في عام 2022 وصل إجمالي تحويلات المغتربين على مستوى العالم الى اوطانهم ما يزيد عن 650 دولار وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي .. و اذا اخذنا في الاعتبار ان هذا الرقم هو ما يتم رصده من مبالغ ترسل عبر القنوات الرسميه للتحويلات أي البنوك و الشركات المتخصصه في التحويل الدولي للأموال فإن هناك رقما آخر لا يمكن رصده و هو الاموال المنقوله عبر الاشخاص انفسهم حين عودتهم في اجازات او مرسله بصحبة اصدقاءهم من المغتربين …
لم يتعد نصيب مصر من هذه التحويلات في أوج قمتها مبلغ ال 32 مليار دولار في عام 2021 بينما كان نصيب الفلبين مثلا 37 مليار دولار و هي تقاربنا في عدد السكان و المكسيك 54 مليار دولار ..
و السؤال هنا هل تعلمنا من درس الأزمه الاقتصاديه الخانقه التي نمر بها في أهمية المصريين في الخارج و تحويلاتهم في إعاشة الدوله بأكملها بمنتهى الصراحه فنسبة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الاجمالي و ما يساهم به في الدخل من العمله الصعبه للبلد مخجله؟ .. هذه نقطه اخرى نناقشها في مقال لاحق فالمهم الآن أن تتحرك الدوله بأكملها لصياغة استراتيجية و رؤية لما يمكن أن نطلق عليه ( صناعة و تصدير الأيدي العامله) .. هذا ملف لا يمكن ان يترك لاجتهادات وزير او وزيرة فقط و إنما يجب أن تعمل عليه مؤسسات الدولة بأكملها ..
يجب أن تكلف الحكومه البعثات الدبلوماسيه في كافة دول العالم المستقبلة للعمالة الأجنبية بتقديم دراسة وافية علمية و دقيقه بشكل سريع عن احتياجات تلك الأسواق من الأيدي العامله و مواصفاتها و اشتراطاتها بدقه و العودة بتلك الدراسات لكافة الجهات و على رأسها وزارة التعليم العالي و الجامعات و التعليم الفني للعمل على توجيه خططها (لإنتاج) تلك الأيدي العامله بالمواصفات و المهارات المطلوبه و بمنتهى الدقه ثم إيجاد جهة حكومية شديدة الكفاءة و الإحترافيه تساند هذا الشاب و الذي اصبح مؤهلا و مجهزا بتلك المهارات و تلك الشهادات لتوثيقها و تيسير إجراءات اقتناصه لهذه الفرص في الخارج و تقديم المشورة و الخبرة و الدعم في انهاء إجراءات سفره بمنتهى السرعه …
هل تعلم حضرتك مثلا أن السوق الخليجيه تعاني عجزا في التمريض بعد أن إنكمش بشكل كبير عدد الممرضات الفلبينيات هناك و أن راتب الممرضه وصل في بعض الأماكن الى ما يقارب ال 2000 دولار شهريا و نحن لا نقتنص و لا نستفيد بهذه الفرصة في إعداد و تصدير التمريض بينما ننفق المليارات في بناء كليات و تخريج فئات مثل الصيادله و أطباء الأسنان و الواقع انه توجد تخمه في السوق المحلي و في تلك الدول من أعدادهم و اصبحت السوق طارده لهم في تلك الدول و اصبح راتب التمريض أعلى من راتبهم هناك !!!
و للحديث بقية فمازال لدي أقوال أخرى ..
د. أحمد علاء خلفه