بقلم/ مصطفى سبتة أرى أمتي في حمى الموت ثكلى تعيش و تحيا حياة النصبْ و أضحى غريقا ببحر هواه
و لا يقرأ الشعب وجه الكتبْ
و تهنا بدنيا صحاري المنافي
و في الموطن الأم ضاع الأدبْ
لنور يطول حصار الظلام
و نرمي بنار الدمار الحطبْ
نعيش سنينا عجافا السماء
على الأرض تهوى و دون السحبْ
و منا الشموس تحب الهروب
و عنا بدور الدجى يحتجبْ
كؤوس المنايا نرى في الحنايا
و غاصت بوحل البلايا الركبْ
نحب خلافا كرهنا اختلافا
بحرب ضروس يحل الحَربْ
و كل اللصوص بجل النصوص
نسجل أو في الهوى ننتخبْ
و غاز لدينا و نفط و در
لنا الله كل العطايا وهبْ
هوى مثله بيته العنكبوت
و بيت الهوى قد هوى و الخربْ
على بابنا الليل أرخى سدولا
و لا تستر العيب فينا الحجبْ
إلى مكة القدس تحكي أساها
و دمعي على أهلها ينسكبْ
و من قمة للحضيض نزلنا
و تعلو بحلم و علم الرتبْ
و فيها يسود الدنى و الحياة
إذا ما يسوء المنون اللعبْ
و في فرقة ما زرعنا حصدنا
وفي وحدة الصف نقضي الأربْ
و صدقا به لا نصون العهود
بدا إن نخون الوعود الكذبْ
كرهنا سجالا نحب جدالا
و نجري قتالا بشهر رجبْ
و حال البلاد يطال العباد
إلى أسوء طقسه ينقلبْ
بهم يسوء بإثم يبوء
و رأسا على منتهاه العقبْ
أعاصيره ريح موت تهب
و بحر الأسى عندنا مضطربْ
إذا ما بدا في السؤال السبب
سيبطل طول الجواب العجبْ
بعيد سعيد فما قد وجدنا
الهدايا فتحنا جميع العلبْ
و كأس الردى نحتسيه جميعا
و يسهل موتي و عمري صعبْ
و تهنا كشعبك موسى إذا جا ء
فرعون يسعى بكل الشعبْ
و نرجو رجوع المسيح إلينا
و نور الهدى في الظلام حجبْ
و مهدي سيأتي رفيع النسب
جميل المحيا و حلو الحسبْ
يضحي بنفس و أغلى نفيس
شهيد الهوى قلبه نحتسبْ
إلى أرضه حن قلبي و شوقا
هفا في بلاد العدى مغتربْ
و في جنة النور يشدو ملاكي
و شيطانها النار ألقى الخطبْ
و تأتي النقابة مالي عليه
و حزب اللصوص البلاد نهبْ
و نرمي بنار تلظت الحطب
الشياطين نرمي عليها الحصبْ
و شعبي يضيع بكل الشعب
بدنيا امتحان المصير رسبْ
و يكره موتا أحب الحياة
بِحرّية اليد شعبي رغبْ