نجلاء القصيص يجلسُ على حافةِ السريرِ يُقلّبُ ألبومَ صورٍ يبدو عليهِ القِدَم. صوتُهُ يرتفعُ بالغناءِ تدريجيًّا: “بكتبْ اِسمك يا حبيبي عالحورِ العتيقْ، بتكتبْ اِسمي يا حبيبي عرملِ الطريقْ”. ينظرُ في مرآةٍ صغيرةٍ، يمدُّ يدَهُ لترتيبِ شعرِهِ بمشطٍ خشبيٍّ، يرشُّ قليلًا مْن العطرِ المتبقي في الزجاجةِ شبه الفارغة. يرتدي معطفَهُ، يعدّلُ ربطةَ عُنقِهِ لأكثرَ من مرّة. يتحرّكُ صوبَ النافذةِ، وينظرُ إلى الأفقِ البعيد. يحدّثُ نفسَهُ: الليلةُ سنرقصُ معًا. يتراجعُ باتّجاهِ الدّولابِ، يرمي بما فيهِ من أغراضٍ جانبًا، يصرخُ وهو يمسِكُ بعُلبةٍ حمراءُ: – أخيرًا وجدتُها. يفتحُها.. ويخرجُ محبسًا، يقرّبُهُ مِن فمِهِ، يقبِّلُهُ طويـلًا. يخاطبُهُ: – اليومَ ستزيّنُ إصبعُها بكَ، الجميعُ في انتظاري في قاعةِ الضيوف… يغمض عينيه، يردِّدُ اسمَها وكأنَّهُ يعزفُ مقطوعةً موسيقيَّةً. تدخلُ مِن البابِ مبتسمةً تمسِكُ بيدِهِ، تقودُهُ كنعجةٍ أضاعتْ طريقَ قطيعِها، تطلبُ إليهِ الاستلقاءَ على السريرِ، تغرزُ حُقنةً في وريدِهِ، يغطُّ في نومٍ عميقٍ. تلتفتُ صوبَ السّريرِ الآخرِ قائلةً: أيها الطبيبُ، منذُ خمس سنوات وهو لا يزالُ يهذى باسمِها..! شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة)اضغط لمشاركة الموضوع على Reddit (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)معجب بهذه:إعجاب تحميل... تصفّح المقالات التربية الروحية في الإسلام ( القضاء على الفساد )