Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع العاشر من محرم، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث، ومقتل الحسين رضي الله عنه يوم عاشوراء، وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك، فقال رحمه الله، فصارت طائفة جاهلة ظالمة إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر موالاته، وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية ويشير إلى فعل الروافض فكل ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتما، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد للحزن والتعصب.
وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، ثم ختم كلامه رحمه الله بهذه الكلمة، وشر هؤلاء يعني الروافض، وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام، وأما سائر الأمور مثل اتخاذ طعام خارج عن العادة، أو تجديد لباس وتوسيع نفقة، أو شراء حوائج العام ذلك اليوم، أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به أو قصد الذبح، أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب، أو الاكتحال، أو الاختضاب أو الاغتسال، أو التصافح، أو التزاور، أو زيارة المساجد والمشاهد ونحو ذلك فهذا من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون.
ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين، وعن أبي بكرة رضي الله عنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حُرم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان ” رواه البخاري ، وقال الحسن إن الله افتتح السنة بشهر حرام ، وختمها بشهر حرام ، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرَّم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ ” فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا لله، فنحن نصومه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فنحن أحق وأولى بموسى منكم” فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه” وقال “خالفوا اليهود، صوموا يوما قبله أو يوما بعده” وفي رواية “ويوما بعده معه” وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم “لئن بقيت إلى قابل لأصومنّ التاسع مع العاشر” وسئل عن صيامه فقال صلى الله عليه وسلم “أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” ولقد كان نبى الله موسى بن عمران عليه السلام في دعوته لفرعون وجنوده في كرب ومضايقات، فقد كان فرعون معاندا ومتكبرا على خالقه، ولا خاف الانتقام، وتكبر وطغى وأعرض عن طاعة المولى، فكرر عليه موسى الدعوة والإنذار، والتحذير من بطش العزيز الجبار، ولكنه أصر على العناد والطغيان.
فأرسل الله عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات، ولكن من سبقت عليه الشقاوة فلا يؤثر فيه الكلام ولا حيلة فيه وجاء بالسحرة من كل مكان، فلما رأى الحق ظهر وبان ودحضت حجته، وانعكست القضية، وأسلمت السحرة، وآمنوا برب العالمين الكبير المتعال، فوجه قوته إلى الانتقام من المؤمنين من السحرة الذين آمنوا بالله ولم يوافقوه، فعذبهم، ولكن بقوا على إيمانهم بالله، ولم يتحولوا عنه لتعذيب فرعون لهم لما رأوا الآيات الباهرات، ولو قطع أيديهم وأرجلهم وصلبهم في جذوع النخل، ففازوا عند ربهم بالجنات، وأما فرعون اللعين فقد استبدل معركة الكلام بمعركة القوة والبطش بموسى وقومه، فاضطر موسى وقومه إلى البحر.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *