Share Button

إن الموقع الهام الذي شغله السوريون منذ اقدم العصور وحتى اليوم القى على عاتقهم مهمتين:

الاولى: تجسيد عبقرية الأمة وإمكاناتها وإنجازاتها وإبداعاتها الحضارية على ارض الواقع حيث الشروط ملائمة للاستقرار الزراعي والتفوق التجاري والإبداع الحضاري.

الثانية: إن وجود السوريين في هذه البقعة المترامية الممتدة من شواطيء الخليج العربي إلى البحر المتوسط غربا جعلهم في مهب رياح وأعاصير الغزو الهمجي للارض العربية التي كانت تأتيها في معظمها من الشرق والشمال والغرب، فألقى على كاهلهم مهمة الدفاع عن حياض هذه الأرض المترامية وارغمهم على العمل بيد والقتال بيد اخرى منذ بدء التاريخ جاعلين من أنفسهم المصد التاريخي ضد غزوات كل الشعوب والاقوام والامم الجائحة والطامعة ، فمن الاقوام والقبائل الهائمة المتوحشة كالغوتيين في الشرق والقبائل الهمجية في الشمال إلى غزوات الفرنجة فيما بعد ، ثم المغول والتتار والاتراك والانكليز والفرنسيين إلى الغزو الصهيوني الحديث للأرض العربية.

لقد شكل الوطن السوري منذ بدايات تشكله المصد الطبيعي عن باقي بقاع الوطن في شبه جزيرة العرب ومصر ، ولقد أكدت الأحداث أن وطنا عربيا سوريا قويا منيعا في الشمال كان يعني استقرار ورخاء كل اطراف الوطن الأخرى من شبه جزيرة العرب إلى مصر والشمال الإفريقي ، وإن ضعف الدولة السورية وتفكك الوطن السوري كان يتيح للغزو أن يخترق في العمق جنوبا حتى مصر.

ومن هنا كان على هذا الشعب أن يتفوق في مجالين{ العسكري والبناء الحضاري المادي والروحي معا}.

والوطن السوري اليوم احوج إلى أخواته في مصر وبقية الدول العربية أن تمد له يد المساعدة والعون ليتخلص من المجرمين التكفيريين القتلة الذين جاؤوا بهم من كل بقاع العالم.. لتدمير سورية خدمة للمشاريع الاستعمارية وإنهاء كل مشاريع الوحدة التي كانت سورية على الدوام تعمل لأجلها، وتفكيك ماتبقى من الامة السورية ، والقضاء على قواتها ليسهل الانقضاض على ماتبقى من العالم العربي والسيطرة عليه تماما، وسرقة خيراته وثرواته وإشعال الفتن فيه حتى يتلاشى نهائيا.

ورغم مرارة الاحداث فقد صمد السوريون وحققوا انتصارات ساحقة، لكن انتصارهم لم يكتمل بعد..وإن الانتصار الكامل سيخدم العالم العربي والشعوب العربية جميعها.

الأديب الباحث غسان صالح عبدالله

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *