Share Button

بقلم /سليم النجار
متابعة النشر/لطيفةالقاضي
السرد الروائي مهما ابتعد عن التسمية كجنس آدمي كمنهج في الكتابة ؛ لايبتعد عن إشكال التسمية ؛ لأن الإشكالية شاعت لنشؤ المصطلح ” الرواية النسوية ” ، فالبعض انحاز إلى التأريخ ؛ والبعض الآخر إلى التاريخية ؛ وفي كلا الحالتين ؛ عاش السؤال في رحم التسمية ؛ لماذا هذا المشكل ؟! .
إن التسمية مهما كان منهجما في السرد الروائي ؛ ومهما كانت الإنحيازات للاجتماعي أو السياسي ، نما سؤال موضوعي ومعرفي ؛ هل هناك خيارات جمالية تتعايش مع هذان السؤالان ؛ وبغض النظر أيٍ منهما له الأسبقية في الطرح ؛ إلا أن هناك جو ثقافي شاسع ؛ يرحب بالتسمية ؛ ولكلٍ له اسبابه . ولعل الأكثر شيوعاً ؛ ما عُرف أو يُعَرّف بالمساواة ؛ بين الرجل والمرأة كمفهوم قيمي وثقافي واقتصادي والاجتماعي تحصيل حاصل ؛ وجاء هذا التجاوب مع هذه التسمية كجواب على حقيقة أن العالم في أواسط القرن المنصرم شهد تحولات سياسية كبيرة جرّاء النقلات النوعية للمعرفة ؛ التي تعرضت لها البشرية ؛ وبما أن المتفق عليه ومجمع عليه أيضاً ؛ أن الرواية اللغة الثقافية للشريحة الاجتماعية التي قامت بتلك النقلات العلمية والاقتصادية ؛ فكان من الواجب حسب هذا الإجماع الذكوري ؛ أن تنطلق قيمة أخلاقية مرادفة لهذا التطور ؛ خاصة أن هناك حربان عالميتين قامتا ؛ أدت إلى ذاهب ملايين الضحايا والغالبية منهم الذكور . الذين شكلوا حطب هاتان الحربان ؛ لذا وأمام هذا الشرط الموضوعي ؛ رشوة المرأة ؛ بإعطائها ما يشي أنها تستحق ذلك ؛ لأنها لعبت دوراً كببراً في إعادة الإعمار كألمانيا على سبيل المثال ؛ ودورها في الثورة الفرنسية التي قاومت المحتل النازي . وإذا كانت هذه حقيقة ؛ وهي في جميع الحالات نسبية ؛ فليست هناك حقيقة مطلقة . اقول إذا كانت الحقيقة في النص الروائي ؛ تختلط فيها التسميات بين الرجل والمرأة ؛ إلا انها تبقى حقيقة منقوصة ؛ خاصة أن التسمية تأتي في الأغلب تاتي عن هوى سياسي ثقافي بالدرجة الأولى ؛ مصدرها مبعث أيديولوجي ؛ بالاساس . فهي تعتمد أي الأيديولوجيا على صراع الأفكار ؛ فهناك من يتزوج الأفكار ؛ والقسم الآخر يعشقها ؛ وما بينهما بون واسع ؛ فالأول يتعاطي مع التسمية كملكية خاصة له ؛ والآخر يتعامل معها كعشيقة ؛ ولهدف محدّد وفترة زمنية محددة أيضاً . والزوجة عادة تُعطي أكثر مما تأخذ ؛ لأنها تتحول إلى أم أو صاحبة أسرة اجتماعية ؛ المطلوب منها الحفاظ على تلك القيمة الأخلاقية ؛ بينما العشيقة تلعب دور الند ؛ وإن كان هذا الدور ؛ هو وهم لا أكثر ولا اقل ؛ والصراع بهذا المعنى ؛ ليس أيٍ من الطرفين ؛ معني بالحفاظ على هذه العلاقة ؛ إلا بقدر ما يخدمهما . والرواية والراوي ؛ والراوية في شكل من الأشكال ؛ وفي الحالتين لايمكن أن يكونا ؛ كائنان منفردان وهما موجوداين حقيقة وان كانا بعدين عن أن يكونا نموذجين منفصلان . وبسبب ذلك فان حاشيتهما غير مبسطة ؛ ولانحس بوجودها إلا أنها تكشف عنهما وتتعارض معهما . ومع ذلك فان كل كاتب أو كاتبة ؛ لايسعيان بنزع الصفة الإنسانية عنهما وعن طريق سرد روائي تُضفي عليهم وجودا انسانيا حقيقيا . فالحواشي هنا تأخذ صفة الظرف الموضوعي الذي تشكل ضمن حلقة البيئة التي ولد فيه النص الروائي . بعيداً عن الإشكالات التي تطرأ حول النص ؛ فالنص هو يلد وحيدا ؛ يأتي عند المخاض الإبداعي الروائي . الذي يُعتبر وثقية بلاغية ناطقة باسم أبطالها أيٍ كان جنس هؤلاء الأبطال . وعودة على ذي بدء ؛ المشكلة ليست في التسميات ؛ بل في زاوية النظر للنص الروائي ؛ كان هذا النص يخدم وجهة النظر المعني ؛ أو لا يخدم ؛ فالقصة ؛ قصة صراع بين القيم والمفاهيم ؛ والقاضي دائماً من يملك ادوات المعرفة .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏أشخاص يجلسون‏‏
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *