتى احتضنونى جميعاً  وبكوا وانا انهمرت دموعى بغزارة ولم استطيع

ان اوقفها وفجأة رأيت

والدى أمامى وقال لى :- شد حيلك يا خالد … انا مسافر .

قلت بدهشة :- مسافر فين وليه ؟

قال :- مسافر علشان اكمل شهر العسل ..

قلت :- شهر العسل … حضرتك بتقول ايه ؟

حضرتك عايز تسافر فى الظروف دى ؟

قال فرح :- ظروف إيه مش كفاية انى سبت العروسة لوحدها .

وتابع قائلاً :- أمك قرفتنى وهى عايشة وكمان قرفتنى وهى ميتة .

قلت باستغراب :- بتقول إيه يا بابا انت مسافر علشان شهر العسل ..

حضرتك مش عارف انت عملت ايه لماما ؟ وبعدين ماما قرفتك ازاى ؟

وهنا تدخلت أختى دعاء وقالت لوالدى :- حضرتك فعلاً مسافر يا  أبى  ؟

ثم تابعت :- مسافر تقضى شهر العسل مع الست اللى قتلت ماما .

قال والدى غاضباً :- اخرسى يا بنت .. انتى مين علشان تكلمى والدك

بالطريقة دى .ثم تابع : وازاى تتكلمى عن زوجتى بالطريقة دى؟

وتابع قائلاً :- هى دى التربية اللى أمك علمتهالك ؟

انك تتعاملى معايا بالطريقة دى .

انا غلطت من الأول انى تزوجت أمك .

قلت :- حرام عليك يا بابا حضرتك بتتكلم عنها ازاى كدة . وتابعت قائلاً :-

مش كفاية انها استحملتك طوال تلك السنوات وفى الاخر تأتى بشابة كعمر

ابنتك وتتزوجها وتاتى بها الى بيتنا .

وقلت بتساؤل  :- لماذا لم تتزوجها فى منزل اخر ؟

ولماذا لم تتكتم هذا السر علينا أو على الأقل  علي والدتى  ؟

حضرتك مش حاسس عملت فينا كلنا ايه ؟

وفى  الأخر تسافر وحتى لم تتصل تطمئن عليها وعلى صحتها وحتى بعد

وفاتها عايز تسافر تكمل شهر العسل وكأنك شاب صغير ولا تبالى بموتها

. وحضرتك لسه بتتكلم عليها بالطريقة دى . بدلاً من ان تطلب لها الرحمة

وتدعو الله ان تسامحك على فعلتك تتحدث عنها  بتلك الطريقة .

وتابعت قائلاً  :- هى فى دار الحق ونحن فى دار الباطل ولا  يجوز ما

تقوله لأن الميت لا تجوز عليه إلا الرحمة .

قالت دعاء بتساؤل :- حضرتك  ليه تزوجت يا بابا ؟

وتابعت قائلة :- ماما قصرت معاك فى إيه واحنا قصرنا معاك فى  إيه ؟

وتابعت قائلة :- طوال عمرك تعتبر أمى خادمة رغم طول العمر دة

وبعدين تفتكر زوجتك دى بتشتغل ايه ؟

تفتكر انها هتستحملك زى ماما ؟ تفتكر هى حتى مناسبه ليك من ناحية

السن ؟

وتابعت قائلة: تفتكر ماما كانت تستاهل منك كدة ؟

طوال عمرك لم تسال علينا وأعتقد ان حضرتك لا تعرف انا فى سنة كام ؟

ولا حتى فى مدرسة ايه ؟

عمرك ما حسستنا إننا أولادك  ؟.. عمرك ما حسستنى أنك بابا ؟

عمرك حتى ما سئلتنى على اى اهتماماتى او طموحاتى ؟

حتى ماما كنت دائما توبخها وتشتمها طوال الوقت أمامى وامام أى أحد

وطوال عمرك لم تعرف انا ذاكرت ولا ايه ؟

مش بتكلم على الفلوس .. لكن  كل دة ليه ؟

وبدلاً من ان تبدأ معنا صفحة جديدة ابتديت بواحدة شكلها .. الله اعلم

بحالها .وقاطعها والدى قائلاً :-

إيه قلة الأدب دى

أنا أعمل اللى انا عايزة وأتصرف زى ما انا عايز .

وتابع والدى غاضباً :- عملت ايه تزوجت .. ده حقى ..ربنا محرمش

الراجل يتزوج ثانى بل له ان يتزوج تانى وثالث ورابع

وبعدين انا بصلح غلطتى .. أمك هى وصمة العار فى حياتى وكان لازم

 اصلحها من زمان مش كفاية انى اتزوجت خدامة سلمت نفسها ليا بسهولة

وانت مش عاجبك كمان .. انا صبرت لغاية لما انت كبرت وبقيت راجل

وأختك اهى كبرت وبتحاسبونى انتا وهى  .وانا مش عايزكم محتاجين

 حاجة عايزين منى ايه تانى؟

قالت دعاء :- عايزينك تبقى ابانا زى اى اب فى الدنيا تشاركنا حياتنا

واهتمامتنا وتشوفنى بخرج ولا لا وتشوف خالد عامل ايه وتهتم بينا

وتشوف لو فى مشاكل عندنا تحاول تحلها  .

تتقرب مننا ونتقرب منك وتشيل الحاجز اللى ما بينا اللى كل يوم بيزيد عن

اليوم اللى قبله .

لم يهتم والدى لندائها وتابع قائلاً “- خلونى أعيش حياتى بقى واعوض

 اللى فات

قالت دعاء :- بقى أمى وصمه عار علشان احبتك وحضرتك .. ولم تكمل

 حديثها وجدته يقول :- انا انتشلتها من الشارع ونظفتها وعيشتها عيشة

متحلمش بيها . كفايه بقى . كان أقصى  طموح أمك انى اتزوجها ..

وتابع قائلاً :- وانا تزوجتها

واردف قائلاً :- خلينى أعيش حياتى وادلع نفسى  .

قلت باستغراب :- وأمى .. نسيتها ؟؟

أجاب :- خلاص أمك ماتت واللى راح مبيرجعش .. ومش عايز اسمع

سيرتها تانى فى البيت دة .

انا مسافر بكرة اقضى شهر العسل .. وأضاف :- تحب تسافر معايا

قلت له :- لا انا مش هسافر .

قال :- فقرى زى امك

ووجه سؤاله الى دعاء :- وانتى ؟

قالت دعاء :- تفتكر دة وقت تسافر فيه وتقضى شهر العسل .

وتابعت قائلة :- ربنا يرحمك يا أمى . أنا مش عارفة هستحمل غيابها ازاى

قال والدى :- براحتكم لكن أنا مسافر

 وأردف قائلاً  :- أنا هسيب لكم فلوس علشان أنا مسافر مدة كبيرة

.وبعدين مش عايز اى حد يتصل عليا إلا للضرورة القصوى .

غادر والدى حجرتى ونحن فى ذهول تام مما حدث .. الهذة الدرجه أمى

  لا شئ بالنسبة له .اماتها وكانها لا تعنى شئ بالنسبة له .

أين مشاعره ؟

الم يحبها يوماً ؟

الم يبقى على العشرة ؟

ان الإنسان من المكن ان يحب بالمعاشرة والوقت .

ولكنه لا تفرق معه تلك السنوات …ولم تفرق معه المعاملة الطيبة التى

كانت تعاملها له .

لم تفرق معه تحملها لغطرسته وغرورة

لقد كانت تعيش معه كخادمة .

تحملت معه الكثير والكثير وها هو الآن يتنكر لكل شئ ويبرر قتله لها

بمبررات واهية .

عاد والدى بعد أكثر من شهر ولم يحاول خلال تلك الفترة أن يتصل بنا

 وانما كان اتصاله بشركته وأعماله .

ومرت الأيام والشهور

كنت آنذاك فى الثانوية العامة عندما بدأت زوجة أبى  تلك الفتاة او الساقطة

التدخل فى حياتنا وهدمت بينا الصغير فلم يمر سوى شهور قليلة على وفاة

والدتى رحمها الله .

بدأت زوجه ابى تتقرب الى وكان اسمها منى وبدات تغير معاملتها لى

وبدأت تتقرب الي، إلى أن بدأت ترتدى الملابس الخفيفة والقصيرة

والضيقة التى تظهر مفاتنها.. ازدادت تصرفاتها المهينة وازدادت نظرات

 منى الى .وذات يوم وأثناء عدم تواجد احد بالمنزل قامت منى بالطرق

 على باب غرفتى ولم أعلم انها هى واعتقدت انها أختى دعاء وفوجئت

بمنى تدخل الغرفة وكانت ترتدى قميص نوم أحمر اللون وقمت بالنظر

 الى الجهة الأخرى وظهرت علامات الخجل على وجهى وإذا بمنى تقول

لى وبمنتهى الوقاحة :- إيه يا خلودى مالك ؟

وأردفت قائلة :- انتى اتكسفتى يا قطة ؟

قلت باستغراب :- هو فيه ايه انتى ايه اللى جابك هنا ؟

وازاى لابسه كدة وكمان مش مكسوفة .

وتابعت قائلاً :- ومش خايفة بابا يشوفك هنا وانتى بالمنظر دة

قالت وهى تاكل اللبان بطريقة تثير الاشمئزاز :- حبيت نبقى أصحاب أنا واعنت

ثم تابعت :- إحنا سننا متقارب إيه رايك نبقى أصدقاء  ؟

قلت لها :- أنا وانتى ؟

قالت :- وايه يعنى مشبهش ولا مشبهش ؟

قلت لها :- تشبهى ايه انتى مين اصلا .  وتابعت :-

انتى نسيتى انك قتلتى امى ؟

ازاى عايزة اننا نكون اصدقاء .

وتابعت قائلا :- تقتلى القتيل وتمشى فى جنازته .

اوعى تفكرى مجرد التفكير انى ممكن انسى اللى انتى عملتية فى امى رحمها الله .

قالت بسخرية :- كده .. وانا فكرت اننا ممكن نكون اصدقاء

ثم تابعت :- انا لسه صغيرة وأنت من سنى وممكن نسلى بعض . واقتربت

منى وقربت فمها من فمى وقالت :- انت مش حاسس بيا .

واردفت قائلة :- انا فيا نار ومفيش حد يطفيها غيرك .

قلت وقد ابتعدت عنها :- ايه قله الأدب دى . انتى ست متزوجه وزوجك

هو والدى . فين الحياء والخجل ؟؟

قالت :- انت ليه بتعمل فرق كدة .. وابوك هيعرف منين .

واردفت قائلة :- متخافش مش هقول لأبوك . ومفيش حد هيعرف

ثم تسائلت :- إيه رأيك .

قلت لها :- اخرجى من هنا يا حيوانة ولا أريد ان اراكى هنا  مرة  اخرى . ولو رأيتك هنا مرة اخرى سوف اخبر والدى .

قالت :- محدش هيعرف حاجة وأردفت :- انت لسه شباب وبصراحة

جسمك عاجبنى وانا من اول لما شوفتك وانت داخل دماغى .

قلت لها :- اخرسى بقى انتى ليس لديكى دين ؟

 وتابعت قائلاً :- الستى مسلمة؟!!!

قالت وهى تقترب مرة اخرى :- حرام عليك أنا بتعذب كل يوم . البيه ابوك كل يوم ياتى متأخر ويكون سكران وانا مش قادرة استحمل كدة .

قلت لها :- استعيذى بالله من الشيطان الرحيم واستغفرى ربك وتوبى اليه .

ردت قائلة :- انا ست وليا رغبة زى كل الستات المتزوجة . ومن الأخر

كدة أبوك شكله ملوش فى الستات .. يعنى من الأخر ده زى ما بيقولوا

مسلم النمر ..

قلت :- يعنى إيه :-

قالت :-  يعنى ملوش فى الستات ؟

 ثم تابعت :- فهمت ولا لا ؟

قلت لها خلاص اتطلقى أو اطلبى منه الطلاق .

قالت :- قالت وهى تقترب اكثر منى :- طلاق ايه .  احنا نعيش حياتنا .

وأوعدك لن  يعرف أحد بعلاقتنا .. واقتربت أكثر منى فقمت بالابتعاد عنها

 وقلت لها :-

اخرجى من حجرتى  …..وقمت بطردها مرة اخرى .

وقلت لها :- صحيح ان كيدكن عظيم

قالت وهى خارجة من حجرتى :-.براحتك بس انا هعرف اجيبك لغايه عندى .

لم استطع ان استذكر دروسى وظللت افكر مدة طويلة وكنت افكر هل اخبر دعاء أو شريف أو اى شخص بهذا الذى حدث أم لا .

وفى النهاية قررت الا أخبر احد بهذا . فكل ما كنت أخشى منه هو ان اقع

فى المحظور .

.. وذات يوماً وأثناء نومى فوجئت بمنى بجوارى بالسرير وهى عارية

تماما واستطاعت ان تسلبنى عذريتى وكانت متمرسة فى ذلك ولم استطع

لحظتها ان اكبح جماح شهوتى الا اننى بعد ان افرغت قررت ان أنهى ذلك

مرت ايام وتقربت الى الله اكثروعاهدت ربى الا يتكرر الامر على الرغم

من اننى قد هددتها باننى سوف افضح امرها أمام والدى ورغم ذلك قامت

 بالضحك بأسلوب وبطريقه رخيصة ويومها قالت لى بالحرف الواحد :-

ههههه انت لسه عيل مش فاهم حاجة بس إيه ؟؟ انت أبو الرجولة ولو

فكرت تقول لأبوك مش هيصدقك وأنا هخليه يعمل حاجات وحشه معاك يا أمور .

لحظتها قررت ترك الفيلا وبالفعل أخذت كتبى واوراقى وملابسى وانتقلت

للعيش مع صديقى و دادة سعاد فى منزلهم الصغير ..

 لم أخبرها او أخبر صديقى بما حدث وأخبرتهم بأننى لا أستطيع التركيز

مع زوجة أبى واننى قليلاً ما كنت أرى والدى وبالفعل لم أكن اراه إلا قليلاً

                     يومها تذكرت والدتى رحمها الله وبكيت بكاء شديد

. وشعرت بالقلق تجاة أختى دعاء وماذا سوف يحدث لها مع تلك الافعى

.وفوجئت عندما استيقظت اننى اغمى علي وان درجة حرارتى مرتفعة

جدا           …   ووقفت دادة سعاد بجانبى وكانت حنونة مثل والدتى رحمها الله .

مرت عدة أيام وانا متواجد مع شريف ودادة سعاد وذات يوم فوجئت

بوالدى ومعه تلك الساقطة ودعاء أختى يأتون الى عند دادة سعاد وقامت

أختى دعاء باحتضانى .                 

  نظرت الى منى وكانت تاكل لبان وتضع أحمر شفاه  لونه غريب

وتضعه بطريقة غريبة وتاكله بطريقه رقيعة تثير الاشمئزاز والامتعاض

وكأن وجهها كله فم .وقتها شعرت بالغثيان  لا ادرى كيف وافق والدى

على خروجها هكذا حتى وان كان داخل حيز واحد وفوجئت بوالدى لأول

مرة يقول لى يا ابنى .. يومها تمنيت ان احتضنه وأن أبكى ونسيت ما فعله

بأمى وانه السبب فى وفاتها ولكنى لم استطع

إيه يا خالد انا شايفك اتحسنت ..  ثم أردف قائلاً :- انا سيبتك كام يوم كفاية

 كده يلا قوم قدامى أدخل بيتك , إيه مش حاسس انك واحشنا ولا إيه

ثم أضاف دى حتى منى بتقولى أنك واحشها قوى .. على فكرة هى بتحبك اوى

وهنا لم امنع نفسي من التقيؤ فذهبت مسرعا الى الحمام وتقيات كثيرا وعدت اليهم .

قالت دعاء  :- صحيح يا خالد أنت اصلاً ليه تركت المنزل . يرضيك تسيبنا .

ثم اردفت قائلة:- كدة  هنا عليك .علشان خاطرى يا خالد تمشى معانا . انت واحشني أوى .

فوجئت بمنى تقول لدعاء :- وهى تغمز الى بإحدى عيناها ولم يشاهدها أبى ولا دعاء وقالت منى هو وحشك انتى بس ده …. واضافت دة وحشنا كلنا ثم تابعت منى :-

البيت وحش من غيرك وأردفت قائلة :- ايه رأيك يا سعودتى نسافر نغير جو وناخد خلودى معانا .

فأجبت انا على الفور .. سافروا انتم لكن انا عندى ثانوية عامة ولازم استعد لها فقالت منى على الفور :- لا إحنا لو كنا هنسافر كنا هنسافر علشانك لكن بما انك مش عايز تسافر فإحنا خلاص مش هنسافر بس ترجع بيتك . ثم قالت البيت وحش من غيرك .

وقلت لوالدى أرجوك يا بابا خلينى أعيش هنا شوية أنا برتاح هنا من فضلك .فقام والدى بالنظر الى وقال غاضباً :- بقولك يلا امشى قدامى .. امشى انت عايز تقعد فين ؟

وأردف قائلاً :- هنا

عند الناس دى . وأضاف :- الحقيقة انا مش عارف انت قاعد هنا ليه

قالت دعاء :- علشان خاطرنا يا خالد انا أختك حبيبتك .

وهنا قالت داده سعاد :- يلا يا خالد يا حبيبى قوم مع بابا وعموما هنا وهنا واحد وكله مكان واحد .

ونظرت الى منى ووجدت ابتسامه ارتياح على وجهها .

وبالفعل ذهبت معهم ودخلت الى حجرتى وقررت ألا يتكرر ما حدث مع منى مهما حدث …..

وفى اليوم التالى وفى حوالى الساعة الواحدة صباحاً سمعت صوت خافت خارج حجرتى واستنتجت أن منى تحاول أن تدخل حجرتى ليلا إلا أننى كنت قد أغلقت الباب بالمفتاح فلم تستطع ان تدخل حجرتى .

وفى صباح ذات اليوم وأثناء الإفطار وقليلاً ما كنت افطر معهم خرجت من حجرتى وفوجئت بمنى تجلس ووالدى ودعاء على مائدة السفرة وما ان رأتنى حتى قالت إيه يا خلودى انت قافل على نفسك ليه كدة …دة مش كويس عليك يا خالد, وبعدين انت ليه مش بتخرج وتروح النادى .

قال والدى شايف يا خالد منى بنحبك قد ايه ومهتمة بيك

نظرت اليه واومأت برأسى ولم اجب عليه .

وأثناء ذلك سمعنا صوت طرق على الباب وقامت دعاء بفتح الباب وكان الطارق شريف صديقى إبن دادة سعاد وما ان شاهدته دعاء حتى ابتسمت وخفضت رأسها خجلاً .

اقترب خالد منا وقال :- السلام عليكم .

ووجه حديثة الى والدى قائلاً :- صباح الخير يا سعد بيه , وقبل ان يرد والدى قال شريف :- أنا اسف أنا حضرت فى هذا الوقت وبدون ميعاد بس انا بكلم سعد بيه على الموبيل لكن التليفون مش بيرد عليا وكنت عايز حضرتك فى موضوع مهم .

قال والدى :- أنا كنت مشغول .

قال والدى باقتضاب :- حاضر يا شريف .. خير ثم أردف قائلاً :- فى حاجة اتكلم ؟

قلت لشريف تعالى افطر معانا الأول.

قال شريف شكرا سبقتكم الحمد لله.ثم نظر الى والدى قائلا :- كنت عايز حضرتك فى موضوع مهم  .

قال والدى لشريف :-:- تقدر تأتى لمكتبى الساعة ثلاثة .

قال شريف :- تمام بإذن الله هكون عند  حضرتك فى الميعاد .وانصرف شريف ونظرت الى دعاء دون ان  اتحدث فاحمر وجهها خجلاً .

اتممنا فطارنا واشرت الى دعاء ان تأتى الى حجرتى .

وبالفعل حضرت دعاء الى حجرتى وهى فى قمه الخجل وقالت :- خير يا خالد ؟

قلت لها :- لا مفيش حاجة بس شريف جاء اليوم والظاهر انه ناوى على حاجة ؟

قالت دعاء متصنعة الاندهاش :- حاجة .. حاجة إيه ؟

قلت لها :- انتى هتخبى عليا ؟

قالت :- اخبى إيه ؟

قلت لها :- يا بنتى أنا عارف كل حاجه وعارف ان شريف جاء علشان يتكلم مع بابا فى موضوع خطوبتك .

احمر وجهها خجلاً . فتابع خالد قائلاً :- مبروك مقدماً

قالت دعاء :- انت عارف يا خالد أنا قلقانة جداً ان بابا يرفض شريف .

وتابعت قائلة :- انت عارف بابا بيعامل شريف ازاى هو ووالدته .

قال خالد :- ربنا يستر .. ربنا يهدى بابا ويوافق .

ثم أردف قائلاً :- انا سمعت ان شريف قدم على شقة  صحيح الكلام دة ؟

أجابت دعاء :- صحيح والحمد لله وافقوا على الطلب وتوافرت الشروط فيه ولسه هيبعتوا ميعاد الاستلام وسداد الدفعة الثانية .

قلت لها :- كويس الحمد لله . ربنا يوفقه شريف انسان طيب  وبيحبك بس انتى للأسف مش بتحبيه .

قالت دعاء بسرعة :- مين قال كدة أنا بحب….وسكتت ولم تكمل الكلمة .

قلت لها :- أنا عارف انك بتحبيه وهو كمان بيحبك بس كنت بوقعك فى الكلام .

قالت دعاء :- انا خايفة جداً يا خالد .. وتابعت متسائلة :- تفتكر بابا هيوافق ؟

قلت وقد بدات القلق يتسلل الى .:- والله يا دودو انا مش عارف بابا هيفكر ازاى ..لكن هو عارف شريف وعارف تربيته وأخلاقه . وتابعت قائلاً :- شريف شاب صغير وفى بداية حياته وسنه مناسب ليكى وعنده شقة وقبل كل دة شاب على خلق ومؤدب .. تفتكرى بابا هيرفض ده ؟
قلت لها :- بإذن الله بابا يوافق

ومن داخلى كنت متاكد من رفض والدى للموضوع .

قالت دعاء بعد أن نظرت الى ساعتها:- الساعة لسه عشرة باقى خمس ساعات على الميعاد .

قلت لها :- تعالى نتفرج على التلفاز الى أن يأتى الميعاد .

وبالفعل قمنا باللعب على الهاتف المحمول  وتصفحنا الفيسبوك والتلفاز الى ان مر الوقت بطيئاً .

قامت دعاء بالاتصال بشريف قبل الميعاد بخمس دقائق والذى قرر انه فى مكتب والدها وانه فى انتظار الميعاد المحدد .

ومرت حوالى نصف ساعة وقامت دعاء بالاتصال بشريف إلا انه لم يجب على التليفون .

كررت دعاء الاتصال به عشرات المرات إلا انه لم يرد على الهاتف ثم اغلق الهاتف وقمت أنا بالاتصال به اكثر من مرة لكن تليفون كان مغلق .

وانتفضنا على صوت جرس الباب وهرعت دعاء الى الباب لتفتحه اعتقاداً ان شريف قد حضر الا انها وجدت والدها هو من بالباب .

قال والدى لدعاء متسائلاً  :- انتى إيه علاقتك بشريف ؟

وازاى يتجرأ ويطلب ايدك ؟

شعرت بشحوب وجه دعاء واجبت أنا :- بابا دعاء وشريف بيحبوا بعض .

قال مندهشاً :- من امتى الكلام ده ؟

وقال متسائلاً :- وأنا فين من الكلام ده ؟

لم ارد عليه .

ثم وجه سواله الي  منى  :- مين شريف ده علشان يفكر يتقدم لك ؟

اجبت أنا :- راجل محترم ومتعلم وعندة شقة ومعلوم لنا منذ صغرة .

قالت دعاء :- بابا من فضلك . هو حضرتك قابلته ؟

قال لها :- للأسف غلطت و قابلته بس  أنا صلحت غلطى وطردته .

فوجئنا أنا  ودعاء من كلام بابا وقلنا فى نفس واحد :- طردته

قالت دعاء متسائلة :- ليه يا بابا .. وأردفت قائلة :- شريف إنسان مؤدب وبيحبنى وانا كمان بحبه .

قال والدى :- مين الصايع ده علشان يتزوجك ؟

عايزة تجيبى لى العار .. ابقى أنا تزوجت خدامة وانتى عايزه تتجوزى إبن خدامة انتى كمان؟

وتابع قائلاً :- انا مش عارف هو ازاى يتجرأ ويفكر كده  , وانتى كمان ازاى تفكرى كده . ومش عارف ازاى تفكرى فى واحد زى دى . وتابع قائلاً :- لا كمان بتحبية

وأردف قائلاً :- انا يستحيل اوافق على حاجة زى كدة ابداً .

ثم نظر الى دعاء وقال :- الموضوع ده انا قفلته خلاص وانتى مش هتشوفيه تانى بعد كده .

قلت له يا بابا نحن نعلم شريف ودادة سعاد منذ صغرى وهو تربى معى ودعاء بتحبه وهو بيحبها ليه حضرتك تمنعهم .  وأردفت قائلاً :- قصة خدتمه والكلام ده انتهى حتى من الأفلام . وتابعت قائلاً :- انتهى من زمان .

قال والدى محتداً :- انا قلت الموضوع ده انتهى ومش  هفتحه تانى . وعموماً انا طردته خالص .

قلنا أنا ودعاء فى ان واحد :- يعنى ايه يا بابا طردته خالص ؟

قال :- يعنى طردته من هنا هو وامه . خلاص مش عايز اشوفهم هنا تانى وانا هشوف اى حد يخدمنا .. وأردف قائلاً :- الخدامين كتير وعلى قفى مين يشيل .

قلنا باستغراب فى ان واحد :- ايه؟

طردتهم .

ثم قلت منفرداً  :- ليه يا بابا عملت كدة ؟

ليه بتوسع الفجوة بينا .وتابعت قائلاً  :- حضرتك عارف ان هو ودعاء بيحبوا بعض ليه تقضى على مستقبلهم . وتابعت بابا شريف له مستقبل كبير وهيبقى دكتور فى الجامعة واى حد يتشرف بيه يبقى ليه حضرتك ترفض ؟

ثم تابعت :- وبعدين حضرتك عارف انهم ملهمش حد يروحوا عنده وكمان عارف انهم مش معاهم فلوس يأجروا شقة .

قال والدى :- لازم يعرف هو مين ؟ وامه ازاى تشجعه على كده ؟

. وأردف قائلاً :- كان لازم يعرف حدوده من الاول، ويعرف  هو بيكلم مين ؟

وبعدين اذا كانوا هما اساساً مش معاهم فلوس ونسى نفسه وبعدين ييجى يتقدملك ؟ وحتى لو معاه فلوس قارون أنا بستحيل اوافق بنتى لخدام وابن خدامة .

ونظر الى دعاء وقال :-

فاهمة …؟

ثم قال والدى :- انا خلاص نهيت الموضوع دة . ونظر الى دعاء وقال :- انا لو كنت عرفت اربى مكنتش اتعرضت للموقف ده .

وتابع قائلاً :- انتى طالعة لامك .

وأردف قائلاً :- لو سمعت انك لسه بتكلميه انا هحبسه هو وأمه ؟ ثم اكمل حديثه قائلاً :- انتى فاهمه ؟ وكمان لو  عرفت  انه لسه يكلمك

قلت له :- ليه يا بابا تحبسه ازاى هو وامه .. هما عملوا ايه ..ارتكبوا جريمة ؟

قال محتداً :- أكبر جريمة ..

ثم أردف قائلاً :- هو فى جريمة اكثر من ان واحد زى ده خدام وامه خدامة يتقدم لك  .

قلت له :- يا بابا حضرتك  الكلام ده انتهى من زمان خدام وخدامة كل ده كان زمان واى شغل مش عيب . طالما شغل شريف .

قال والدى :- انت اللى كلامك دة انتهى من زمان

وأردف قائلاً :- هو لما حد يسالنى حماها بيشتغل ايه اقوله ايه ؟

وتابع قائلاً :- اقوله خدام .

ولو حد سألك انت حمى اختك بيشتغل إيه هتقوله إيه؟

تقوله خدام ؟!!

قلت لأبى :- يا بابا والد شريف توفى الى رحمة الله وبعدين حضرتك اللى بتقوله دة انتهى من زمان . وتابعت قائلاً :- لو أى حد سألك او سألنى عن والد شريف هنقول له متوفى الى رحمه  الله

ثم أردفت قائلاً :- يا بابا هو مين اللى بيسأل .

نزلت منى فى تلك اللحظة وسمعت والدى وسمعتنى ولم تتكلم .

نظرت الى منى بعد أن فهمت الموضوع ثم قالت :-

يا جماعة انا فهمت الموضوع وبإذن الله يتحل .

ثم قالت لوالدى :- أنا عايزاك يا سعودتى .

قال والدى : – أنا نهيت الموضوع دة ومش هتكلم فيه تانى .

قالت منى :- طبعاً

ثم تابعت :- أنا عايزاك فى حاجة مهمة .

قال  والدى :- حاجة إيه اتكلمى

وتابع :- هو فيه إيه

انتى عايزة تقولى إيه .

قالت منى :-  عايزين نغير الموضوع ده ونتكلم فيه  بعدين .

اقتربت منى منى ودعاء وقالت دون ان يلاحظها أبى :- سيبوا الموضوع ده عليا .

قال والدى لمنى :- إيه يا منى انتى مش ناوية تجيبى لنا مولود ولا إيه ؟؟     

ردت منى بسخرية :- أنا … مش لما تفضى وتفوق لنفسك وتفوق من الخمرة وتعرف ان ليك زوجه وليها حقوق ولا إيه             .                                      ثم أردفت قائلة :- وبعدين المولود دة هييجى ازاى .. انت الظاهر ملكش فى الجواز …

احمر وجهى خجلاً . واحمر وجه دعاء .

قال والدى :- فى إيه يا حبيبتى بهزر معاكى

ولم انسى نظرة السخرية التى ظهرت على وجه منى وهى تقول :- ايوة كده اتعدل … ونظرت الى وقالت :_ انا مش مصبرنى فى البيت دة الا خلودى حبيبى وإلا كنت سيبت لك البيت دة

ثم أردفت قائلة :- وأنت كمان يا خلودى مش هترجع زى الأول ولا ايه ؟ ولا عايزنى أقول لوالدك ؟

وقتها شعرت بالخجل والحيرة وقبل ان ارد  وجدت أبى  قال مستنكراً :- خالد ماله ؟

فى إيه ؟

يعنى ايه يرجع زى الاول ؟

هو ماله ؟

قالت له :- لا ابداً بس مبقاش يسمع الكلام زى الأول وقافل على نفسه ومش بيتكلم معايا خالص وأنا قاعدة فى البيت لوحدى وعايزاه يسلينى شوية أنا اختنقت وأنت مش بشوفك ولما بشوفك بتكون نايم أو مش فى وعيك من الخمرة . ودعاء هى كمان مش بشوفها ومش بحس انها بترتاح ليه لى معرفش ليه .

قلت بسخرية :- ومين بيرتاح ليكى فى البيت دة .

وأردفت قائلاً  :- مفيش غير بابا هو اللى بيرتاح لك ومش عارف ازاى .

فوجئت بوالدى بيقول لى :- إيه يا خالد متزعلش منى منك دى بتحبك وعلى طول بتسأل عنك وكمان هى مش بتشتغل أنت عارف انى قعدتها فى البيت ، حاول تقعد معاها ومتزعلهاش علشان خاطرى .

وقتها نظرت الى منى نظرة المنتصر على الخصم ولكننى كنت على عهدى مع الله ولم أعطها الفرصة للاختلاء بى .

وذات يوم وأثناء خروجى لدورة المياة وأثناء دخولى لحجرتى وجدت منى على سريرى وهى عارية تماماً وقالت لى خلودى حبيبى انت مش هتفلت منى تانى وبعدين أبوك هاملنى ومش بيفوق خالص وكمان سافر كام يوم للصعيد ومش هيرجع إلا بعد كام يوم وبعدين انت مش عارف أنا ممكن اعمل إيه . ونظرت الى بشهوة وقالت :- حبيبى وحشنى حضنك

قلت لها :- اتقى الله .. انتى ست متزوجة وزوجك يبقى والدى لو هو مقصر معاكى اتطلقى منه ؟

قالت :- انت تحل مكان أبوك

قلت بسخرية :- شوفى … أنا خلاص مش هغضب ربنا تانى .. وانسى ان اللى حصل قبل كده يحصل تانى ؟

قالت منى :- اسمع يا خالد أنا خلاص أقنعت أبوك انه يوافق على زواج أختك بشريف .. عارف ليه ؟

ثم قالت :- علشانك أنت

ثم أردفت قائلة :- علشان نبقى لوحدنا فى الفيلا ومفيش حد يضايقنا .

ثم أردفت قائلة :- وأبوك خلاص قالى انه هيقول لأختك لما يرجع من السفر .

يعنى لازم تبقى عارف انى أنا السبب .

يعنى لازم تبقى فاهم ان أبوك زى الخاتم فى صباعى.

 وبيصدق أى حاجة بقولها .

وانى بعمل اللى انا عايزاه .

ولو عايزنى أرجع شريف الفيلا ارجعه ؟

واقتربت منى منى وقالت وهى تحاول ان تحتضنى :-

كل ده علشانك انت .

قلت وأنا ابتعد عنها :- انسى اللى حصل بينا يتكرر تانى .

قالت :- انسى انت يا أمور .

وأردفت قائلة :- أنا معايا فيديو متصوره  معاك فيه  على التليفون .. مش عايزة اقولك .. فضايح ولو معملتش اللى أنا عايزاه هشغله لأبوك وهخليه يقتلك ويشوف ابنه بيعمل إيه وهقول انك حطتلى منوم وان أنا كنت نايمة .

ثم قالت باستهزأ :- ها … هتسمع الكلام ولا إيه ؟

خرجت مسرعاً من حجرتى وأنا فى حيرة من أمري ولا أدرى ماذا أفعل!!!

خرجت فى ذلك اليوم وظللت امشى فى الشوارع حتى الصباح .

وفى اليوم التالى ابلغت دعاء بأن منى ابلغتنى بأن والدى قد وافق على زواجها من شريف وانه سوف يبلغها بعد عودته من السفر .

فوجئت دعاء بذلك الخبر وشعرت بفرحتها الغامرة بعد سماعها هذا الخبر 

إلا انها لم تكن تعرف بسفر والدى فأخبرتها اننى أيضاً لم أعرف انه سافر واثناء ذلك حضرت منى ونظرت الى نظرة عتاب وقالت لدعاء :- الف مبروك يا دودو . واتبعت كلامها بعد أن نظرت الى وقالت :- أكيد خالد قالك انى قدرت اقنع باباكى انك تتزوجى شريف .

قالت لها دعاء مبتسمة :- لسه عارفه حالاً أنا متشكرة ليكى أوى .

قالت منى لدعاء :- متعرفيش أنا تعبت اوى لغاية لما  اقنعته انه يوافق .

قالت دعاء :- ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش منك .

ثم أردفت قائلة :- بس أنا مش عارفه  أتصل بشريف . على طول قافل تليفونه ومن ساعة لما بابا طرده هو ووالدته وأنا مش عارفة اكلمه ولا عارفة هو فين . وبكلمه على التليفون مغلق باستمرار.

قالت منى :- أكيد هيفتح تليفونه .

قالت منى وهى تنظر لى :- علشان انتى غالية عليا وأنا حبيتك أوى من ساعة لما شوفتك .

لاحظت دعاء نظرات منى  وطريقة كلامها ويبدو انها لاحظت مدى اهتمام منى بى واثناء ذلك كانت دعاء تتصل بشريف وفوجئنا بدعاء تقول .. فتح تليفونه ثم قالت حبيبى انت فين ثم اخذت التليفون وخرجت مغادرة لتكمل مكالمتها بعيداً عنا .

ومرت أيام وعلمت من دعاء انها أخبرت شريف واعتذرت له لما فعله والدنا وانه سوف يحضر لخطبتها فور عودة والدى .وفوجئت بدعاء تنظر الى وتقول لى :- خالد أنا عايزة أسألك سؤال ؟

قلت لها اسألى .

قالت :- منى شكلها بتحبك اوى .

قلت لها :- يعنى إيه ؟

قالت منى :- انت فى حاجة بينك وبين منى ؟

قلت :- حاجة يعنى إيه ؟

قالت :- أنا بسألك ؟

قلت :- مش فاهم  السؤال ؟

قالت :- لا انت فاهمنى كويس . ثم تابعت :- أنا شايفة منى بتنظر ليك نظرات مش مفهومة ومركزة معاك اوى . هو فى إيه .

قلت لها :- لا ابداً مفيش حاجة .

قالت :- أوعى يا خالد .. هى اصلاً شكلها ميريحش حد .

ثم تابعت :- أنا مش عارفة بابا اتزوجها ازاى ؟

قلت لها :- عملتى إيه مع شريف ؟

قالت :- انا بالعافية اقنعته انه يرجع هو و دادة سعاد وان بابا وافق .

قلت :- يعنى هما فعلا هيرجعوا .  وتابعت قائلاً :- يعنى فعلا شريف وافق انه يرجع ؟

قالت :- ايوه خلاص اقنعته علشان يبقى قريب منى .

وفعلاً عاد شريف مع داده سعاد ،وتقرب شريف من دعاء أكثر وتوطدت علاقتهم، وأوقات كان والدى يحضر ويجد شريف وكان يعامله معاملة جافة  وكأنه فعلاً وافق على ارتباطهم مضطراً.

وذات يوماً وجدت منى تحاول مرة اخرى أن تفتح باب حجرتى إلا اننى

خرجت مسرعاً وذهبت الى دادة سعاد ولم اخبرها بأى شئ وجلست مع صديقى شريف وفوجئت بشريف بيقول لى :- إيه يا عم خالد عامل إيه مع منى ؟

قلت بدهشة :- يعنى إيه عامل إيه ؟؟

قال :- انت فاهم قصدى كويس وأردف قائلاً :- دى نظراتها ليك مفضوحة خالص انت هتستهبل على ولا إيه … انا صديقك وعارف ان أكيد حصل بينكم حاجة .

قلت له :- أى نظرات ؟ وحاجة إيه اللى تحصل بينا ؟

ثم تابعت  :-  من قال لك الكلام ده .

قال شريف :- دعاء هى اللى قالتى .. هى شاكة انك تكون على علاقه بمنى .

ثم سالنى شريف :- انت فى حاجه حصلت بينك وبين منى ؟

قلت باستنكار :- إيه اللى انت بتقوله دة حاجة ايه اللى تحصل بينا . انت اتجننت وتابعت قائلاً :- دى مرات بابا وبعدين انت تعرف عنى حاجة زى كده ؟

قال شريف بسخرية :- والله …..انت اصلاً جيت ليه وبعدين انت عمرك ما جيت هنا بلبس البيت … انت بتتكسف تخرج من حجرتك كده .

وأردف قائلاً :- قول يا خلود انا صاحبك واخوك … بذمتك معملتش حاجة كده ولا كده ؟؟

قلت :- أنا آسف انت وحشتنى وقلت أشوفك بس انت عيل غبى وتركته  وعدت الى الفيلا .

حاولت منى التقرب منى عدة مرات وحاولت دخول حجرتى عده  ولكنى كنت ابتعد عنها ولم تستطع أن تهددنى مرة أخرى بعد ان هددتها أننى سجلت حديثها وأنها اذا اخبرت والدى بأى شئ سوف افضح الاعيبها واكشفها امامه .

ونجحت فى الثانوية العامة بمجموع قليل واستطعت ان التحق بكلية الحقوق وابتعدت منى عنى بعد عشرات المحاولات والتهديدات منى ومنها

ونظرت إلى المستشار ثم نظرت إلى صديقى شريف وتابعت قائلاً :-

وذات يوم وأنا بالفيلا سمعت اصوات غريبة من حجرة منى وسمعتها تتحدث مع صديقى الوحيد .. شريف قائلة :-

هيعرف ازاى خالد بعلاقتنا ؟

قال شريف :- معرفش بس اكيد هيشك فى حاجة  .

وهنا نسيت دادة سعاد انها فى المحكمة ونظرت إلى ابنها شريف وقالت انت يا شريف تعمل كدة .

ونظرت دعاء إلى شريف ولم تكن تعرف ذلك وشحب وجهها وقالت لشريف :- انت عملت كده ؟

وهنا انفعل المستشار وقاطعها قائلاً :- انتى يا ست انتى  وهى مش عايز صوت .

وأشار الى ان أكمل حديثى فتابعت حديثى قائلاً :-

وعلمت من خلال حديثهما ان هناك علاقة آثمة بينهما منذ فترة وسمعت منى تقول لشريف :- انت عارف ان أنا اللى طلبت سعد انك ترجع الفيلا .

وانا السبب ان سعد  وافق على زواجك انت ودعاء .

قال شريف :- عرفت .. شكرا يا قلبى .

قالت له :- انت عارف أنا عملت كده ليه ؟

قال شريف :- لا مش عارف .

قالت :- علشانك انت يا حبيبى . علشان تبقى قريب منى .

وسمعتهم يضحكون مع بعض .

صعدت الى حجرتى وأنا لا أدرى ماذا افعل .

لم استطع التفكير ..

هل اخطر والدى ؟

كيف سأقول له ؟ وماذا ساقول ؟

وبعد تفكير طويل قررت ان أبعد شريف عن منى وبعدها ينتهى الموضوع

وبالفعل أخبرت شريف بأننى سمعت كل شئ بينه وبين منى واننى لن اخبر والدى وهددته ان لم يبعد عنها سوف اخبر والدته ووالدى وليحدث ما يحدث وهددته ان أقطع علاقته بدعاء

وبالفعل انتهت علاقة شريف بمنى وعاودت منى محاولاتها معى ولكنى استطعت الإفلات منها .

وذات يوم وكنت قريباً من حجرة أبى سمعت منى تقول له:- وبعدين سيبنى أعيش حياتى زى ما أنا عايزة البس براحتى انت مش هتحكم على

قال لها والدى :- يعنى إيه براحتك ؟

قالت له :- زى ما سمعت  كده يعنى تسيبنى أعيش زى ما أنا عايزة وأخرج زى ما أنا عايزة والبس زى ما انا عايشة …. يعنى أعيش حياتى وبعدين إيه يا سعد أنا مش قلت لك تكتب الأرض بتاعة الفيوم بأسمى .

قال لها :- أنا لسه كاتب لك الفيلا بتاعة شرم الشيخ والفيلا بتاعة الشروق والعمارة بتاعة فيصل .. إيه عايزة إيه تانى .. حرام عليكى انا مكتبتش أى حاجة باسم خالد  وحتى الفيلا دى كاتبها باسمك انتى .. ده غير العربيات والدهب والالماس…. كفاية كده انتى إيه مبتتعبيش ؟

قالت له :- انت مش بتكسب قليل .. انت هتخبى عليا أنا عارفة انك بتاجر فى الآثار وبتاخذ بالدولارات مش بالجنية المصرى …

قال والدى :- هخبى إيه أنا عارف انك عارفة وانتى بتاخذيها أول بأول وعارفة كل حاجة ؟؟                   

 قالت له :- وعارفة كمان انك بتشتغل فى  تجارة العملة ودى برده بتكسب كتير .. هو أنا صابرة عليك ليه .وبعدين الحاجات دى إبرة فى كوم قش من اللى عندك.

قال والدى :- وانتى عرفتى منين انى بتاجر فى العملة ؟

قالت له :- أنا قاعدة فى البيت بس عارفة كل حاجة مش نايمة على ودانى

  .وذهبت إلى حجرتى وأنا فى ذهول تام .. أبى مهرب آثار… وتاجر

 عمله .. أبى أنا … الدكتور يعمل كده ..

أبى مجرم

وبيهرب اثار بلده

بيمحى تاريخها

وترددت كثيراً ان ادخل حجرة أبى واواجهة بما سمعت ولكنى عدت الى

 حجرتى وقابلت دعاء وأنا صاعد إلى حجرتى ولم أعرف ماذا قالت .. لقد

تركتها وصعدت إلى حجرتى وأنا فى ذهول تام مما سمعت .

ولم استطع يومها النوم .

مرت أيام وأنا كنت لا اطيق حياتى وما أنا فيه

ونظرت الى المستشار رئيس المحكمة وعدت ونظرت إلى دعاء وشريف وقلت :- لقد شعرت بالضياع … ماتت والدتى وتزوج أبى من عاهرة ووالدى يتاجر بآثار بلاده ويضر بالاقتصاد فى تجارة العملة .

انقلبت حياتى رأساً على عقب وبدأت أهرب من واقعى بشرب الخمر

وكنت أعود الى البيت مخموراً .

وذات يوم وكنت قد عدت متأخراً الى الفيلا . وكنت مخموراً ووجدت منى

 فى حجرتى وهى ترتدى ملابس خفيفة وتكرر ما حدث بيننا وانذاك

 فوجئت بوالدى يفتح علينا باب حجرتى فانتفضت وافقت من هول الموقف

وانتفضت منى وقامت بستر نفسها بالغطاء

وقتها فوجئت بطرق على باب الفيلا ودخل الفيلا البوليس واخذوا والدى

وتبين أن منى كانت قد اتفقت مع البوليس على ايقاعه والقبض عليه وكان

الحوار بينهما مسجل بالكامل وما ان أخذ البوليس والدى حتى وجدت منى

 تخرج من حجرتها وهى تضحك بهستيريا ونظرت الى وقالت :- أنا

 ممكن احبسك انت كمان ..  زى ما حبست أبوك هحبسك لو مسمعتش

كلامى … البيت خلاص فضى لينا وأنا هعيشك أجمل عيشة واجيب لك

 اللى انت عايزه

لم استطع ان اتمالك نفسى وقمت بخنقها ولم اشعر بنفسى الا وهى جثة

هامدة  .

ونظر خالد الى الحاضرين ثم إلى اعضاء المحكمة وقال :- من أجل ذلك

قتلتها

سيدى المستشار

أى شخص مر بظروفى كان عمل اللى عملته

انها الشيطان بعينة

قتلت أمى ودمرتنى ودمرت مستقبلى وحبست أبى ..فكان لابد أن تلقى عقابها .

اننى لست نادماً على ما فعلت وأنا على استعداد لأى حكم تراة المحكمة فبداخلى جراح غائرة

توقف خالد عن الكلام واستكمل الأستاذ خالد المحامى الدفاع عنه ولكن داخل خالد كانت هناك  جراح غائرة ….

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *