Share Button

 

اجتمع الناس في المسجد النبوي لحضور المناظرة المرتقبة وسجلت كاميرا الأحداث دخول خالد بن الوليد
ومعه نفر من آل المغيره ثم دخل عمر بن الخطاب وصعد المنبر ونظر إلي يساره فإذا عليَّ والزبير وطلحة والعباس وغيرهم من كبار الصحابه وحبس الجميع انفاسه وشخصت الابصار وتعلقت القلوب والعقول بالمتناظرين يترقبون ما ستسفر عنه نتيجه تلك المواجهه بين إثنين من صناديد الدنيا ومزق هذا الصمت صوت عمر بعد أن حمد الله وأثنى عليه فقال سألني خالد أن أجمعكم اليوم ليناقشني امامكم وأناقشه وقد أشفق بعض ذوي الرأي علي كلمة المسلمين أن تفترق ونصحوني ألا أقبل لكني إستخرت الله فقبلت لا بطرا – ولارياء ولا إستخفافا بالفتنة أو استدرارا لها لكني نظرت فوجدتني بين أمرين فإما أن أصدع بالحق وأن الحق من الله وهو سبحانه المسئول أن يجنبنا الفتنة وأن الفتنة من الشيطان وأما أن أصمت ثم أردف أيها الناس لقد أمرت لخالد فنوقش في الشام علي رؤوس الأشهاد ليكون عبرة لغيره من الولاة وأريد اليوم أن أجعل نفسي حجة علي كل من يلي هذا الأمر بعدي فلا يأبي أحدهم أو يستنكف أن يناقشه أحد وقبل أن يرد خالد قفز عمرو بن حفص وقال والله ما أُعذرت يا عمر فلقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلي الله عليه وسلم ووضعت لواءً رفعه وأغمدت سيفا سله الله وقطعت الرحم وحسرت بني العم وفي هدوء وترو وحكمة يرد عمر بلغة الكبير الواثق يا إبن أخي لا تثريب عليك إنك قريب القرابة حديث السن مغضب في إبن عمك وهو بيننا وهو ألحن بحجته منك فليقل هو ما يريد ثم ينادي عمر خالدا هلم ادن مني يا أبا سليمان ليسمع الناس مقالتك ويظهر خالد ويهبط عمر من فوق المنبر ويتساويان ولم لا ! فأحدهما عمر الذي قال عنه الرسول الأكرم أن الحق علي لسان عمر وفي قلبه ولقبه بالفاروق والآخر بطل مغوار وسماه سيف الله المسلول وحين يتهيئ خالد للحديث يدخل المسجد فجأة مسور بن مخرمة مسرعا ناحية عمر يحمل إليه كتابا يقرأه عمر علي الفور فتكتسي ملامح وجهه بالحزن ثم يطوي الكتاب طيا
ويقول لمسور إجلس يابني حتي نسمع خالدا فتعلو أصوات علي وطلحة ونفر غير قليل مطالبة بمعرفة ما في الكتاب وقبل أن يتسرب القلق إلي الجمع الحاضر قال عمر لا تراعوا أن أحدا لم ينزل إلي أرض الساحل و إنما وقفت بضع سفن في عرض البحر تجاه ينبع فأخبروني بذلك ويعلق الزبير لا بد أنها سفن الروم ويكمل طلحة بن عبيد الله هلم بنا لنقاتلهم ويهب خالد ويمد يده إلي عمر بن الخطاب متنازلا عن مطلبه لمواجهة الحدث لكن عمر يصر في حزم علي إستكمال المناظرة حتي يتبين وجه الحق فيرد المقاتل خالد حزينا الآن يا أمير المؤمنين والعدو علي سواحلنا ؟!
إلا أن عمر يصر علي رأيه وقد عزاه أن ذلك أحري بتعجيل يوم الفصل لا تأجيله حتي يكون الناس علي بصيرة من أمرهم حتي إذا انتهت المناظره سار الجميع إلي الروم وقد إجتمع أمرهم وقد اتفقت كلمتهم ويأس الشيطان أن يفرق بينهم وهنا تدخل علي وطلحة في محاولة لتأجيل المواجهة إلا أن عمر يصر علي رأيه ويجهر بقولته لا والذي نفس عمر بيده لو قيل لي أن الروم قد بلغوا وادي القري ما نهضت لهم حتي تنتهوا مما بيني وبين خالد بحكمكم إنما أستدفع الخطر بما أصنع فيذعن الجميع لرأي عمر فيلتقط خالد طرف الحديث ليقول في زهو يا معشر المسلمين إني ليحزنني أن الروم قد حدثوا أنفسهم بالنزول في سواحلنا ليغزونا في عقر دارنا وما كانوا ليجرؤا علي ذلك لو أن أمير المؤمنين قد تركني أضرب في أرض الروم كما شئت حتي أقرع أبواب القسطنطينية علي هرقل فيبتسم عمر ويقول ما كان ذلك ليمنع الروم عن غزو جزيرة العرب فإنهم لا يغزوننا من أرضهم بل من مصر وقد أشفقت علي المسلمين أن يقحم بهم في المهالك وينظر خالد إلي جمهور الحاضرين ويقول مندهشا سبحان الله أن كان مثلي يقود الجيش إلي الهلكة فمن ذا يقوده إلي العزه والنصر؟! فيجيب عمر مسرعا من هذا الزهو أشفقت عليك يا خالد وعلي الناس فيرد خالد لو كنت مكاني لما ملكت الزهو يقول عمر إذا حاسبت نفسي ولعرفتها قدرها لولا الإسلام يا خالد لكان منتهي الشرف عند أحدنا أن يؤذن له بالدخول علي أحد عبيد قيصر أو كسري فيرد خالد هذا حق لا أحد منا ينكره فيعاجله عمر لو استشعرته حقا لتخلصت من زهوك ولعلمت أن الله هو الذي ينصر دينه لا أنت فيعلو الغضب وجه خالد وهو يصيح ما ضر يا عمر أن ينصر الله دينه علي يدي وعلي أيدي المؤمنين معي ولكنك تحسدني والحسد شر من الزهو وتسري همهمات في المسجد ويظهر من بينها صوت عبد الرحمن بن عوف مدويا في جنبات المسجد وهو يقول معاذ الله امير المؤمنين يحسدك فينظر خالد إلي عمر إكفني هؤلاء يا أمير المؤمنين فيشير عمر إلي الصحابه الذين ساءهم إتهام خالد لعمر بالحسد ان يكفوا السنتهم عن خالد ويقول له لقد علمت يا خالد انك تظن بي هذا الظن بل عسي ان يكون غيرك قد ظن بي مثل الذي ظننت والله يغفر لك ولهم والله لقد قالت لي نفسي غداة أردت أن أعزلك لا تفعل يا عمر والا ظن الناس بك الحسد فهممت أن أنصاع لامرها لولا أن قلت لنفسي فماذا انت قائل لربك غدا إن خشيت الناس وهو احق أن تخشاه ؟؟
ويصمت عمر قليلا ثم ينظرفي عيني خالد ويقول ويحك يا أبا سليمان علي أي شئ أحسدك علي مناقبك أم معايبك ؟ أما مناقبك ففي سبيل الله ولاعلاء كلمته ومن أجلها وليتك
وأما معايبك فمن آثار الجاهلية ومن أجلها عزلتك لكن خالد يصر علي قولته بل غرت مني فيقول عمر يا خالد أن الغيرة أخت الحسد ويطوف بخلد عمر ان الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم قال ان الحاسد عدو لنعمة الله متسخط لقضائه غير راض بقسمته فيرد خالد لقد خشيت أن أنازعك الأمر فيرد الفاروق وقسمات وجهه تنطق بالصدق والصراحة أما هذا فنعم لقد خشيت ان تشق عصا المسلمين فيضرب بعضهم رقاب بعض فيرد خالد مغاضبا يا عمر أليس لي دين يمنعني من ذلك ؟؟
أو تظن إني إذ تأخر اسلامي عن إسلامك لا اخلص لديني إخلاصك ؟؟
فيسارع الفاروق معاذ الله يا أبا سليمان لكن الشيطان يوسوس للمؤمن كما يوسوس للكافر وليجدن سبيله من زهوك واستعلائك وفتنة الناس بك فيسارع خالد في دفع التهمة قائلا والله لو كان بي أن أنازعك الأمر لفعلت ولما اعوزني اعوان أو أنصار فيرد عمر صدقت يا خالد ولكني احتطت لدين الله وللناس وحق علي ولي الامر ان يحتاط لهم فيرد خالد أتحتاط لهم من وهم كاذب؟ فيقول عمر ليس بوهم كاذب لقد اعلنته علي الناس بالشام وقلت أما و إبن الخطاب حي فلا اليس هذا ما قلته ؟ قال خالد بلي فقال عمر فماذا أردت الي ذلك ؟ خالد هذا قول صريح لا يحتاج الي بيان فيقول عمر اتنتظر حين يموت ابن الخطاب فتقوم إذن بالفتنه فيقول خالد ليس لك أن تحاسب الناس في حياتك وبعد مماتك وهنا تعلوا بعض اصوات مؤيدي خالد تشايعه وتؤمن علي مقالته فيعلو صوت عمر ويحك أما أني لا احاسبك من أجل نفسي بل من أجل الناس فيرد خالد سيكون للناس راع يهتم لامرهم من بعدك فهذا شأنه لا شأنك فيرد عمر في حزم كلا بل شأني لقد سمعت ناعق الفتنه في عهدي فحق الا اتركه حتي امسك بعنقه حتي لا يزعج الناس بعدي بنعيقه ولقد جاءك امري وانت في الشام ان تكذب نفسك فلم تفعل ثم ابتسم عمر وهو يعلق رحم الله امرأً روجع إلي الحق فرجع ولكن بلغني إنك استشرت أختك فاطمه بنت الوليد فاشارت عليك بالا تفعل ويحك يا ابا سليمان االنساء تستشير ؟ وما أن هم خالد بالرد حتي دهمنا سيف الوقت فالي الغد نستكمل باقي الحوار وإلي أن نلتقي نستودعكم الله الذي لا تضيع لديه الودائع

🌷🌷عادل رفاعي 🌷🌷

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *