كتب محمد درويش
تلعب الشائعات دورا خطيرا في مختلف المجتمعات الإنسانية، منذ خلق الله الارض ومن عليها؛ لذلك فان لها تاثير على الأمن والاستقرار في المجتمعات، خاصة في فترات الأزمات والكوارث الطبيعية أو الإنسانية، وكلما زاد الغموض حول الاشاعات زاد حجمها ووسع انتشارها، وتأخذ الشائعات أشكالًا مختلفة بحسب الاماكن التي تنتشر فيها، فهى تهدد وحدة المجتمعات وأمنها، وتثير الغضب والانفعالات والعواطف لدى الشعوب، وتتفاوت خطورة الشائعات على حسب أهدافها وأغراضها.
فلها أخطار سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية ونفسية، وتبدأ أخطار الشائعات من الفرد الذي يقوم بترويج الشائعة؛ فهو إنسان مهزوز الشخصية وليس له اى انتماء او عقيدة وطنية راسخة في وجدانه.
فهو يسعى من خلال الترويج للشائعات إلى تعويض جوانب النقص في شخصيته، وهو أيضا يوصف باقذر الصفات الا وهى صفة الكذب، ومعروف خطورة الكذب في أي مجتمع.
والشائعة لها القدرة على تفتيت المجتمع والصف والرأي الواحد، وتعمل على تضارب الآراء؛ فيصبح المجتمع الواحد والفئة الواحدة أمام الشائعات فئاتٍ متعددة، وتظهر خطورة الشائعات على عقل الإنسان، من خلال الأكاذيب والترويج للأفكار الهدامة، التي تجعل الإنسان أمامها في حيرة من أمره بين التصديق والتكذيب.
وكذلك تكمن خطورة الشائعات في بث عدم الثقة بين أفراد المجتمع وقيادته الفكرية والعلمية.
وذلك من خلال التشكيك في النيات، حتى تخلو الساحة من القيادات العلمية، والسياسية، والاجتماعية التي يحترمها المجتمع فالشائعات لها القدرة في بعض الاحيان على حبس العقول، فكيف لا تحبس المال؟ وبذلك تتأثر مصالح المجتمع.
ومن أخطار الشائعات على المجتمع ما يلي:
– تعمَل الشائعات على إرباك صانعي القراربعدم اخذ القرار السريع في بعض القضايا المهمة.
– تعمل الشائعات على تفكيك المجتمع.
– الشائعات لها أضرار فادحة على الأرواح والمعدات أثناء الحروب.
– الشائعات تخاطب قلب الإنسان وعواطفه؛ فيندفع ورائها ضعاف النفوس دون وعيٍ أو عقل ضابط.
– الشائعات تبعث روح الانقسام في صفوف المجتمع، أو تزعزع ايمانه بمبادئه وقيَمه.