Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع الملك سرجون الأكدى، وقد سمي بسرجون الاكدي نسبة إلى مدينة أكاد التي بناها وجعلها عاصمة لامبراطوريته، ولكن يقال بأن اينشاكوشانا ملك أوروك هو الذي بنى مدينة أكاد وان سرجون الاكدي اعتمدها كعاصمة له بسبب وجود معبد الالهة إنانا فيها والذي يعتقد بان اينشاكوشانا هو جد سرجون وهناك من يقول ان اينشاكوشانا هو الملك نمرود الذي ذكر في التوراة والذي يقول النص التوراتي بان نمرود كان ابتداء مملكته في بابل وثم بنى أكاد وأوروك وكلنة وكذلك هناك من ينسبون بأن سرجون الاكدي هو الذي بنى مدينة بابل مقابل مدينة كيش وكذلك فان اخذ من تراب مدينة بابل ونقله إلى أكاد عاصمته إذ كان يظن بان بابل هي مدينة مقدسة، وأما عن إنانا فهي إلهة بلاد الرافدين القديمة المرتبطة بالحب والجمال والجنس والرغبة والخصوبة والحرب والعدالة والسلطة السياسية، وكانت تعبد في الأصل في سومر.

وعبدها لاحقا الأكاديون والبابليون والآشوريون تحت اسم عشتار، وكانت تعرف باسم ملكة السماء، وكانت ربة معبد إينا في مدينة الوركاء، والتي كانت لها مركز عبادة رئيسية، ولقد ارتبطت بكوكب الزهرة وكان من أبرز رموزها الأسد والنجمة ذات الثماني نقاط، وكان زوجها هو الإله دوموزيد وهو المعروف لاحقا باسم تموز، وسوكالها، أو المرافقة الشخصية لها، وهي الإلهة نينشوبور وهى التي أصبحت فيما بعد الإله الذكر بابسوكال، وكانت إنانا تعبد في سومر على الأقل منذ فترة الوركاء حوالي أربعة ألاف سنة قبل الميلاد، ولكنها كانت لديها مجموعة صغيرة من التابعين العباد قبل فتح سرجون أكاد، وخلال حقبة ما بعد السرجونية، أصبحت واحدة من أكثر الآلهة الموقرة على نطاق واسع في المعبد السومري، بالأضافة إلى المعابد في جميع أنحاء بلاد الرافدين، وقد استمرت عبادة إنانا وهى عشتار، والتي ربما كانت مرتبطة.

بمجموعة متنوعة من الطقوس الجنسية، من قبل الأشخاص الناطقين باللغة الشرق، السامية الذين خلفوا السومريين في المنطقة، وكانت محبوبة بشكل خاص من قبل الآشوريين، الذين رفعوها لتصبح أعلى ألوهية من آلهتهم، متقدمة في ذلك على إلههم آشور، وقد تمت الإشارة إلى إنانا في التوراة العبرية، وقد أثرت بشكل كبير على الإلهة الفينيقية عشتروت، التي أثرت لاحقا على تطور الإلهة اليونانية أفروديت، وقد استمرت عبادتها في الازدهار حتى تدهورها التدريجي بين القرنين الأول والسادس الميلادي في أعقاب المسيحية، على الرغم من أنها حافظت على صيتها في أجزاء من بلاد الرافدين في أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وتظهر إنانا في عدد من الأساطير أكثر من أي ألهة سومرية أخرى، وتتضمن العديد من أساطيرها السيطرة على مجالات الآلهة الأخرى، وكان يعتقد أنها سرقت موضوعات تمثل جميع الجوانب.

الإيجابية والسلبية للحضارة، من إنكي، وهو إله الحكمة، وكان يُعتقد أيضا أنها استولت على معبد إينا من آن، وهو إله السماء، إلى جانب شقيقها التوأم أوتو وهو المعروف لاحقا باسم شمش، وكانت إنانا هي المنفذ للعدالة الإلهية، وقد دمرت جبل إيبي بسبب تحدي سلطتها، وأطلقت غضبها على البستاني شوكاليتودا بعد أن اغتصبها في نومها، وتعقبت امرأة العصابات بيلولو وقتلتها في القصاص الإلهي لقتلها تموز، وفي النسخة الأكادية القياسية من ملحمة جلجامش، تطلب عشتار من جلجامش أن يصبح قرينها، وعندما يرفض، فقد أطلقت العنان لثور السماء، مما أدى إلى وفاة كل من أنكيدو و جلجامش المحكم بموته، وإن من أشهر أساطير إنانا هي قصة نزولها إلى كور، والعودة إلى عالمها السومري السفلي، وهي أسطورة تحاول من خلالها التغلب على مجال شقيقتها الكبرى إريشكيجال، وهى ملكة العالم السفلي.

لكنها تعتبر مذنبة من قبل قضاة العالم السفلي السبعة الذين تم قتلهم، وبعد ثلاثة أيام، ناشد نينشوبور مع جميع الآلهة إعادة إنانا، لكنهم جميعا رفضوا باستثناء إنكي، الذي يرسل كائنين بلا جنس لإنقاذ إنانا، ويرافقون إنانا إلى خارج العالم السفلي، لكن غالا، حامي العالم السفلي، يجر زوجها تموز إلى العالم السفلي كبديل لها، ويُسمح لتموز في النهاية بالعودة إلى الجنة لنصف السنة بينما شقيقته جشتينانا تبقى هناك، في العالم السفلي، للنصف الآخر، مما أدى إلى دورة الفصول، وأما عن إينشاكوشانا أو إين شا كوش أنا، وهو ملك سومري من سلالة أوروك الثانية من أواخر الآلفية الثالثة قبل الميلاد حسب قائمة الملوك السومريين، وفد حكم لمدة ستين سنة، وضم إلى حكمه المدن السومرية من خمازي واكاد وكيش ونيبور وقد وحد كامل بلاد سومر ولقب نفسه برب سومر وملك كل الآرض وأمير إقليم أوروك وملك إقليم أور، واشتقت هذه الكلمة لاحقا الملوك البابليين.

الذي عرفوا نفسهم بملك بلاد سومر وأكاد، وقد خلفه في الحكم لوغال كينيشي دودو الذي أسقطه إياناتوم ملك لكش، إلا أن لوغال كينيشي دودو عاد لمعاداته إياناتوم بعد أن سيطر على مدينة أوما، وأما عن نمرود فهو ملك شنعار وكان وفقا لسفر التكوين وسفر أخبار الأيام ابن كوش وهو ابن حفيد نبى الله نوح عليه السلام، وهو يُذكر في الإنجيل بأنه كان جبار فى الأرض، ويرتبط اسم نمرود بالعديد من آثار بلاد الرافدين، وكما جاء ذكره في المدراش، وفي الثقافة الرائجة ويشار إلى النمرود بأوصاف مثل أول جبار في الأرض، وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة الذين ذكروا في القرآن الكريم، وهو من الملوك الكافرين، وهو أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض وأدعى الربوبية، وكان ملكه أربع مائة سنة فطغى وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا، ولقد رأى حلما طلع فيه كوكب في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبق ضوء.

فقال الكهنة والمنجمون في تأويل الحلم أنه سيولد ولد يكون هلاكك على يديه، فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة، وقد ولد نبى الله إبراهيم عليه السلام، ذلك العام فأخفته والدته حتى كبر وعندها تحدى عبادة نمرود والاصنام، ويشرح المفسرون أن نبى الله إبراهيم عليه السلام، وملك يدعي الألوهية تواجها لإظهار الإله الحقيقي الذي يستحق العبادة، أهو الملك أم الله، مفسرين بأن هذا الملك هو النمرود، وعندما فشل الملك في محاججته، أمر بحرق إبراهيم بالنار والتي تحولت على إبراهيم بردا وسلاما، وعن موت النمرود، فقد ذكر ابن كثير، فقال وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكا يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه ثم دعاه الثانية فأبى ثم الثالثة فأبى وقال، اجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، وأرسل الله عليهم بابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *