Share Button

متابعة / محمد مختار

البحر. الأحمر

9-1-2021 |

تزامنا مع وضع حجر الأساس لبناء السد العالى فى مثل هذا اليوم 9 يناير من عام 1960، تنشرصفحات لا ينساها التاريخ من الأعمال الهندسية التى نفذها المصريون القدماء على نهر النيل، منذ تأسيس المصريين لأول سد عرفه العالم عبر التاريخ، وهو سد اللاهون بالفيوم.

يؤكد الأثريون أن النص الذي سجله أونى وزير الملك فى جدار مقبرته خلف معبد أبيدوس بسوهاج، دليل راسخ على تمكن الفراعنة القدماء من كبح عنفوان النيل، وصنع السدود والقنوات للاستفادة المثلى منه، وحسب ترجمة الدكتور نجيب ميخائيل للنص، فإنه يشير إلى إرسال الملك مري إن رع لوزيره أونى لأسوان، حيث حمل الأخشاب اللازمة على 4 مراكب من خشب اللبخ، وقام بجمع أحجار الجرانيت لصنع قنوات على النيل.

تكللت رحلة الوزير أونى بتأسيس 5 قنوات على النيل ، يقول الخبير الأثري نصر سلامة فى تصريحات أن الملك مينا موحد القطريين، من أبرز الملوك المصريين الذين أقاموا سدوداً علي نهر النيل، حيث قام بانشاء سد قوشية لحماية مباني عاصمة الدولة اللأولى “ممفيس” من الفيضانات، و بلغ ارتفاع هذا السد إلي حوالي ١٥ مترا، وبطول ٤٥٠ مترا من التربة المدكوكة مكسية بأحجار صلبة، حيث تم تحويل مجري النيل من غرب المدينة إلي شرقها لأول مرة فى التاريخ .

أوضح “سلامة” أن سد اللاهون يعتبر أقدم سد في التاريخ، وهو من آثار منطقة اللاهون بمحافظة الفيوم حاليا ، أنشأه الملك أمنمحات الثالث، سادس ملوك الأسرة الثانية عشرة، المنتمية للدولة الوسطي الفرعونية، لمواجهة موسم الفيضان والحد من أضراره.

من أهم الملوك المشهور عليهم بعمل قنوات على النيل هو الملك سنوسرت، الذي توجد قناة مسماه باسمه حتى الآن فى نهر النيل بأسوان، والملك سنوسرت الثالث ( ١٨٧٨ الي ١٨٣٩ ق. م) الذي قام بانشاء أول قناة مائية تربط ما بين البحر الأحمر والمتوسط عن طريق النيل.

يقول ” نصر سلامة ” إن سنوسرت الثالث أنشأ امتدادا لقناته وأسماها قناة كبريت، وأدت هذه القناة إلى ازدياد حركة التجارة بين مصر وبلاد بونت، وبين مصر وجزر البحر المتوسط (كريت وقبرص)، وقد ساهمت هذه القناة في تقدم الزراعة في مصر أثناء حكم الدولة الوسطى.

فى العصر الفاطمى تم التفكير فى إنشاء أول خزان على نيل أسوان فى عصر الحاكم بأمر الله، وذلك بطلب من العالم الرياضي والمهندس الكبير الحسن ابن الهيثم، الذي سارع إلى أسوان وأحضر له الفاطميون الصناع المهرة حتى وصل إلى الشلال، وقد عاين الحسن ابن الهيثم الموقع، لكنه فشل فى تحقيق فكرته في ذلك الوقت.

يوضح نصر سلامة إن فكرة بناء خزان أو سد بدأت من العصر الفرعونى، أما فى العصور الحديثة، فقد أشاد العالم كله بمهندسي الري المصريون، حتى إن مصر وصفت ببلد المهندس، على خلفية براعة مهندسي الري الفائقة، لذلك تكلل الحلم المصري بالنجاح فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر، لتأتي المعجزة الهندسية السد العالى، كأحد أهم المنشآت الفنية الهندسية فى القرن العشرين.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *