وَ (ما شاءَ) تقتضي أَنَّ الّذي خلقَ الإِنسانَ لَهُ حُريَّةُ الاختيارِ في جعلِ صورةِ هذا المخلوقِ حسنةً لا نقصَ فيها، أَو قبيحةً يعتريها النقص، وَ لهذا الاختيارِ في تركيبِ صورةِ الإِنسانِ ما بينَ كُلِّ درجاتِ الْحَسَنِ، ابتداءً مِن أَدناها، وَ انتهاءً إِلى أَحسنِ صورةٍ فيها، وَ ما بينَ كُلِّ درجاتِ القُبحِ، ابتداءً من أَدناها، وَ انتهاءً إِلى أَقبحِ صورةٍ فيها، بما فيها صورةُ المشوَّهين!
هذا مثالٌ واقعيٌّ بسيطٌ جدَّاً عن الأَخطاءِ الفكريَّةِ الّتي تعجُّ بها تلكَ الكلماتِ لتلكَ الكاتبةِ المغمورةِ، أَرشدَها اللهُ إِلى الصَّواب، ناهيك عن غيرها منَ الأَخطاءِ الفكريَّةِ الأُخرى، منها على سبيلِ الإِشارةِ وَ الاختصارِ، دونَ الخوض في تفاصيلِ جزئيِّاتها الدقيقةِ، الصفاتَ المتناقضةِ الّتي جعلتها هيَ جُزافاً لـ (الإِنسان)!