Share Button
فى طريق النور ومع ثمرات ذكر الله عز وجل “الجزء الخامس “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع ثمرات ذكر الله عز وجل، وبالغفلة يخترق الشيطان الإنسان، وإذا ذكر العبد ربه يخنس الشيطان، يخنس عدو الله، يتصاغر وينقمع، لهذا سمي الوسواس الخناس، ومعنى خناس أنه لمجرد أن تذكر الله عز وجل يخنس، ويتراجع، وينمحق، فيقول ابن عباس رحمه الله تعالى ورضي عنه” الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله تعالى خنس” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “ما عمل أدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل” رواه احمد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام ” ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة” رواه مسلم.
ولو أنك ذكرت الله عز وجل وهذه كلمة واسعة جدا فإذا شرحت لهم آية فهذا من ذكر الله، وإن شرحت حديثا صحيحا شريفا فهذا من ذكر الله، إن رويت قصة صحابي جليل فهذا من ذكر الله، وإن بينت حكما فقهيا فهذا من ذكر الله، وإن شرحت آية كونية فهذا من ذكر الله، فإن أي موضوع يقربك إلى الله عز وجل فهذا من ذكر الله، فما من قوم يجلسون مجلسا لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن أنتن من جيفة حمار، فالدنيا تفرق وذكر الله يجمع، والدنيا توحش، وقد لا تجد خبرا سارا، وقد لا تجد خبرا مريحا، المسلمون في محنة اليوم، فإذا ذكرت الله عز وجل شحذت الهمة، وقوي العزم، وانعقد الأمل بالله عز وجل، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم” رواه الترمذي، ولابد من وقفة قليلة عند ” يصلوا على نبيهم” فإنهم لم يذكروا فضل هذا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا سنة هذا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا أفعال هذا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا شمائل هذا النبي صلى الله عليه وسلم، أم لم يعرفوا رسولهم صلى الله عليه وسلم، فهو القائل ” ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم” رواه الترمذي، فإن كنت في نعمة فاشكر، وشكر النعمة أن تعزوها إلى المنعم، وأن يلهج لسانك بها، وأن تصرفها في طاعة الله.
وإن كنت في محنة لا سمح الله فاصبر، وأركان الصبر أن تحجب نفسك عن سوء الظن بالله، وأن تمنع لسانك عن الشكوى، ولا تشكو الله إلى الناس فتشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم، ويعاب من يشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم، وأن تستغفر الله عز وجل فعندئذ تنقلب المحنة منحة، وأما في الذنب فأنت في بحبوحتين، إن كنت في طاعة لله فأنت في بحبوحة الحفظ، وإن زلت القدم لا سمح الله أو قصر الإنسان فهو في بحبوحة الاستغفار، وعن الأغر بن أبي مسلم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يقعد قوم يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده، فعليكم أن تدققوا في لقاء بسيط فيه ذكر الله عز وجل.
ففي ذكر الله ترتاح النفوس، تطمئن القلوب، يمتلئ القلب أملا بالله عز وجل، يمتلئ القلب محبة لله عز وجل، وأن هذا التوجيه واسع جدا فإنه أى حقيقة عرضتها، أو استمعت إليها تقربك إلى الله عز وجل فهذا من ذكر الله عز وجل وهكذا يقول صلى الله عليه وسلم “إلا حفتهم الملائكة” ألهمتك الملائكة رشدك، وهذا من فضل الله عز وجل “وغشيتهم الرحمة” والرحمة حدث عنها ولا حرج، مطلق عطاء الله، راحة القلب رحمة، طمأنينة القلب رحمة، الثقة بالله رحمة، الثقة بالمستقبل رحمة، الطمع في الجنة رحمة، الصحة رحمة، الأولاد الأبرار رحمة، الزوجة الصالحة رحمة، الرزق الوفير رحمة، السمعة الطيبة رحمة، مطلق عطاء الله، تغطي الجوانب المادية، والمعنوية، والنفسية.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *