Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع العاشر من محرم، وشهر الله المحرم شهر عظيم من أشهر العام، وهو أحد الأشهر الحُرم التي نهانا فيها مولانا أن نظلم فيهن أنفسنا لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، وقال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى “فلا تظلموا فيهن أنفسكم” اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم، وصوم عاشوراء وإن لم يكن واجبا باتفاق جمهور العلماء، فهو من المستحبات التي ينبغي الحرص عليها، وذلك لوقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه، ولتحري رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال.
“ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء” رواه البخاري، ولأن صيامه يكفر السنة الماضية كما ورد في الحديث، ولحرص الصحابة رضوان الله عليهم على صيام صبيانهم ذلك اليوم تعويدا لهم على الفضل فعن الربيع بنت معوذ قالت “أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار “من أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم” قالت فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار” ولما ورد عن بعض السلف من صيام عاشوراء حتى وهُم في السفر جاء ذلك عن ابن عباس.
وأبي إسحاق السبيعي والزهري وغيرهم رضي الله تعالى عنهم وكان الزهري يقول رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر، فصام النبى صلى الله عليه وسلم، اليوم العاشر فعلا، وهمّ بصيام التاسع، والهم هنا يأتي يحاكي الفعل، فهاتان مرتبتان ثابتتان في السنة، صيام التاسع والعاشر، ففي صيام العاشر إدراك للفضل، وفي صيام التاسع معه تحقيق آكد لمخالفة اليهود، وذهب بعض العلماء إلى أن مراتب صيام يوم عاشوراء ثلاث مراتب، صيام التاسع والعاشر، أو صيام العاشر والحادي عشر، أو صيام التاسع والعاشر والحادي عشر، وذهب فريق من العلماء إلى زيادة مرتبة رابعة، وهي صيام العاشر وحده.
وهنا أمر يكثر السؤال عنه، وهو ما العمل إذا اشتبه أول الشهر؟ فلم يُدرى أي يوم هو العاشر أم التاسع؟ فيقال ما ذكره الإمام أحمد رحمه الله “فإن اشتبه عليه أول الشهر، صام ثلاثةَ أيام، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر، فمن لم يعرف دخول هلال محرم، وأراد الاحتياط للعاشر، بنى على ذي الحجة ثلاثين كما هي القاعدة، ثم صام التاسع والعاشر” ومما يتعلق بيوم عاشوراء ما أحدثه بعض الناس من البدع فيه، فقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمّا يفعله بعض الناس بيوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة، وطبخ الحبوب وإظهار السرور وغير ذلك، فهل في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح؟
وإذا لم يرد في ذلك حديث صحيح، فهل يكون فعل ذلك بدعة؟ وهل لفعل الطائفة الأخرى من المآتم والحزن والعطش وغير ذلك من الندب والنياحة وشق الجيوب، هل لذلك أصل أو لا؟ فأجاب رحمه الله، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة، ولا عن التابعين، لا صحيحا ولا ضعيفا، ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث، ومقتل الحسين رضي الله عنه يوم عاشوراء، وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك.
Peut être une image de 1 personne
J’aime

Commenter

0 commentaires

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *