Share Button

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن أمرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد وُدّ بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رُفيدة بن ثور بن كلب بن وَبرَة بن تغلب بن حُلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وأمه سعدى بنت ثعلبة بن عبد بن عامر بن أفلت من بني معن بن من طيء ، وكان يكنى أبا أسامة، ويلقب بزيد الحب، وذلك لأنه حبَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان قصير القامة، شديد الأُدْمة، أفطس الأنف.

وزيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي ، ربيب رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن أوائل المسلمين، وهو الصحابي الوحيد الذي ذكره الله في القرآن الكريم، ومن المهاجرين إلى المدينة المنورة ، وروى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

زيد بن حارثة مولى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ويسمى بحب رسول الله أخذ في الأسر عندما كان صغيرا و اتخذ عبدا مملوكا ، واشترته خديجة بنت خويلد فأهدته للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد ذلك ظل أهله يبحثون عنه في كل مكان حتى وصلوا إلى مكة فعرفوا وجوده هناك ، وأرادوا أخذه معهم فخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بين العودة مع أهله أو البقاء معه فاختار رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

ولم تكن البعثة بعد فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخذه ولدا له ما للولد من الميراث حتى حرم التبني تزوج من زينب بنت جحش ثم ظلقها واستشهد في غزوة مؤتة في جمادى الثانية من السنة الثامنة من الهجرة أغسطس/ سبتمبر 629 ميلاديه .

زيد بن حارثة هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى، وكان طفلا حين سبي ووقع بيد حكيم بن حزام بن خويلد حين اشتراه من سوق عكاظ مع الرقيق، فأهداه الى عمته خديجة، فرآه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، عندها فاستوهبه منها فوهبته له، فأعتقه وتبناه، وصار يعرف في مكة كلها بزيد بن محمد ، وذلك كله قبل الوحي.

ومنذ أن سلب زيدا رضي الله عنه ، ووالده يبحث عنه، حتى التقى يوما نفر من حي ، حارثة ، بزيد في مكة، فحملهم زيد سلامه وحنانه لأمه و أبيه، وقال لقومه: أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد ، فلم يكد يعلم والده بمكانه حتى أسرع اليه، يبحث عن ، الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ، ولما لقيه قال له: يا بن عبد المطلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا، فامنن علينا وأحسن في فدائه .

فأجابهم النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” ادعوا زيدا، وخيروه، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء، وان اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء ” وأقبل زيد رضي الله عنه ، وخيره الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت الأب و العم .

ونديت عينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، بدموع شاكرة وحانية، ثم أمسك بيد زيد، وخرج به الى فناء الكعبة، حيث قريش مجتمعة ونادى: ” اشهدوا أن زيدا ابني ، يرثني وأرثه ” وكاد يطير قلب حارثة ، من الفرح، فابنه حرا، وابنا للصادق الأمين، سليل بني هاشم.

وما حمل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، تبعة الرسالة حتى كان زيد ثاني المسلمين، بل قيل أولهم ، وأحبه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، حبا عظيما، حتى أسماه الصحابة ، زيد الحب ، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها ” ما بعث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حيا بعد الرسول لاستخلفه ” .

ولقد كان زيد رجلا قصيرا، أسمرا، أفطس الأنف، ولكن قلبه جميع، وروحه حر ، فتألق في رحاب هذا الدين العظيم ، وتزوج زيد من أم أيمن خادمة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد وفاة زوجها عبيد بن الحارث الخزرجي، وكانت أول زوجة لزيد، فولدت له أسامة بن زيد.

وزوّج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، بعد الهجره ، زيدا من ابنة عمته ، زينب بنت جحش ، وكانت لم توافق عليه ، وقبلت زينب الزواج تحت وطأة حيائها من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .

ولكن الحياة الزوجية أخذت تتعثر، فانفصل زيد عن زينب، وتزوجها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم واختار لزيد زوجة جديدة هي أم كلثوم بنت عقبة ، وانتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة: كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد؟ فأجابهم القرآن ملغيا عادة التبني ومفرقا بين الأدعياء والأبناء.

فقال الله سبحانه و تعالى: ( ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله، وخاتم النبيين ) وهكذا عاد زيد الى اسمه الأول زيد بن حارثة ، وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ” دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت ؟ قالت: لزيد بن حارثة.

وكما قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ” لا تلومونا على حبِّ زيدٍ ” وآخى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، بين زيد بن حارثة وبين حمزة بن عبد المطلب ، وقد بعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد .

فطعن بعض الناس في إمارته فقال صلى الله عليه وسلم ” إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده “.

وقد شهد زيد بن حارثة معركة بدر، وقَتل فيها حنظلة بن أبي سفيان، وكان البشير إلى المدينة المنورة بالنصر، وشهد أيضاً معركة أحد، والخندق، وخيبر، وكان من الرماة المعروفين، وقد استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة حينما خرج إلى المريسيع.

وفي جمادي الأول من العام الثامن الهجري خرج جيش الإسلام إلى أرض البلقاء بالشام، ونزل جيش الإسلام بجوار بلدة تسمى مؤتة ، حيث سميت الغزوة باسمها ، ولأدراك الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، لأهمية هذه الغزوة اختار لها ثلاثة من رهبان الليل وفرسان النهار .

وقال عندما ودع الجيش: ” عليكم زيد بن حارثة، فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ” أي أصبح زيد الأمير الأول لجيش المسلمين، وحمل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واقتحم رماح الروم ونبالهم وسيوفهم، ففتح باب دار السلام وجنات الخلد بجوار ربه.

وقد حزن النبـي الكريم محمد صلى اللـه عليه وسلم ، على زيد حتى بكاه وانتحب، فقال له سعـد بن عبادة: ما هذا يا رسـول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم “شوق الحبيب إلى حبيبه ” ويقع قبره في الأردن، في بلدة المزار الجنوبي في محافظة الكرك، وهو الآن عبارة عن بناءٍ حديثٍ يعلوه قُبّة حجريّة في داخله ضريح لزيد بن حارثة .

وتم إعادة إعمار الضريح سنة 1997 ميلاديه ، ليُصبح ضمن مسجد جعفر الطيار، في الناحية الشرقية محاذيًا للبوابة الشرقية للمسجد، والذي يضم أيضًا ضريح جعفر بن أبي طالب، وجرى الربط بينهم بأروقة، وتكتض هذه البقة المباركة بالزوار وخصوصاً في أيام عاشوراء .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *