Share Button

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

إن الصلاة أول الإسلام وآخره ومن عظم منزلة الصلاة هو كثرة ذكرها في القرآن الكريم، فتارة تخص بالذكر، وتارة تقرن بالزكاة، وتارة بالصبر، وتارة تقرن بالنسك، ثم إن وجوبها عام على الذكر والأنثى والحر والعبد، والغني والفقير، والمقيم والمسافر، والصحيح والمريض، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد من أعماله يوم القيامة، وهي آخر ما يفقد العبد من دينه، وهي توأم الدين، ولا يستقيم دين إلا بها، وان الصلاة هى أول فريضة فُرضت على الأمة بمكة المكرمه، بعد استقرار العقيدة في قلوب المسلمين، وكما أنها فُرضت على الأمة بغير واسطة، بل عرج بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى تلقى فرضيتها مخاطبة مع الله سبحانه وتعالى، وهي خمس صلوات في اليوم والليلة في العمل، وخمسون في الأجر.

وعن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه ” أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لما فرضت عليه الصلاة وهو في السماوات، فُرضت عليه خمسون صلاة، فما زال يراجع ربه في التخفيف حتى بلغت خمساً، فلما ولّى نودي، هي خمس فى العمل، وهي خمسون فى الأجر، لا يبدل القول لدي، الحسنة بعشر أمثالها ” رواه البخارى وسلم، والصلاة عمود الدين ولا يقبل أي عذر لتاركها طالما كان قادرا على أدائها، ولا تسقط عن أي رجل بالغ عاقل، بينما تسقط عن المرأة في حالة الحيض والنفاس، ولا تؤمر بقضائها بعد أن تطهر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر” رواه مسلم، وإن الصلاة فيها ثلاث خصال.

فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة، وهو الإخلاص والخشية وذكر الله، فالإخلاص يأمر بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر القرآن الكريم يأمره وينهاه” ومن فضل الصلاة أنها تنهى من حافظ عليها بمتطلباتها عن الفحشاء والمنكر، فقد قال ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم: ” من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بُعداً ” وإن الصلاة في الإسلام هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وذلك لأنها أول فريضة بعد الإخلاص لله بالعبادة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً ” .

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً: ” رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ” والصلاة واجبة على كل مسلم، بالغ، عاقل، ذكر كان أو أنثى، وقد فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة المنورة في السنة الثانية قبل الهجرة، وذلك أثناء الإسراء والمعراج، ولقد أعطى الإسلام الصلاة منزلة كبيرة فهي أول ما أوجبه الله من العبادات، كما أنها أول عبادة يحاسب عليها المسلم يوم القيامة وقد فرضت ليلة الإسراء والمعراج، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال ” فرضت الصلاة على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليلة أسرى به خمسين صلاة، ثم نقصت حتى جعلت خمساً، ثم نودى يا محمد إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين ” .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الصلاه ” أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله ” وتؤدى الصلاة خمس مرات يومياً فرضا على كل مسلم بالغ عاقل خالي من الأعذار سواء كان ذكرا أو أنثى، بالإضافة لصلوات تؤدى في مناسبات مختلفة مثل: صلاة العيدين وصلاة الجنازة وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف، والصلاة هي وسيلة مناجاة العبد لربه سبحانه وتعالى، وهي صلة بين العبد وربّه، وأما عن صلاة الجمعة فهي صلاة تقام كل يوم جمعة بعد دخول وقت صلاة الظهر في منتصف النهار بعد زوال الشمس، ويشترط أن يتقدمها خطبتان قبل الصلاة، يبدأ الخطيب بخطبة الجمعة الأولى ثم يجلس بفاصل يسير ثم يقوم للخطبة الثانية، وصلاة الجمعة صلاة جهرية تتكون من ركعتين فقط.

وهي الصلاة الجهرية الوحيدة في وضح النهار دون بقية الصلوات النهارية، وصلاة الجمعة فرض عين على كل المسلمين الذكور الأحرار البالغين المقيمين المستوطنين في أبنية إن كانوا غير معذورين، واختلف فقهاء الإسلام على تحديد أقل عدد تجب به صلاة الجمعة فمنهم من قال إن كان في بلدة من البلدات أربعون ممن تنطبق عليهم الشروط السابقة فتجب عندها صلاة الجمعة ومنهم من أوجبها بأقل من ذلك العدد وهناك من قال إنها من الممكن أن تعقد بمصليين اثنين، وأما عن خطيب الجمعة، فهو الشخص الذي يلقي الخطبة على المسلمين المصلين قبل صلاة الجمعة، وقد اختلف العلماء في كيفية وحكم أداء صلاة الجمعة للمسافر، وجاءت آرائهم على النحو الآتي: فقد جاء إجماع أهل العلم على أنه لا يجب إقامة صلاة الجمعة على المسافرين.

وكان ذلك فيما يخص أداء صلاة الجمعة للمسافر إذا ما سمع النداء تبعاً لغيرهم فقد اختلف العلماء في ذلك، وقد اتفق جماهير أهل العلم من أتباع المذاهب الأربعة على أنه لا تجب على المسافر صلاة الجمعة ولو سمعوا النداء، حيث أنهم غير مخاطبين بهذا النداء، وأما الظاهرية فقد ذهبوا إلى أنه من الواجب أداء صلاة الجمعة على من سمع النداء حتى وإن كان مسافرا، وقد إستند العلماء في رأيهم إلى قوله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنهم كتبوا إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، يسألونه عن الجمعة، فكتب إليهم “جمّعوا حيث كنتم” ويوم الجمعة، قد شرع فيه أداء شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام وهي صلاة الجمعة، وهذه الصلاة لها أحكام عظيمه وهى .

أن الله سبحانه وتعالى، قد شرع الاجتماع لها بأكبر عدد ممكن، ولا يجوز التخلف عنها إلا من عذر مرض أو سفر أو خوف، وهي فرض عين يأثم من يتخلف عنها، فتلزم كل مسلم ذكر بالغ عاقل مقيم في البلد أو خارجه إذا كان يسمع، وقد ورد الوعيد الشديد على من يتخلف عن صلاة الجمعة فعن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله يقول على أعواد منبره: ” لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ” رواه مسلم، وعن أبي الجعد الضمري، رضى الله عنه، عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال: ” من ترك ثلاث جمع متهاونا بها طبع الله على قلبه ” رواه أحمد وأبو داود، وعن يحي بن أسعد بن زراره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” من سمع النداء يوم الجمعة فلم يأتها، ثم سمعه فلم يأتها، ثم سمعه فلم يأتها طبع الله على قلبه، وجعل قلبه قلب منافق ” رواه البيهقي، ومع هذا الوعيد الشديد لمن يتخلف عن صلاة الجمعة نجد أن بعضا من الناس اليوم استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله فلم يستجيبوا للنداء في يوم الجمعة وتخلفوا عنها إصرارا، وبعدا عن طريق الخير فاستحقوا بذلك الوعيد الشديد المذكور في الحديث ولا تجب الجمعة على مسافر سفر قصير، لأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه كانوا يسافرون في الحج وغيره فلم يصل أحد منهم الجمعة في السفر مع اجتماع الخلق الكثير، وإذا حضر المسافر الجمعة وصلى مع المصلين أجزأته، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال: ” رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله”، فمتى سقط العمود ذهب الدين .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *