Share Button

 

إن الزواج أو النكاح عقد بأركان وشروط ، ويحل للزوج الاستمتاع بزوجته وحكم النكاح مشروع ، ومن لم يستطع النكاح فيجب على والده ثم قريبه أن يزوجه إذا كان يقدر على ذلك ، والنكاح واجب على من قدر على مؤنته، وخاف على نفسه من الوقوع في الحرام ، ومسنون لمن قدر عليه ولم يخف العنت ، لقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”.

وذكر الله سبحانه وتعالى ، مكمن السعادة الزوجيه المنشودة، والاستقرار في السلوك، والهدوء في الشعور، وتحقيق الراحة والطمأنينة بأسمى معانيها ، فكل من الزوجين يجد في صاحبه الهدوء عند القلق، والبشاشة عند الضيق ، فأساس العلاقة الزوجية الصحبة والاقتران القائمان على الود والأنس والتآلف، فعلاقة الزوجين علاقة عميقة الجذور، بعيدة الآماد ، فهي أشبه ما تكون بصلة المرء بنفسه .

والعلاقة بين الزوجين ليست علاقة دنيوية مادية، ولا شهوانية بهيمية، فهي أسمى وأعلى من ذلك ، إذ هي علاقة روحية كريمة، إذا صحت وصدقت وسارت على منهج الله امتدت إلى الحياة الآخرة بعد الممات ، وإن مما يحفظ هذه العلاقة هو المعاشرة بالمعروف، ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه .

والعلاقة الزوجية من الأمور التى تحير المرأة، فلا تعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع زوجها، ولا تعرف حقوقها التى كفلها لها الدين والشرع، فمثلما للرجل حق الاستمتاع بالزوجة، للزوجة نفس الحق، وإن العشرة بالمعروف بين الزوجين تقتضى التراضى بينهما فى العلاقة الزوجية، فهو يفعل ما تحبه زوجته وهى أيضاً .

وليس من حق الزوج أن يجبر زوجته على شىء فى العلاقة، مع ضرورة تهيئة الزوجة فى بداية العلاقة بالكلمات الطيبة والقبلات والاحتضان لقوله سبحانه وتعالى ( وقدموا لأنفسكم )، فالزوجة ليست آلة مخصصة لإسعاد الرجل فقط ، وهو يجب عليه أن يسعدها أيضاً، وأن الزوجة يجب ألا تخجل من زوجها، وتطلب منه ما تريد، لأن هذا حقها الذى كفله لها الإسلام.

وأن الزوج يجب أن يراعى زوجته، فإذا وجدها غير قادرة على معاشرته أو متعبة أو مريضة يجب أن يراعى ظروفها، ولا يجبرها على شىء لا ترغبه، والحديث النبوى يقول ، بأن المرأة التى تتمنع عن زوجها تلعنها الملائكة حتى تصبح .

الواجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف وعدم عصيانه إذا طلبها في نفسها أو في حاجة البيت ، فالواجب السمع والطاعة في المعروف ، وأن تخدمه الخدمة المعروفة بين الناس في عرف بلاده ، وألا تعصي أمره ما لم يأمرها بمعصية الله ، فإذا أمرها بالمعصية فلا سمع ولا طاعة إذا قال لها مثلا ، لا تصلي في الوقت، أو أمرها بشرب الخمر، أو بالتدخين هذا منكر ليس لها طاعته فيه .

أما إذا أمرها بالمعروف ونهاها عن المنكر ، أو بأمر مباح له في حاجة هذا عليها طاعته في ذلك ويلزمها، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، أنه قال: إ” ذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح ” وفي لفظ آخر: ” كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ” .

فالواجب عليها هو السمع والطاعة في المعروف ، وإذا تأخرت عن ذلك بلا عذر شرعي تأثم بذلك، وذلك من أسباب غضب الله ، أما إن كانت معذورة إذا طلبها لحاجة وهي معذورة بأن كانت مريضة لا تستطيع تلبية رغبته ، أو كانت معذورة بعذر آخر ، فإن الواجب على الزوج ألا يشدد وأن يعذرها بعذرها الوجيه ، وأن يحسن العشرة وألا يكون كثير التشديد لقول الله ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) سورة النساء .

ويقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، ” استوصوا بالنساء خيرا فإنكم أخدتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ” فالواجب على المؤمن أن يكون طيب العشرة ، حسن السيرة لا يشدد في غير وجه ، وعلى الزوجة أن تسمع وتطيع ، وأن تحسن العشرة ، وأن تكون بعيدة عن المعاكسة والعصيان وبهذا تصلح الأمور .

وإن المرأة يجب عليها طاعة زوجها بالمعروف ومن بين هذه الطاعة خدمته ولكن ليس معنى هذا أن الإسلام أجبرها على خدمته، فالزوجة ليست خادمة ولكن شريكة حياة، فإذا كان هو يخرج للعمل ويعود فى وقت متأخر وهى لا تعمل، هنا يجب على المرأة خدمة الزوج.

ومن حقها عليه أن يساعدها إذا كانت مريضة أو مجهدة، من باب الحب بينهما والعشرة بالمعروف لقوله سبحانه وتعالى: ( وعاشروهن بالمعروف ) وأوضح أنه من الواجب على الرجل أن يستأجر خادمة للزوجة فى حالة أنها كانت من ذوات الخدم فى بيت أبيها.

وأما إذا شدد هو في غير وجه التشديد أو عصت الأوامر فإن هذا من أسباب الفرقة وعدم بقاء هذه الصلة الزوجية، فالحاصل أن كلاً منهما عليه المعاشرة بالمعروف والقيام بالحق الذي عليه، فالزوج يقوم بالحق الذي عليه من حسن العشرة وطيب الكلام ، وطلاقة الوجه وعدم التعبيس ، وأدى حقها من جهة كسوتها ، وطعامها ، وشرابها ، وسكنها المناسب .

وعليها هي السمع والطاعة ، وأن تجيبه إلى رغبته في حاجته في نفسها ، وفيما يتعلق ببيته وملابسه ونحو ذلك حسب العرف المعتاد في بلاده، والتي تخدم في العرف يخدمها حسب الطاقة والإمكان .

ولضمان حصول المودة والرحمة، وتحقق وجود السكينة ، جعل الله لهذه العلاقة قانونًا يحكمها بين الزوجين، وفرض على كل منهما حقوقًا يؤدِّيها للزوج الآخر، كما أن له حقوقًا، فبعد أن يتم الزواج، ويلتقي الزوجان ، لا بد لكل منهما أن يفي بحقوق الآخر، فالعلاقة بين الزوج وزوجته ليست كأي علاقة ، فلها حقوق وواجبات .

وإن الإسلام كفل للمرأة ذمة مالية خاصة بها، ولها الحق فى إجراءات البيع والشراء والتعاقد وليس من حق الزوج مطالبة زوجته بالإنفاق فى المنزل، ومن باب الفضل والمشاركة يمكن أن تضع جزءاً من راتبها، خاصة إذا وجدت زوجها متعسراً فى النفقات، ولكن ما يشيعه بعض الرجال بأن مال المرأة أو راتبها مستحق للزوج لا يمت للدين .

ومما يتسبَّب في كثيرٍ من المشكلات عندما يتم جهلها وإغفالها، مما ينتج عنها أمور تخالف حكمة الزواج، والتي لربَّما أقلُّها سوء العِشرة، وعدم التفاهم بين الزوجين، والتي في نهايتها تنتهي بالطلاق ، مما يتسبب في: ضياع الحقوق، وتشرد الأسرة، وتفكك رباط العلاقات الاجتماعية.

وكما أن للزوج حقوقًا، فعليه حقوق ، وما ذلك إلا لتنظيم الحياة الزوجية، وتعمير البيوت لداوم المحبة والصفاء، ومن أجل أن يخرج النسل الصالح ، وإن حُسن العشرة والمعاملة له نظم رائق، وله ذوق رائع بين الزوجين .

وخدمة أهل الزوج والسكن المستقل من الأمور التى تثير كثيرا من المشاكل بين الزوجين، وقد تؤدى للطلاق، فيحاول الرجل أن يجعل زوجته تخدم أهله وبشكل خاص أمه، وتعتقد الزوجة أنها تفعل هذا الأمر لبر والدى الزوج، بالرغم من أن هذا الأمر ليس مطلوباً منها، فهما ليسا والديها .

وإن خدمة أهل الزوج ليست واجبة على المرأة وغير مكلفة بها، وإن خدمة أهل الزوج تكون على الزوج نفسه لأنهما والداه، وأن من حقك أيتها الزوجه أن يوفر لكِ الزوج مسكناً مستقلاً عن أهله، حتى لا تشعرين بالحرج منهم وتشعرين بأنكِ فى منزلك كأى زوجة.

وهناك شكوى انتشرت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة فى هذه الأيام ، وكانت سبباً رئيسياً للعديد من حالات الطلاق، ويلجأ الرجل لهذه الطريقة للاستقواء على المرأة، وهو ضرب الزوج لزوجته ، وإن الضرب ليس من الإسلام، ولكن للأسف بعض الرجال يستخدمون جملة واحدة من القرآن الكريم وهى ( وأضربوهن ) على أنها هى الصفة العامة إلا أن الضرب هنا يكون بعد عدة مراحل وضرباً على اليد خفيفاً .

ولحالة نادرة للغاية وهى المرأة الناشز وهى امرأة ليست على الفطرة، فهى لا تريد لزوجها أن يمسها أو يجامعها بدون أسباب، وحتى ولو طلب من الشيوخ أو أهلها أن يقوموا بنصيحتها فلا تستمع .

وهنا الحل معها أن يهجرها وإذا لم تمتثل له يمكن أن يضربها على يديها ضربة خفيفة للغاية ولا يجوز ضربها على وجهها وإذا لم يفلح هذا الأمر فعليه أن يطلقها فى النهاية، مضيفاً أن مثل هذه المرأة غير موجودة فى حياتنا إلا فى حالات نادرة، فلا توجد زوجة لا تريد العلاقة الزوجية.

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *