اذا كان الغرب تفخر ديموقراطياته بالمناظرات بين مرشحي الرئاسه في امريكا او لندن او فرنسا او غيرها فاننا اليوم بين يدي مناظره بين جبلين اشمين وقامتين بلغا المجد وقمتين شامختين تنخلع لذراهما الرقاب هما عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد اذ بعد ان تولي عمر الخلافه عقب وفاه ابي بكر اصدر اول قراراته بعزل قائد جيوش الشام العبقري الملهم خالد بن الوليد سيف الله المسلول الذي هزم المرتدين والفرس وقهر الروم وصان جزيره العرب وضم اليها العراق والشام ولطالما تمسك به ابو بكر وابقي عليه الا ان بعض التصرفات وقعت من خالد دفعت عمر ان يطلب من ابي بكر ان يعزله بدعوي ان سيفه فيه رهق ذلك ان خالدا قاتل قبائل هوازن وسليم المرتدتين فقتلوا اسري المسلمين ومثلوا بجثثهم والقوهم احياء من فوق الجبال وحرقوهم واحزن ذلك الفارس خالد وعاملهم بالمثل واصدر اوامره بقتل وحرق اسري المرتدين ورميهم بالحجاره ورميهم من فوق الجبال قصاصا وتاديبا وحدث ان اسر خالد مالك بن نويره مز بني يربوع المرتدين وكان زعيمهم فامر بضرب عنقه ثم تزوج بزوجته ليلي ام تميم اجمل نساء العرب ثم انه لما عرض عليه مجاعه بن مراره اسيره الصلح صالحه علي ما في اليمامه من ذهب وفضه وسلاح وعلي نصف السبي وعلي حديقه ومزرعه في كل قريه ثم تزوج ابنته بالحاح منه وكان عمر بن الخطاب يشكوا الي ابي بكر هذه الافعال فكان ابو بكر يعزي ذلك بان خالدا تأول فاخطأ وقال كلمته المشهوره اني لا اعزل سيفا سله الله علي الكافرين ثم ان ابا بكر امره ان يفارق ليلي وعنفه علي الزواج من ابنه مجاعه قائلا لعمري يا بن ام خالد انك لفارغ تنكح النساء وبفناءك الف ومئتان من المسلمين لم يجف دمهم بعد وابقاه ابو بكر فتوالت انتصاراته وقال فيه قولته اامدويه عقمت النساء ان يلدن مثل خالد ثم بعد ان أ تم انتصاراته علي دوله الفرس في العراق بعث به الي الشام لقتال الروم فانتصر في موقعتي اجنادين واليرموك وعلا نجم خالد ثم لما توفي ابي بكر وتولي عمر عكف علي محاسبه ولاته في كل الامصار فنقلت اليه الاخبار ان خالدا اغار علي بعض بلاد الروم ورجع بغنائم واسلاب وان الاشعث بن قيس قصد خالدا ومدحه شعرا بقصيده مطوله فكافئه خالد بعشره الاف درهم وكافئ اخرين من ذوي البأس وذوي الشرف وذوي اللسان فعظم الامر علي عمر واستشاط غضبا وكتب الي ابي عبيده يسأل خالدا من اين اعطي الشاعر الاشعث هل من مال الله ام من ماله ام مما اصابه فان زعم انه مما اصابه فقد اقر بالخيانه وان زعم انه من ماله فقد اسرف وامر بعزله علي كل حال وان يقسم ماله نصفين فاستجاب الفارس علي مضض وقال ما انا الذي اعصي الخليفه فاصنع ما بدا لك الا ان خالدا لم يحتمل قرار عزله فذهب الي حمص وخطب في الناس ان عمر استعملني علي الشام حتي اذا كان بثينه وعسلا اثر بها غيري فنهض له رجل فقال صبرا ايها الامير فانها الفتنه فاجاب خالد مسرعا اما و ابن الخطاب حيا فلا وتوجه خالد الي المدينه فلقي الفاروق عمر وبادره بانه شكاه الي المسلمين وقال له بالله انك في امري غير مجمل وساله عمر من اين لك هذا الثراء ؟ فقال الانفال والسهمان وما زاد عن الستين الفا فهو لك فزاددت عشرون الفا فضمها الي بيت المال فهنا وقف خالد وطلب في جرأه وتحد من عمر ان يحاوره امام الناس كافه ويجيب عن سؤاله لماذا عزله فوافق عمر وتواعدا علي مناظره علنيه في المسجد النبوي هي ما سوف تكون محل بحثنا في المقال القادم
⚘🌺عادل رفاعي 🌺⚘