Share Button

الدكروري يكتب عن أشجع فرسان العرب في الجاهلية

بقلم / محمــــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أشجع فرسان العرب في الجاهلية، وفي صدر الإسلام وهو عمرو بن عبد ود، الذي شارك رجال قريش في غزوة الخندق الذي حفرة رسول الله صلي الله عليه وسلم حول المدينة لحمياتها من اختراقها ودخولها ولكنه قد استطاعت مجموعة من العدو عبور الخندق، وكان من بينهم عمرو بن عبد ود، فراح يصول ويجول، ويتوعد ويتفاخر ببطولته، وينادي هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد حتى كررها كثيرا وتكلمت بشجاعته ومهارته فى القتال، فقام الإمام علي رضى الله عنه، وقال أنا له يارسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم، اجلس إنه عمرو، فقال الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه، وإن كان عمروا، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم. 

 

وأعطى له سيفه الشهير ذا الفقار، وألبسه درعه، وعممه بعمامته، ثم قال صلى الله عليه وسلم ” إلهي أخذت عبيدة مني يوم بدر، وحمزة يوم أحد، وهذا أخي، وابن عمّي، فلا تذرني فردا، وأنت خير الوارثين ” ونزل الإمام علي رضى الله عنه الميدان، ويمتلكه الثقة بالله، والنصر المبين، ثم خاطب ابن عبد ود بقوله يا عمرو، إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلا قبلتها، فقال عمرو أجل، فقال الإمام علي، فإني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتسلم لرب العالمين، فقال يا ابن أخي أخر عني هذه، فقال له أما أنها خير لك لو أخذتها، ثم قال الإمام علي بن أبي طالب وأخرى ترجع إلى بلادك، فإن يك محمد صادقا كنت أسعد الناس به، وإن يك كاذبا كان الذي تريد. 

 

فقال هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبدا، ثم قال الإمام علي رضى الله عنه، فالثالثة، أدعوك إلى البراز، فقال عمرو إن هذه الخصلة ما كنت أظن أن أحدا من العرب يرومني عليها، ولم يا ابن أخي؟ إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، وقد كان أبوك لي نديما، فرد عليه الإمام على وقال لكني أحب أن أقتلك، فاقتحم عن فرسه فعقره، وسلّ سيفه كأنه شعلة نار، وأقبل عمرو مهاجما عليا، فصده برباطة جأش، وأرداه قتيلا، فعلا التكبير والتهليل في صفوف المسلمين، وحينما قتل الإمام عليّ عمروا أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجهه يتهلل، فقال له عمر بن الخطاب هلا سلبته يا علي درعه، فإنه ليس في العرب درع مثلها؟ فقال الإمام عليّ إني استحييت أن أكشف سوءة ابن عمي. 

 

ولما رجع الإمام علي بن أبي طالب ظافرا، استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ” لمبارزة على بن أبى طالب لعمرو بن ود أفضل من عمل أمتى إلى يوم القيامه ” وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم ” ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين ” فكان بفضل الله الموقف البطولي للإمام علي رضى الله عنه، ولولاه لاقتحم جيش المشركين المدينة على المسلمين بذلك العدد الهائل، وهكذا كانت بطولته في غزوة الخندق، فكانت أهم عناصر النصر لمعسكر الإيمان على معسكر الكفر والضلال، وقد أقام المشركون بضعا وعشرين ليلة لم يكن بينهم وبين المسلمين حرب إلا الرمي بالنبل والحصى، ولكن بعد عبور أحد صناديد الشرك والكفر، وهو عمرو بن عبد ود العامري الخندق، ومبارزة الإمام علي بن أبي طالب، وقتله لعمرو، تحقق النصر للإسلام والمسلمين في الثالث من شوال وفى السنة الخامسة هجريا .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *