Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد بن أبي الحسن بن عبد الصمد بن تميم، ابن علاء الدين بن محيي الدين الحسيني العبيدي، البعلبكي الأصل المصري المولد والدار والوفاة، المقريزي الحنفي ثم الشافعي، وقيل عنه هو الإمام الأوحد البارع، وهو عمدة المؤرخين وعين المحدثين، والعالم والمؤرخ واللغوي والأديب والمحدث والمحتسب، وقيل أن نسب المقريزي ينتهي إلى العبيديين الفاطميين ثم إلى الإمام علي رضي الله عنه، وقيل أنه ينتسب إلى العبيديين.

وقد ذكر أنه دخل مع والده جامع الحاكم فقال له وهو معه في وسط الجامع: يا ولدي، هذا جامع جدك، وهذا يفسر سر الدفاع الشديد من المقريزي عن نسب الفاطميين ويصحح نسبهم، وإن كان المقريزي نفسه لم يذكر ذلك في تصانيفه، وقال ابن حجر: كان في تصانيفه لا يتجاوز في نسبه عبد الصمد بن تميم” وقيل أنه هو عملاق يقف بين مؤرخي مصر لا يدانيه أي عملاق آخر، وهو بلا منازع عمدة المؤرخين وعين المحدثين ومؤرخ الدولة المصرية، وإمام المؤرخين الموسوعيين، وأحد مشاهير مؤرخي المدن والخطط، وواحد من العلماء البارزين الذين أنجبتهم المائة التاسعة للهجرة.

إذ بلغ بعلمه وذكائه وجده منزلة فريدة ومكانة محسودة، إنه الإمام تقي الدين المقريزي، وقد ولد المقريزي في حارة برجوان بحي الجمالية في القاهرة، واختلف المؤرخون حول تعيين تاريخ ميلاد المقريزي، فقال ابن تغري بردي: سألت الشيخ تقي الدين رحمه الله عن مولده فقال: بعد الستين وسبعمائة بسنيّات، وكان مولده بالقاهرة، وقد عيَّنه ابن حجر بقوله: وكان مولد تقي الدين في سنة سبعة مائه وسته وستين من الهجره، والمقريزي هي نسبة إلى حارة المقارزة في بعلبك بلبنان، فأصل أسرته ينحدر إلى مدينة بعلبك اللبنانية الشامية، من أسرة اشتهرت بالعلم والحديث.

غير أنه ضاق بهم الحال فتحولوا إلى القاهرة طلبا للرزق وسعة العيش، فقد كانت القاهرة مقصد كل معسر أو طموح، فضلا عما كانت تشتهر به القاهرة من العلم والفضل، وولي بها والده بعض الوظائف المتعلقة بالقضاء، وكتابة التوقيع في ديوان الإنشاء، وفي القاهرة أنجب ولده أحمد، وقد نشأ المقريزي نشأة علمية دينية حسنة، وكانت لأسرته عظيم الأثر في ذلك، فقد كفل تعليمه جده لأمه وهو ابن الصائغ الحنفي المحدث المشهور، الذي قام بتعليمه وتحفيظه القران الكريم وتدريسه أصول المذهب الحنفي، فلما بدت عليه علامة النجابة والذكاء أرسله إلى كبار شيوخ عصره فأخذ العلوم التي كانت سائرة في عصره

ومنها علوم القرآن والحديث والفقه والأنساب والتاريخ واللغة والنحو والأدب، وعندما بلغ الخمسين من عمره، تفرغ للكتابة وزهد في الوظائف العامة، وتكمن أهمية المقريزي التاريخية في ارتياده أنواع جديدة لم نألفها من أسلافه في البحث التاريخي، فقد وجه اهتمامه شطر التاريخ الاجتماعي للشعب المصري وعادات الناس اليومية وتقاليدهم، كما قدم القاهرة القديمة وخططها وأحيائها وتطورها الجغرافي وما حوت من مساجد وبيوت وأسواق ومدارس، قدم لكل ذلك صورا حيه نابضة ممتعة حتى وكأن عباراته قد استحالت شريطا سينمائيا متتابع المشاهد.

كما تناول بعض الظواهر الاقتصادية والاجتماعية الخاص مستخدمها منهجا شموليا في معالجتها، ولذا غدت مؤلفاته قبلة للباحثين في آثار مصر الإسلامية وتاريخها وحضارتها، وقيل أن جملة شيوخ المقريزي ستمائة نفس، منهم: جده لأمه شمس الدين ابن الصايغ الحنفي، وقد اشتغل كثيرا بالعلم والتعلم وطاف على الشيوخ ولقي الكبار وجالس الأئمة فأخذ عنهم، وكان من أشهر من أخذ عنهم المقريزي علامة عصره ابن خلدون عندما جاء إلى القاهرة في أواخر القرن الثامن الهجري، وهناك عقد ابن خلدون حلقاته الدراسية التي طرح فيها آراءه وأفكاره حول التاريخ، والتي جمعها في مقدمته الشهيرة.

ولقد تأثر المقريزي بآراء ابن خلدون، ووصفه بأنه أستاذه، ويكرر ذلك كثيرا في كتابيه الخطط والسلوك: قال شيخنا الأستاذ أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون، ويتضح هذا التأثير في كتابات مؤرخنا التي تعلو فيها النغمة الاقتصادية والاجتماعية، كما تتجلى فيها الرؤية التحليلية الناقدة للأحداث التاريخية، وكان المقريزي تجسيدا لنمط من المفكرين الموسوعيين الذين أنجبتهم الحضارة العربية الإسلامية، وقد شملت مصنفاته جميع المجالات الشرعية والتاريخية والأدبية، حتى قال السخاوي: وقد قَرأت بخطِّه أَن تصانيفه زادت على مائَتي مجلدة كبار، وقد تنوعت ما بين الكتب التاريخية الشاملة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *