Share Button

شعر:

رافع آدم الهاشميّ

………

بسمِ الله الرّحمن الرّحيم، وَ به نستعين في جميعِ أُمورِ الدُّنيا و الدِّين، وَ صلّى اللهُ على سيِّد الخلقِ أجمعين، قائدنا وَ مُعلِّمِنا وَ حبيبنا النبيّ الهاشميّ الصادق الأَمين، وَ على آلهِ الطيّبين الطاهرين، وَ صحبه الأخيار الْمُنتَجبين، وَ سلَّمَ تسليماً كثيراً.

أَمَّا بعدُ:

فهذهِ قصيدةٌ شِعريَّةٌ تتأَلَّفُ مِن (38) ثمانٍ وَ ثلاثينَ بيتاً من الشِّعر العربيِّ العموديِّ الفصيحِ؛ نَظمتُهَا حُبَّاً في اللهِ خَالِقي تقدَّسَت ذاتُهُ وَ تَنَزَّهَت صِفاتُهُ، راجياً منهُ أَن يَمُنَّ عَليَّ بكَرَامَاتهِ النُّورانيَّة مدى الحياة دُونَ اِنقطاعٍ إِن شاءَ اللهُ تعَالى..

أَقولُ:

سأَلَ الجَوَى صِدقاً وَ ليسَ ترائيا … عَلَّ الجَوابَ يُزِيلُ عَنِّيَ دائيا

مَا لي أَرى مَا لا تراهُ وَ تَشتكي … مِنِّي الدموعُ الساكِباتُ بُكائِيا

إِنـِّي اِختبرَتُ الْعُمْرَ في ليلٍ غَدَا … دهراً طويلاً غائِراً برِدائِيا

إِذ قَدْ بَدَا جُرْحٌ تَوَارَى حانِقَـاً … لَمَّا رأَيتُ مِنَ الليالي دَوَاهيا

يَا جَارَةً أَبدَتْ مفاتِنَهَا الَّتي … أَضحَتْ رُفاتاً في القُبورِ فَبَاليا

مَا غَرَّني أَبداً وَ مَنْ خَلَقَ السَّما … خِصرٌ وَ نَهْدٌ كَان يومَاً عَاليا

لا مَا اكترَثتُ برمشِ مَنْ كَانت وَ لا … أَبصرتُ فيهَا ذا جَمَالاً فَانيا

إِنِّي استعذتُ بمَنْ يُعيذُ فزَادَني … صَبراً على الآهَاتِ صَبراً قاسيا

يَا جَارتي يَا مَنْ مَلَكتِ مَفاتِنَاً … سَحَرَتْ جَمَالاً بارِعَاً مُتَباهِيا

كَمْ كُنتِ تُبدينَ الْمَفاتِنَ فِتنةً … كُشِفَتْ سريعاً حَينما بانَتْ لِيا

تاللهِ قَدْ حُزتِ الْجَمَال بنكهَةٍ … زادَتْ جَمَالاً في الشمائلِ طاغيا

للهِ مِنْ تِلكَ الْمَحَاسِنِ قَدْ بَدَتْ … نوراً تلأَلأَ في الثنايا صَافيا

طَافَتْ بهَا الأَعباقُ مِنْ قَطرِ الندى … ثــَمَّ استَطَابَ الْمِسكُ عِطراً غانيا

وَ تَبَسَّمَتْ في ثغرِهَا ورداً أَتى … رِيحَاً مِنَ الأَوهَامِ يَخدَعُ دَانيا

مَنْ ذا أَتاهَا يرتجي وِطراً وَ لَمْ … يُمسي إِذا مَا قَدْ عَلاهَا زانيا؟!

قَدْ ظَنَّ أَنَّ الوِطرَ مِنهَا ناجِعٌ … حينَ اعتلاهَا قاصِداً مُتَصَابيا

يلهو بتحتِ الْعَكنَتينِ وَ يَشتَهي … حَرثاً بأَرضٍ تَستَغيثُ تَوَاليا

يا حارِثاً اِرأَف بحالِكَ وَ امتَطي … طَوعَاً صلاةَ الليلِ فخراً غاليا

اِصبـِرْ على تِلكَ الْمَحَاسِنِ وَ استَعِنْ … يَا صاحِ باللهِ العظيمِ تَفانيا

إِنَّ ابنَ آدَمَ إِنْ تَصَابى وَ احتذى … وَهمَاً يزولُ غَدَا بذلكَ سَاهِيا

إِذ ذاكَ أَضحَى في العبيدِ مُجَاهِراً … وَ مَضى ابتعاداً في سَرَابٍ غادِيا

هُوَ ذا استَطَابَ الوهَمَ ظنَّاً مُجحِفَاً … فغَدَا وَبالاً في الخَرَائِبِ جَانِيا

إِنَّ الحَياةَ كَجَارتي لا تَستَحي … ترجو الوِصالَ مَعَ الفِصَالِ تَتَاليا

تَهِبُ التغنُّجَ وَ التذلُلَ وَ الصِبَا … وَ تُبيحُ مَنْ خَدَعَتْ فَنَاءاً عَاريا

لا يَا صُويحِبي قَدْ أَتَتكَ بَغِيَّةٌ … عاثــَتْ فسَادَاً بينَ عِهرٍ بادِيا

فيهَا المفاتِنُ وَ الْمَفاسِدُ قَدْ غَدَتْ … شَرَكَاً لِصَيدٍ كَانَ حُرَّاً عاتيا

تُعطِيكَ مِنْ ثغرِ الْمَفَاسِدِ رَغوةً … تُبدِي لَكَ الأَيَّامَ عُمْراً باقيا

إِنَّ الحياةَ وَ إِنْ تَطولُ سَتَنتهي … تَمضي كَمَا تَمضي الْجموعُ تَباكيا

فإِنْ اِستَسَغتَ الْمُرَّ صَبراً فارتَقِبْ … يَومَ الرحيلِ إِلى الحسابِ تَعَافيا

كُنْ في طريقِ اللهِ دَوماً كَي ترى … نِعَمَاً وَ تُصبـِحُ بعَدَ ذلكَ ناجيا

طَابَتْ دموعٌ تَستَغيثُ بخَالِقٍ … سُكِبَتْ بجَوفِ الليلِ نهراً جاريا

لا ترتجي إِلَّا الرِضا حُبَّاً وَ قَدْ … ترَكَتْ مِنَ اللهوِ الْمَقيتِ تجافيا

رُحمَاكَ بي يَا خَالقي يومَ اللُقا … إِنِّي سَجدتُ لكَ احتِسَاباً هادِيا

وَ أَمنُنْ عَليَّ بمَا تُحِبُّ وَ تَبتَغي … إِنِّي رَضيتُ بمَا تَراهُ دَوائيا

أُغدُق عليَّ مِنَ النَّعيمِ تَكرُّمَاً … وَ ابعِد عَنِ الأَحبابِ شَرَّاً حَابيا

وَ اجعَلْ أُناساً في الحشاشَةِ مُهجتي … في رحمةٍ مِنكَ استطَابَتْ نادِيا

أَنتَ العَليمُ بحالتي يا ذا العُلا … إِنِّي أَتيتُكَ أَستَجيرُ وَ راجيا

فاضَ الفُؤادُ إِليكَ حُبَّاً وَ انتشى … فبَدَا بشعرٍ فاضِحٍ ذا ما بيا.

أَخيراً وَ ليسَ آخِراً إِن شاءَ اللهُ تعالى، أَقولُ: اللهُمَّ احفظ وَ بارِك جميعَ المؤمنين وَ المؤمنات، وَ اهدِ الغافلينَ عنك وَ الغافلاتِ إِلى سبيلِ الرشاد، وَ انتقِم مِنَ المنافقينَ وَ المنافقات، وَ عَجِّل لوليك الفرج، يا قُدُّوس يا ذا الجَلالِ وَ الإِكرام.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *