Share Button

الدكروري يكتب عن أسوء شخصية في التاريخ 

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن سيد مكة عمرو بن لحي الخزاعي، أسوء شخصية في التاريخ، وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح، ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها، فأما عن صنم ود، فهو كان لكلب، بجرش بدومة الجندل من أرض الشام مما يلي العراق، ودومة الجندل هى إحدى محافظات منطقة الجوف السعودية، وتزخر بالمواقع التاريخية والأثرية كقلعة مارد وبحيرة دومة الجندل ومسجد عمر بن الخطاب، وتتميز بوفرة مياهها وعذوبتها، وقد ورد ذكر دومة الجندل في النصوص الآشورية منذ القرن الثامن قبل الميلاد باسم أدوماتو، وأدومو.

 

وقد ذكر الإخباريون والجغرافيون العرب أن اسم دومة مشتق من اسم دوماء بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ونسبت إلى الجندل، لأن حصنها مارد شيد من الجندل أي الصخر، وقد سميت دومة بجوف آل عمرو نسبة إلى سكانها الأقدمين، وهم بنو عمرو، من قبيلة طيء حيث كانت طيء تسكن في جنوبي الجزيرة، ثم انتقلت إلى دومة شمالي الجزيرة، ودومة الجندل هى يشار إليها أيضا باسم جوف السرحان، وكذلك بوادي النفاخ، وأما عن الصنم سواع، فكانت لهذيل بن مُدركة بمكان يقال له رُهاط من أرض الحجاز، وهو من جهة الساحل بقرب مكة، وأما عن الصنم يغوث، فكان لبني غطيف من بني مراد، بالجُرف عند سبأ، وأما عن الصنم يعوق، فكانت لهمدان في قرية خَيوان من أرض اليمن. 

 

وخيوان هو بطن من همدان، وأما عن الصنم نسر، فكان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير، والصنم وَدّ، قيل عنه أنه هو أحد الأصنام الرئيسية في مملكة معين وكان يرمز إلى القمر وهو ايضا يرمز إلى المحبة لدى العرب وأحد الآصنام الخمسة الذي وجد تماثيلهم عمرو بن لحي الخزاعي مدفونة في ساحل البحر وأدخل عبادتها للجزيرة العربية، وكان من الأصنام المهمين عند العرب عموما ويرجح أن عبادته ترجع لزمن النبي نوح عليه السلام، وقد ذكر في القران الكريم قوله تعالى “لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا” وأما عن الصنم سواع، فقيل أن سواع هذا كان رجل صالح وكان في قوم نوح فلما مات نصب له صنم في المكان الذي كان يجلس فيه فلما مات الجيل الأول عُبد من دون الله.

 

 

ثم انتقلت عبادته إلى إحدى قبائل العرب كانت بداية عبادة العرب لسواع أن عمرو بن لحيّ نبش عن تمثالها في ساحل جدة فوجد تمثالها مع الأصنام الأخرى ود ويعوق ويغوث ونسر، فلما خرج عمرو بن لحي للحج أخذ معه التماثيل، كما أمره رئيسه من الجن، ودعا العرب لعبادتها وأعطى التماثيل لقبائل مختلفة ليعبدوها، فكانت سواع من نصيب قبيلة هذيل التي خصتها بالعبادة وبنت لها معبدا بموضع يقال له رهاط من أرض ينبع، وكان رجل من هذيل يقال له الحارث بن تميم، وهو الذي أخذ سواعا وأتى بها إلى قومه، وقيل أن بني كنانة ومزينة وفهم وعدوان عبدوها أيضا مع هذيل، وكان سدنتها بنو صاهلة من هذيل، وفي رواية قيل أن عبدة سواع هم آل ذي الكلاع.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *