Share Button

فى طريق النور ومع ثمرات ذكر الله عز وجل “الجزء السادس “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع ثمرات ذكر الله عز وجل، فإن السمعة الطيبة رحمة، ومطلق عطاء الله، تغطي الجوانب المادية، والمعنوية، والنفسية، والاجتماعية، والعاجلة، والآجلة “وغشيتهم الرحمة” ونزلت عليهم السكينة وهذه السكينة من وصل إليها وصل إلى كل شيء، ولو فقد كل شيء، ومن خسرها خسر كل شيء ولو كان معه كل شيء “حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده” رواه مسلم، وقد جاء صحابي إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بها كلها، فأخبرني بما شئت أتشبث به ولا تكثر عليّ فأنسى؟ وفي رواية إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، وأنا كبرت.

 

فأخبرني بشيء أتشبث به فقال عليه الصلاة والسلام “لا يزال لسانك رطبا بذكر الله” وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل “أي العباد أفضل وأرفع درجة عند الله يوم القيامة؟ قال الذاكرون الله كثيرا، قيل يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله ؟ أي الذاكر ذكرا كثيرا أفضل من الغازي في سبيل الله ؟ قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى يتكسر، ويختضب دما لكان الذاكرون لله تعالى أفضل منه درجة” رواه الترمذي، فإن حياة القلوب تقوم على ذكر الله عز وجل، فحافظ على إنفاق المال، وأن تكثر من ذكر الله، وأن تجعل الشهور كلها مثل شهر رمضان، أن تحافظ على تلاوة القرآن، أن تحافظ على غض البصر وحفظ اللسان، أن تحافظ على إنفاق المال.

 

وهذه المكتسبات التي كانت في شهر رمضان وينبغي أن تنسحب إلى ما بعد رمضان حتى تلقى الواحد الديان، وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت” رواه البخارى، فالذي لا يذكر الله عند الله ميت، فقال تعالى فى سورة النحل “أموات غير أحياء” فالذي لا يذكر الله فهو ميت بنظر الله عز وجل، فقد يكون جسمه نشيطا، وقد تكون أعضاؤه سليمة، ونبضه جيدا، وضغطه مناسبا، لو فحص جسمه لكان في أعلى درجة، وهو عند الله ميت، لأن حياة القلب بذكر الله عز وجل، لأن الله عز وجل يقول “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” وهذه الآية من أدق الآيات، لو أن الله عز وجل قال تطمئن القلوب بذكر الله.

 

ليست قرآنا، لأن معنى ذلك أن القلب يطمئن بذكر الله، ويطمئن بغير ذكر الله، أما حينما جاءت العبارة على صيغة القصر والحصر “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” لا يمكن أن تطمئن، ولا أن ترتاح نفسك، ولا أن يسكن قلبك، ولا أن تسعد نفسك إلا بذكر الله، فيجب علينا الصبر و حسن الظن بالله عز وجل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى “أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى” رواه البخارى ومسلم، وإذا كان الله معك فمن عليك؟ لو أن أهل الأرض كلهم اجتمعوا على أن يضروك لا يستطيعون، ألم يقل الله عز وجل فى سورة آل عمران “وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا” فإذا وصلنا كيدهم، ونزل بنا كيدهم.

 

وأصابنا كيدهم، معنى ذلك أننا لا نصبر ولا نتقي الله عز وجل، حقيقة مرة وهي أفضل ألف مرة من الوهم المريح، وكما يجب علينا التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة فإنه يملأ القلب أمنا و طمأنينة، وهكذا ورد في الحديث القدسي “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا” رواه البخارى ومسلم، فعليك أن تتحرك نحو الله، واعمل عملا صالحا تبتغي به وجه الله، وأنفق من مالك في سبيل الله، وادعو إلى الله، وأمر بالمعروف وانهى عن المنكر، وأقم حدود الله، كن مسلما متحركا، كن كما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها حينما سئلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت “كان خلقه القرآن” رواه مسلم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *