Share Button

 

ونكمل الجزء السابع مع البحر وحبر الأمه عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، وقد وقفنا فى الحديث عن محمد بن الحنفيه، وهو أحد الأبطال الأشداء، وكان ورعا واسع العلم، وثقة له عدة أحاديث في الصحيحين، وكان قائدا كبيرا من قادة المعارك، التي خاضها علي بن أبي طالب في الجمل وصفين حيث حمل الراية وأبلى بلاء حسنا وكان أبوه يعتمد عليه كثيرا في هذه الحروب رغم صغر سنه، لذا ساعدت هذه المرحلة كثيرا على صقل شخصيته، وقيل لمحمد ابن الحنفية ذات مرة، لِم يغرر بك أبوك في الحرب، ولا يغرر بالحسن والحسين؟ فقال: إنهما عيناه، وأنا يمينه، فهو يدفع عن عينيه بيمينه، وقد توفى محمد بن الحنفيه فى أول شهر محرّم فى عام واحد وثمانين من الهجره، وقد اختلف المؤرخون في مكان دفنه.

فمنهم مَن قال: دُفن بين مكة والمدينة، ومنهم مَن قال: دُفن في الطائف، ومنهم مَن قال: دُفن في مقبرة البقيع، وأما عن ابن عباس فقد طلب العلم والحديث من الصحابة الكرام، وقرأ القرآن على زيد بن ثابت وأما عن زيد بن ثابت فهو زيد بن ثابت بن الضحّاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة، من المدينة النبوية، وهو الأنصاري، وهو صحابي جليل وكاتب الوحي، وهو شيخ المقرئين، ومفتي المدينة، وقد روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليه القرآن بعضه أو كله، وزيد بن ثابت كانت زوجته هى السيده أم العلاء الأنصارية وهى والدة ابنه خارجة بن زيد بن ثابت، ويوم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة كان يتيما فوالده توفي يوم بعاث.

وقد كان عُمره كان لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلم مع أهله وباركه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء، وكان زيد مثقفا وتفوق في العلم والحكمة، وحين بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم، في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز، يقول زيد ” أُتي بي النبي صلى الله عليه وسلم مَقدمه المدينة، فقيل: هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم ” تعلّم كتاب يهود، فإنّي ما آمنهم على كتابي ” ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حَذقته، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له ” ثم طلب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يتعلم السريانية.

فتعلمها في سبعة عشر يوما، وكان يتابع وحي القرآن الكريم حفظا، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، كل مانزل الوحي عليه، بعث إلى زيد فكتبه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه ” أفرض أمتي زيد بن ثابت ” وقد روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عنه : أبو هريرة، وابن عباس، وقرأ عليه، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، وأبو أمامة بن سهل، وعبد الله بن يزيد الخطمي، ومروان بن الحكم، وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، وابناه: الفقيه خارجة، وسليمان، وأبان بن عثمان، وعطاء بن يسار وأخوه سليمان بن يسار، وعبيد بن السباق، والقاسم بن محمد، وعروة، وحجر المدري، وطاووس، وبسر بن سعيد، وخلق كثير، وقد تلا عليه ابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي.

وغير واحد، وقد كان زيد من حملة الحجة، وكان عمر بن الخطاب يستخلفه إذا حج على المدينة، وكما تعلم إبن عباس القرآن على يد أبي بن كعب، وأبى بن كعب، هو صحابي وقارئ وفقيه وكاتب للوحي وراوي للحديث النبوي الشريف وهو من الأنصار من بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وشهد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وقد جمع أبي بن كعب القرآن، وعرضه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في حياته، وكان أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن الكريم في حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أسلم أبي بن كعب بن قيس بن زيد الخزرجي، وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، ولما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين طلحة بن عبيد الله، وقيل بينه وبين سعيد بن زيد، وقد شهد أبي بن كعب مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وبعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، تفرغ أبي بن كعب للعبادة، إلى أن وجد حاجة الناس إليه، فترك العبادة وجلس ليُعلم الناس، وقد قال مسروق بن الأجدع ” انتهى علم الصحابة إلى ستة، عمر وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن مسعود، ثم انتهى علم الستة إلى علي وابن مسعود ” وقال معمر بن راشد “عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر، وعلي، وأبي بن كعب ” وقداختلف في وقت وفاة أبي بن كعب، فقيل مات بالمدينة المنورة سنة اثنين وعشرين من الهجره، وقيل سنة تسعة عشر من الهجره، وقيل أقوال غير ذلك.

وقد شهد عتي بن ضمرة يوم وفاته، فقال “رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم، فقلت ” ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم، ما أنت من أهل البلد؟ قلت، لا، قال ” فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب، وكان أبي بن كعب ممن يُحسنون الكتابة من العرب في الجاهلية قبل الإسلام، وكانوا معدودون، فاختاره النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون كاتبه الأول للوحي من الأنصار، وقد جمع أبي بن كعب القرآن في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وعرضه عليه، وقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” خُذُوا القرآن من أربعة، من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة ” وقال أنس بن مالك، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب

” إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، قال ” الله سماني لك؟ قال: نعم، قال، وذُكرت عند رب العالمين؟ قال، نعم ” فذرفت عيناه ” وقال أيضا ” جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي ” وكما روى أنس عن النبي محمد أنه قال ” أقرأ أمتي أبي ” وكان أبي يُتم قراءة القرآن في ثمان ليال، وقد عرض عبد الله بن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن السائب وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السُلمي وأبو العالية الرياحي القرآن على أبي بن كعب، فأجازهم، وقد زعم محمد بن سيرين أن عثمان بن عفان، لما أراد جمع القرآن، أسند تلك المهمة إلى اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت.

وقد كان أبي رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، نحيفا، أبيض الرأس واللحية، وكان امرءا فيه شراسة، وقد ترك من الولد الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو الدوسية، وعبد الله وأم عمرو لم يُذكر اسم أمهاتهم، وأما عن عبد الله بن عباس فقيل أنه كان يسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من الصحابة، وكان لابن عباس مجلس كبير في المدينة يأتيه الناس لطلب العلم، وكان يُقسم مجلسه أيامًا ودروسا، فيجعل يوما للفقه، ويوما لتفسير القرآن، وأما عن معنى يوم للمغازي، وهى غزوات العصر النبوي الشريف، أو كما أطلق عليها المؤرخون غزوات النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد بدأت مع ظهور الدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي بعد هجرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى يثرب.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *