Share Button

الاسراء والأمة التائهة
المحلل السياسى : سامى ابورجيلة

فى كل عام كلما تقترب ليلة السابع والعشرين من رجب ، يتذكر المسلمون فى شتى بقاع المعمورة حادثة الإسراء والمعراج ، والتى حدثت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تطييبا له ، وكى يقول له ربه ( إذا كان أهل الأرض تعنتوا معك وآذوك ، فأهل السماء معك ولن ينسوك ، وسترفع فى مكان عليا ) .
ويتبارى الأئمة على المنابر فى سرد القصة ، وفى سرد مارآه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) من آيات ربه الكبرى ، حتى وصل الى سدرة المنتهى ، وكانت هدية السماء لرسول الاسلام ألا وهى ( الصلاة ) .
ولكن للأسف لم أجد من علماء المسلمين سواء فى وسائل الإعلام ( مقرؤة ، مسموعة ، مرئية ) او فى المساجد من يخرج الدروس المستفادة من تلك الرحلة العظيمة .
والدروس المستفادة هى أول من يستفيد منها المسلم ، وأول من تصحح للأمة أعوجاجها ، وتسير بها الى طريقها القويم ، وتعود أمة يخشى بأسها ، بدلا من هذه الحالة التى تعيش عليها من الاستضعاف ، والذلة ، والهوان ، وتكالب جميع الأمم عليها ، كتكالبها على قصعة طعامها لتنال منها ( كما أخبر الرسول ) .
وأول درس فى الرحلة المباركة ( الإسراء ) هو عدم التخلى عن بيت المقدس ، وأرض فلسطين المباركة .
تلك الأرض وهذا المسجد الذى كان اول ماذكره رب العزة فى كتابه فى صدر سورة الإسراء ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله ) .
أى أن العلاقة بين المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى علاقة أبدية لاينقطع وصالها ، ويجب على المسلم أن يعرف أن علاقته بالمسجد الأقصى وبالأرض التى حوله ( فلسطين ) لابد أن تكون هى نفس العلاقة بين المسلم والمسجد الحرام ، والأرض التى حوله ( مكة ) .
وأن المكانين لابد ان تكون واحدة عند أى مسلم ، وشرف المسلم مكة ومسجده الحرام ، هو نفس شرفه فى الأقصى وفلسطين .
ولذلك جاءت الأحاديث جميعها تثبت ذلك ، وتبرهن عليه .
فقد قال صلى الله عليه وسلم ( صلاة فى المسجد الحرام بمائة الف صلاة ، وصلاة بمسجدى هذا بألف صلاة ، وصلاة فى بيت المقدس بخمسمائة صلاة )
فالننظر للأرتباط الوثيق بين الثلاث مساجد ( الحرام ، والنبوى ، والأقصى ) ، إنهم شرف المسلم وغايته .
ولكن للأسف بعد ان تبدلت المعايير ، وجهلت الأمة أمور دينها ، وسارت بعيدة عن تعاليم ربها ، بدأ الانحطاط والكلام الذى أوصل الأمة لاستكانتها ، وضعفها ، وهوانها .
فنستمع لمن يقول : أهل فلسطين هم الأولى بالدفاع عنها وعن ارضها .
وأسأل وأتساءل : هل لو حدث ذلك لبيت الله الحرام والكعبة المشرفة ، هل ستقول أهل الحجاز هم الأولى عن الدفاع عنها وللبيت رب يحميه .
إذا كان هذا هو المنطق فلابد أن تعرف الأمة أن شرفها ، ودينها مسلوب ، وسيزداد الذل والهوان لأمة الاسلام .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *