بقلم / أميرة علي ذوالفقار
إن الحياة حرب مستمرة لا نتوقف عن خوضها ، وما إن ننتهي من حرب إلا وفاجئتنا أخرى !
يقول كافكا :” الحياة حرب ، حرب مع نفسك ،حرب مع ظروفك ، وحرب مع الحمقى الذين خلقوا هذه الظروف..فاستمر ”
وهكذا نقضي العمر كله نحارب ،نعيش حياتنا وسط معارك كثيرة ، وكل منا يحارب بطريقته الخاصة ،هناك من يتحمل ويُشهر سيفه أمام كل المخاوف والاختبارات المؤلمة وتقلبات الحياة المفاجأة ،وهناك من يستسلم بسهولة ويشك أنه على قيد الحياة أصلاً !!
ويظن أنه الموت الصغير لأنه بالفعل لم يعد لديه روح ولا شعور ويغلبه الألم النفسي ولم يعد يرى مستقبله فيه شعاع من نور،يبدأ في فقدان نفسه شيئاً فشيئاً إلى أن يفقدها تماماً.
أما نحن المحاربين البواسل اللذين واجهنا جميع المعارك الكبيرة والصغيرة وسيفان في يدينا ما إن وقع سيف نحارب بالآخر ، قد نأخد استراحة محارب ،قد نشعر ببعض العجز ،قد يسيطر علينا الضعف يقول الله عز وجل ” وخُلق الإنسان ضعيفا ” .
وهناك صراعات داخلية وحروب لا يمكن تفسيرها ،تحارب افكارك ونفسك وتحارب كي لا تعجل شيطانيك المحبوس داخلك يخرج ،تحارب ضعفك ،مأساتك تحارب خوفك من كل شيء وبعض الناس الذين علموك دروساً عظيمة وتفننوا في الغدر والخيانة والإنكار لما قدمته لهم طوال عمرك من حب وخير ومودة ، تحارب وحدتك الطويلة ، تحارب وتحارب حتى ينهكك التعب ،ستعاني من الخسائر الكثيرة ولكنك تقهر كل حروبك ولا تجعل خصومك تفوز ، انها لأعظم خسارة هي أن تخسر نفسك ، تمسك بأسلحتك وحارب وقاوم وقاتل كأشجع محارب ، استمر في سعيك لتكون افضل من قبل ،لتنجح ،لتتخطى ، ليراك من أراد كسرك أقوى من قبل ، سيكون نصرك عظيم ، نحن لسنا ضحايا الحرب ، بل نحن الناجون من الحرب .