Share Button

الدكروري يكتب عن ساحر محتال خبيث كافر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والأدباء والمفكرين والشعراء والذي كان من بينهم الحلاج، وقيل أنه عند الشيعة ذكره الطوسي في كتاب الغيبة في المذمومين الذين ادعوا النيابة البابية، وقال عنه عبد القادر الجيلاني حين سُئل عن الحلاج قال عثر الحلاج ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده، ولو أدركته لأخذت بيده، وقال عنه أبو الحسن الشاذلي أكره من العلماء تكفير الحلاج، ومن فهم مقاصده فهم مقصدي، وقال الخطيب البغدادي والصوفية مختلفون فيه فأكثرهم نفى أن يكون الحلاج منهم وأبى أن يعده فيهم، وقبله من متقدميهم أبو العباس بن عطاء البغدادي ومحمد بن خفيف الشيرازي وابراهيم بن محمد النصراباذي النيسابوري وصححوا له حاله ودونوا كلامه.

 

حتى قال ابن خفيف الحسين بن منصور عالم رباني، وقال ابن كثير لم يزل الناس منذ قتل الحلاج مختلفين في أمره، فأما الفقهاء فحكي عن غير واحد من الأئمة إجماعهم على قتله وأنه كان كافرا ممخرقا مموها مشعبذا، وكذلك قول أكثر الصوفية منهم، ومنهم طائفة كما تقدم أجملوا القول فيه وغرهم ظاهره ولم يطلعوا على باطنه، وقد كان في ابتداء أمره فيه تعبد وتأله وسلوك، ولكن لم يكن له علم يسلك به في عبادته، فدخل عليه الداخل بسبب ذلك، كما قال بعض السلف من عبد الله بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه، وعن سفيان بن عيينة أنه قال من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى ولهذا دخل على الحلاج باب الحلول والاتحاد فصار من أهل الانحلال والإلحاد.

 

وقال الخطيب وحدثني مسعود بن ناصر أنبأنا ابن باكويه الشيرازي، سمعت أبا زرعة الطبري يقول الناس فيه يعني حسين بن منصور بين قبول ورد، ولكن سمعت محمد بن يحيى الرازي، يقول سمعت عمرو بن عثمان يلعنه، ويقول لو قدرت عليه لقتلته بيدي، فقلت أيش الذي وجد الشيخ عليه؟ قال قرأت آية من كتاب الله، فقال يمكنني أن أؤلف مثله وأتكلم به، وقال أبو زرعة الطبري وسمعت أبا يعقوب الأقطع يقول زوجت ابنتي من الحسين بن منصور لما رأيت من حسن طريقته واجتهاده، فبان لي بعد مدة يسيرة أنه ساحر محتال خبيث كافر، وقد جمع العلماء أخباره في كتب كثيرة أرخوها الذين كانوا في زمنه والذين نقلوا عنهم مثل أبي علي الحطي ذكره في تاريخ بغداد والحافظ أبو بكر الخطيب. 

 

ذكر له ترجمة كبيرة في تاريخ بغداد وأبو يوسف القزويني صنف مجلدا في أخباره وأبو الفرج بن الجوزي له فيه مصنف سماه رفع اللجاج في أخبار الحلاج، وبسط ذكره في تاريخه أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية أن كثيرا من المشايخ ذموه وأنكروا عليه ولم يعدوه من مشايخ الطريق وأكثرهم حط عليه وممن ذمه وحط عليه أبو القاسم الجنيد ولم يقتل في حياة الجنيد، بل قتل بعد موت الجنيد فإن الجنيد توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين والحلاج قتل سنة بضع وثلاثمائة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *