Share Button

 

لما جمع فرعون السحرة من كافة بلاد مصر اجتمع له منهم خلقٌ كثير و جمع غفير قيل أنهم كانوا أربعين غلاماً من بني إسرائيل كان فرعون قد أمرهم أن يذهبوا إلى العرفاء فيتعلموا السحر و قيل أكثر و لما حضر فرعون و أمراؤه و أهل دولته و أهل مصر عن بكرة أبيهم.
تقدم موسي عليه السلام إلى السحرة فوعظهم و زجرهم عن تعاطي السحر الباطل الذي فيه معارضة لآيات الله و حُجَجِه و أغلظ لهم القول، فهمس جبريل عليه السلام في أذن موسي عليه السلام ” أن حنانيك بهؤلاء فإنهم أول النهار سحرة لكنهم سيصيرون آخره شهداء بررة”
و لما اصطف السحرة وقف موسي و هارون عليهما السلام تجاههم قالوا له :
” إما أن تلقي قبلنا و إما أن نلقي قبلك ( قال بل ألقوا )
و كانوا قد عمدوا إلى حبالٍ و عصيّ فأودعوها الزئبق و غيره من الآلات التي تضطرب بسببها تلك الحبال و العصي اضطرابا يُخيل للرائي أنها تسعي بإختيارها و هي إنما تتحرك بسبب ذلك الذي فعلوه و هنا سحروا أعين الناس و استرهبوهم و ألقوا حبالهم و عصيهم و هم يقولون ( بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ) الشعراء ٤٤”
فأوجس في نفسه خيفة موسي فأوحي الله تعالي إليه
( لا تخف إنك أنت الأعلي و ألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتي )
فعند ذلك ألقي موسي عصاه و قال :
(ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) يونس ٨١ ”
و تقدم موسي كالأسد الرئبال فألقي عصاه فصارت حية عظيمة ذات قوائم و عنق عظيم و شكل هائل مزعج بحيث أن الناس انحازوا منها و هربوا سراعا مذعورين و تأخروا عن مكانها و أقبلت هي علي ما ألقوه من الحبال و العصي فجعلت تلقفه واحداً واحداً في أسرع ما يكون من الحركة و الناس ينظرون إليها و يتعجبون منها و أما السحرة فأنهم رأوا ما هالهم و حيرهم في أمرهم و اطلعوا علي أمر لم يكن في خلدهم ولا بالهم ولا يدخل تحت صناعتهم و أشغالهم و هم أهل هذا الفن فتحققوا بما عندهم من العلم أن هذا ليس بسحر ولا شعبذة ولا مِحال ولا خيال ولا زور ولا بهتان ولا ضلال بل إنه الحق الذي لا يقدر عليه إلا الحق الذي ابتعث به هذا المؤيد بالحق و كشف الله عن قلوبهم غشاوة الغفلة و أنارها بما خلق فيها من الهدي و أزاح عنها القسوة و أنابوا إلى ربهم و خرّوا له ساجدين و أعلنوها جهرة للحاضرين و لم يخشوا عقوبة ولا بلوي : (آمنا برب هارون و موسي)
و في ذلك يقول الله تعالي :

( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَي * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى)

و قد ذكر سعيد ابن جبير و عكرمة و القاسم ابن أبي بزة و الأوزاعي و غيرهم أن السحرة لما سجدوا لله رب العالمين رأوا منازلهم و قصورهم في الجنة تُهيأ لهم و تُزخرف لقدومهم و لهذا لم يلتفتوا إلي تهويل فرعون و تهديده و وعيده اذ اتهمهم في قوله :
(إنه لكبيركم الذي علمكم السحر )
و في قوله :
( إنه لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون )
و في قوله :
( فلأقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف )
و في قوله :
( و لأصلبنكم في جذوع النخل )
فردوا في ثبات الجبال الرواسي :
( لن نؤثرك علي ما جاءنا من البينات )
و قولهم :
( و الذي فطرنا )
و قولهم :
(فاقض ما انت قاض )
و قولهم :
( انما تقضي هذه الحياة الدنيا)
و ثباتهم حين قالوا :
( إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا و ما أكرهتنا عليه من السحر و الله خير و أبقي )
و في قولهم :
( قالوا لا ضير إنا إلي ربنا منقلبون انا نطمع أن يغفر لنا خطايانا )
و في قولهم :
( إنا كنا أول المؤمنين )
و في قولهم :
( و ما تنقم منا الا أنّ آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا )
و الظاهر من هذه السياقات أن فرعون لعنه الله صلبهم و عذبهم
و قد ذكر عبد الله بن عباس و عبيد بن عمير أن هؤلاء كانوا من أول النهار سحرة فصاروا من آخره شهداء بررة
و يؤيد هذا قولهم :
( ربنا أفرغ علينا صبراً و توفنا مسلمين )
و تلك نفحات جُوزِيٰ بها هؤلاء المؤمنون الصادقون بعد أن تقبل الله توبتهم و ماتوا شهداء بررة

” يراجع كتاب قصص الأنبياء لابن كثير ص ٢٢٣ : ٢٢٧

أما فرعون فشاء الله أن يتمادي في غيه و مخالفته لنبي الله موسي الكليم بعد أن أقام عليه و علي أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة و أراهم من خوارق العادات ما بهر الأبصار و حير العقول و هم مع ذلك لا يرعوون ولا ينتهون ولا ينزعون ولا يرجعون ولم يؤمن منهم إلا القليل
-قيل ثلاثة- امرأة فرعون و مؤمن آل فرعون و الرجل الناصح الذي قال لموسي :
(إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ) القصص ٢٠

لكن الله تعالي قد طمس علي قلبه و عقله و أخبر عنه بقوله ( و ان فرعون لعالٍ في الارض و إنه لمن المسرفين ) يونس ٨٣”

فهو جرثومة قد حان انجعافها (قتلها) و ثمرة خبيثة حان قطافها و مهجة ملعونة قد حتم اتلافها و قد اغتر و عظم أمر الدنيا لديه و حسب أنه علي شيء عظيم لكون هذه الأموال و الزينة من اللباس و المراكب الحسنة الهنية و الدور الأنيقة و القصور المشيدة و المآكل الشهية و المناظر الرهيبة و الملك العزيز و التمكين و الجاه العريض في الدنيا
فدعي عليه موسي عليه السلام
( و قال موسي ربنا إنك آتيت فرعون و ملأه زينة و أموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس علي أموالهم و اشدد علي قلوبهم فلا يؤمنوا حتي يروا العذاب الأليم )

فجاء الرد من رب العالمين :
( قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ) يونس ٨٩”

و استأذن بنوا اسرائيل فرعون في الخروج إلى عيد لهم
-وكانوا قد تجهزوا للخروج طالبين الشام فراراً منه فأذن لهم و هو كاره ، لكنه لما علم بما يخفون من أمرهم حنق عليهم كل الحنق و اشتد غضبه عليهم و شرع في استحثاث جيشه و جنوده منتويا اللحاق بهم و محقهم في جيش كثيف عرمرم حتي قيل كان في خيوله مائة ألف فحل أدهم من الخيول و كان عدة جنودة ألف ألف و ستمائة ألف ،
في حين أن بني اسرائيل كانوا نحو ستمائة ألف مقاتل غير الذرية و قد لحقهم فرعون تحمله رياح الحقد و الكراهية فأدركهم عند شروق الشمس و تراءي الجمعان و لم يبق ثم ريب ولا لبس و عاين كل من الفريقين صاحبه و تحققه و رآه و لم يبق الا المقاتلة و المجاولة و المحاماة فعندها قال أصحاب موسي
( إنا لمدركون ) ذلك لأنهم أضطروا في طريقهم إلى البحر فليس لهم طريق ولا محيد إلا سلوكه و خوضه و هذا ما لا يستطيعه أحد ولا يقدر عليه و الجبال عن يسرتهم و عن أيمانهم و هي شاهقة منيعة وفرعون قد غالقهم و واجههم و عاينوه في جنوده و جيوشه و عُدده و عَدده و هم منه في غاية الخوف و الذعر لما قاسوا في سلطانه من الإهانة و التنكيل فشكوا إلى نبي الله مما هم فيه مما قد شاهدوه و عاينوه فقال لهم كليم الله :
(كلا إن معي ربي سيهدين)

ثم تقدم و نظر الي البحر و هو يتلاطم بأمواجه و يتزايد زبد أجاجه و هو يقول:
ههنا أمرت و معه أخوه هارون و يوشع ابن نون و كان معه مؤمن آل فرعون الذي جعل يقتحم بفرسه مرارا في البحر فلم يتمكن فيقول لكليم الله :
يا نبي الله أههنا أُمرت ؟
فيقول نعم
فلما تفاقم الأمر و ضاق الحال و اشتد ، اقترب فرعون من جنوده في جدهم و حدهم و حديدهم و غضبهم و حنقهم و زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر فعند ذلك أوحي الحليم العظيم القدير رب العرش الكريم إلي موسي
( أن اضرب بعصاك البحر )
فلما ضربه قال له انفلق بإذن الله
قال تعالي ( فأوحينا إلى موسي أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) الشعراء ٦٣

و يقال أنه انفلق إثني عشر طريقا ، لكل سبط طريق يسيرون فيه
و هكذا كان ماء البحر قائما مثل الجبال مكفوفا بالقدرة العظيمة الصادرة عن الذي يقول للشيء كن فيكون
و أمر الله ريح الدبور -الريح الغربية- فلفحت حال البحر فأذهبته حتي صار يابسا لا يعلق في سنابك الخيول و الدواب
و في ذلك يقول الله تعالي
و لقد أوحينا إلى موسي أن أسرِ بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركاً ولا تخشي *
فأتبعه فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم و أضل فرعون قومه و ما هدي ) طه ص ٧٧ : ٧٩ ”

و كان الله تعالي لما آل البحر إلى هذه الحال أمر موسي أن يجوزه ببني إسرائيل فانحدروا فيه مسرعين مستبشرين مبادرين و قد شاهدوا من أمر الله العظيم ما يهدأ قلوب المؤمنين فلما جاوزوه و خرج آخرهم منه و انفصلوا عنه كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه و وفودهم عليه فأراد موسي الكليم أن يضرب البحر بعصاه ليرجع لما كان عليه لئلا يكون لفرعون و جنوده وصول إليه، فأمره القدير ذو الجلال أن يترك البحر علي هذه الحال و قال :
( و اترك البحر رهواً إنهم جندٌ مرهقون )
و لما رأي فرعون ما رأي و عاين ما عاين هاله هذا المنظر العظيم الرهيب و تحقق ما كان يتحققه من أن هذا فعل رب العرش الكريم فأحجم و لم يتقدم و انتابته رعدة و ندم في نفسه علي خروجه في طلبهم و الحالة هذه -حيث لا ينفع الندم-
و لكنه أظهر لجنوده تجلدا زائفا و حملته النفس الكافرة و السجية الفاجرة علي أن يواصل كذبه و افترائه فقال لهم انظروا كيف انحسر البحر لي لادرك عبيدي الآبقين من يدي و الخارجين عن طاعتي و بلدي ؟؟
و جعل يواري في نفسه أن يذهب خلفه و يرجو أن ينجو و هيهات فهو يتقدم تارة و يحجم تارات و ذكر أن جبريل عليه السلام هبط الي هذا المكان و تبدي في صورة فارس راكب علي رمقة حائل -وهي أنثي البرذون- و البرذون هو التركي من الخيل
فمر بين يدي فحل فرعون فحمحم إليها و أقبل عليها محاولاً اللحاق بها و أسرع جبريل بين يديه فاقتحم البحر و استبق الجواد فبادر مسرعاً و فرعون لايملك لنفسه ولا من نفسه ضراً ولا نفعاً ، فلما رآه الجنود و قد سلك البحر اقتحموا وراءه مسرعين فوقعوا في البحر أجمعين
حتي هم أولهم بالخروج منه فعند ذلك أمر الله تعالي موسي الكليم فيما أوحاه اليه أن يضرب البحر بعصاه
فضربه فارتطم عليهم البحر كما كان فلم ينجُ منهم أحد
و في ذلك يقول الله تعالي :
( و أنجينا موسي و من معه أجمعين ثم أغرقنا الأخرين
إن في ذلك لآية و ما كان أكثرهم مؤمنين و ان ربك لهو العزيز الحكيم) الشعراء ٦٥ : ٦٨

و هنا حتي إذا أدرك فرعون الغرق نطق بلسانه دون أن يؤمن قلبه قائلا : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل و انا من المسلمين
و هنا يذكر أنه لما جعلت الامواج تخفض فرعون تارة و ترفعه أخري و بنو اسرائيل ينظرون إليه وإلي جنوده ماذا أحل الله به و بهم من البأس العظيم و الخطب الجسيم
فلما عاين فرعون الهلكة و أحيط به و باشر سكرات الموت و أضحي عاجزا مهيضا مهاناً يمضغ العجز و يشتكي الشدة لدي أضعف شدة ، أعلن بلسانه أنه تاب و أناب و آمن حين لا ينفع نفساً إيمانها و هكذا استجاب الله دعوة موسي علي فرعون و ملائه أن يطمس علي أموالهم و أن يشدد علي قلوبهم فلا يؤمنوا حتي يروا العذاب الأليم و هنا يذكر ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
لما قال فرعون آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل
قال لي جبريل لو رأيتني و قد أخذت من حال البحر فدسسته في فيه مخافة أن تناله الرحمة ؛ رواه الترمذى”
و في بعض الروايات أن جبريل قال :
ما بغضت أحداً بغضي فرعون حين قال أنا ربكم الأعلي و لقد جعلت أدس في فيه الطين حين قال ما قال مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له و جاءته اللطمة حاسمة
( آلان و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين ) يونس ٩١

“و هو استفهام انكار و يدل علي عدم قبوله منه لان الله أعلم إنه لو رُد الي الدنيا كما كان لعاد إلى ما كان عليه من كفرٍ و استعلاء و تمرد
و في ذلك يقول الله تعالي
يَٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ * بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ . الأنعام ٢٧ : ٢٨

فقضي الله بإهلاكه و نجاته ببدنه ليكون لمن خلفه آية و قد كان هلاكه و جنوده يوم عاشوراء
” يراجع كتاب قصص الأنبياء لابن كثير ص ٢٣٧ : ٢٤٣

و هكذا قبل الله توبة السحرة الصادقة النصوح بعد أن سجدوا معلنين إيمانهم لرب العالمين رب موسي و هارون في اخبات و خشوع و قد سجدت قلوبهم أولاً و حينما يسجد القلب سجدة خالصة لا يرفع رأسه منها الا يوم الدين و القلب إذا سجد السجدة العظمي سجدت معه كل الجوارح و عنا الوجه للحي القيوم و خشع الصوت و الجوارح و ذل العبد و خضع و استكان و وضع خده علي عتبة العبودية ناظرا بقلبه إلى ربه و وليه و مالك أمره نظرة الذليل إلى العزيز الرحيم فلا يري إلا خاضعاً له ذليلاً مستعطفاً إياه يسأله عطفه و رحمته و هنا ينتقل إلى مشهد العبودية و المحبة و الشوق إلى لقائه و الإبتهاج به و الفرح و السرور فتقر به عينه و يسكن به قلبه و تطمئن إليه جوارحه و يستوي ذكره علي لسان محبته و قلبه متبصرٌ خطرات المحبة و إرادات التقرب إليه و مرضاته مكان معاصيه و مساخطه ، فباب الذل و الإفتقار أقرب الأبواب و أوسعها لا مزاحم فيه ولا معوق .
” يراجع كتاب مدارج السالكين لابن القيم الحزء الأول ص ٣٢٦
و هكذا تقبل الله توباتهم فرأوا قصورهم في الجنة ،
أما فرعون فإن زيفه و كذبه و استعلاءه حال دون قبول توبته الزائفة التي جاءت في وقت لا ينفع فيه الندم فإن توبة العبد تقبل ما لم يعاين
و هكذا أسدل الستار فسعد المؤمنون بالله بإيمانهم و ذاقوا نفحات ذلك الإيمان رضا و سعادة و حسن خاتمة و قصوراً في عظيم الجنان و عتقا من النيران كما ذاق فرعون من لفحات الجحيم ناراً تلظي و عذاب أليما لقاء كفره و استعلائه و تلك عقبي التعدي
فسلاما علي موسي الكليم و هارون النبي و يوشع ابن نون و علي السحرة الذين آمنوا و أنابوا و علي أصحاب موسي المؤمنين و سلاما علي الحبيب الهادي المصطفي ما تجلت الشمس و ضحاها و الليل إذا يغشاها ما هبت النسائم و ما ناحت علي الأيك الحمائم ما طلعت شمس النهار و ما قد شعشع القمر ما جن ليل الدياجي أو بدا السحر

المستشار : عادل رفاعي 🌹♥️

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *