Share Button

فى طريق النور ومع خامس الخلفاء الراشدين ” الجزء الخامس عشر”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس عشر مع خامس الخلفاء الراشدين، وكانت من صفات عمر بن عبد العزيز الجليله وأفعاله الكريمه والتى كان منها هو تدوين الحديث النبوى، علما بأنه قد نهى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن كتابة غير القرآن الكريم في أول الأمر، وكان ذلك مخافة اختلاط غير القرآن به، واشتغال الناس عن كتاب ربهم بغيره، ثم جاء بعد ذلك الإذن النبوي بتدوين الحديث الشريف فنسخ الأمر، وصار الأمر إلى الجواز، وقد ثبت أن كثيرا من الصحابة قد أباحوا تدوين الحديث الشريف، وكتبوه لأنفسهم، وكتب طلابهم بين أيديهم، وأصبحوا يتواصلون بكتابة الحديث الشريف وحفظه، ولعل طلائع التدوين الرسمي للحديث النبوى، أي الذي قامت به جهة مسؤولة فى الدولة الإسلامية.

وكان ذلك على يدي عبد العزيز بن مروان وهو والد عمر، وكان ذلك عندما كان أميرا على مصر، وأن التدوين الذى آتى ثماره هو ما قام به أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وقد تجلى ذلك في إرشاداته لكتابة العلم وتدوين الحديث، وأوامره للخاصة والعامة بذلك، فمن إرشاداته قوله أيها الناس، قيدوا النعم بالشكر، وقيدوا العلم بالكتابة، وقد أصدر عمر أوامره إلى بعض الأئمة العلماء بجمع سنن وأحاديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حمله على ذلك ما رآه عند كثير من التابعين في إباحة كتابة الحديث، وهم قد حملوا علماً كثيرا، فخشي عمر على ضياعه، وخشي من فشوّ الوضع ودسّ الأحاديث المكذوبة وخلطها بالصحيح من كلام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وكان ذلك بسبب الخلافات المذهبية والسياسية، وإلى هذا يشير كلام الإمام الزهرى لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها، ما كتبت حديثا ولا أذنت في كتابه، وقد رأى الزهرى هذا كان رأي كثير من أئمة ذلك العصر، حيث خافوا على الحديث النبوي الشريف من الضياع، واختلاطه بالمكذوب، مما حفز العلماء على حفظ السنة النبويه بتدوينها، وجاء رأي السلطة العليا ممثلا بالخليفة عمر بن عبد العزيز، فاتخذ خطوة حاسمة بتدوين الحديث النبوي، وجعل من مسؤوليات الدولة حفظ السنة المطهرة، وقد كتب عمر إلى الإمام أبي بكر بن حزم، وهو أمير المدينة وأعلم أهل زمانه بالقضاء، يأمره بذلك، ففي صحيح البخارى وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم.

يقول له انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم ما لم يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا، وقد روى ابن سعد عن عبد الله بن دينار قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أنظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سنة ماضية أو حديث عمرة بن عبد الرحمن، فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب أهله، وكما وجه كتابا بهذا الشأن إلى الإمام ابن شهاب الزهري، فقد ذكر ابن عبد البر عن ابن شهاب قال أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن، فكتبناها دفترا دفترا.

فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا، وقد روى أبو عبيد أن عمر أمر ابن شهاب أن يكتب له السنة في مصارف الزكاة الثمانية، فلبّى الزهرى أمره، وكتب له كتابا مطولا يوضح ذلك بالتفصيل، ومن هنا قال ابن حجر العسقلانى وأول من دوّن الحديث ابن شهاب الزهرى على رأس المائة بأمر عمر بن عبد العزيز، ثم كثر التدوين ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير، فلله الحمد، بل إن عمر وجّه أوامره إلى أهل المدينة جميعا يأمرهم ويحثهم على جمع الحديث، ويشارك في هذا كل من لديه علم، ولو كان بضعة أحاديث، فقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة أن انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاكتبوه، فإني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله.

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏، ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، ‏شجرة‏‏‏ و‏نص مفاده '‏‎REDMI NOTE 9 PRO ALQUAD CAMERA‎‏'‏‏
أعجبني

 

تعليق

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *