Share Button

جامعة الخرطوم بمصر : رؤية مقترحة .

ا.د. محمد أبوعلي

أستاذ النقد والبلاغة بآداب دمنهور

الرؤية تقوم علي إنشاء أقسام مناظرة بالجامعات المصرية العامة والخاصة لأبنائنا العائدين من السودان . فرع لجامعات السودان الخاصة في مصر بنفس التكاليف . بداية حمدا لله علي سلامة أبنائنا العائدين من السودان والذين اضطروا للالتحاق بكليات في السودان حبا في اختيار مستقبل أفضل مع كليات لها اسم يضمن مستقبل أفضل ولقب أبهي . ونعلم جميعا التكاليف والعملة الصعبة التي تتكلفها أسر أبنائنا للالتحاق بهذه الجامعات خارج مصر وخاصة روسيا والسودان فضلا عن حالة القلق والرعب بسبب اغتراب الأبناء .
وكما شاهدنا جميعا حدث ما حدث بالسودان وقامت الدولة المصرية بواجبها في تأمين أبنائها وبناتها بالجامعات السودانية ، ونجحت والحمد لله في تأمين رجوعهم إلي مصر بطريقة تليق بهيبة الدولة المصرية ؟ وماذا بعد ؟

بداية ندعو الله أن يستقر الوضع قريبا في السودان . لكن لو لم يستقر قريبا فماذا سيكون حال أبنائنا وبناتنا من الملتحقين بهذه الجامعات في السودان ؟
وحتي لو استقر الوضع هل تستقر قلوب أبنائنا ممن شاهدوا هذا النوع من الدمار والرصاص والنيران وقطع الكهرباء والاتصالات والجوع والخوف والعطش ؟
والله أشعر أن بعض أبنائنا وبناتنا بعد هذه الأخبار والمشاهدات يحتاجون إلي إعادة تأهيل نفسي ليرجع إلي مساره الطبيعي في الحياة ، وأزعم أن كثيرا منهم سيرفضون الرجوع إلي السودان حتي لو استقرت الأوضاع وسيكون هذا الخوف هو المعشش في قلوب الآباء الذين ذاقوا هذه المشاعر وهم يسمعون طلقات الرصاص أثناء الاتصال بأبنائهم عبر وسائل التواصل .

حضرات السادة :
هل من سبيل لعلاج هذه القلوب الخائفة علي أبنائها ومستقبلهم ؟ أزعم أن مصر التي لها كل الفضل في تعليم أبناء العرب في شتي المدارس والجامعات العربية قادرة في وقت قليل جدا جدا أن تضع حلولا متعددة لاحتواء أولادنا الراجعين من السودان يجرون أذيال الرعب مما شاهدوا ومروا به من ظروف قاسية جدا جدا جدا . أزعم أن مصر تستطيع اقتراح حلولا كثيرة لتحافظ علي مستقبل هؤلاء الأبناء . أزعم أن مصر قادرة علي طمأنة قلوب كل المصريين الذين أرسلوا أولادهم للسودان وروسيا وغيرهما من دول تستنزف الدخل القومي عامة وجيوب المصريين خاصة .
في كل الأحوال ستعتمد الحكومة المصرية هذه الشهادات الوافدة من دول أخري لا أقول أقل حجما من مصر ، ولا أباهي بأن قياداتها تعلمت في مصر وعلي أيدي مصريين ، ولكن أقول ، ولتصنع علي عيني هذه الشهادات وأقصد عين المؤسسات المصرية الحريصة علي مستقبل أبنائها ، وليتم منح هذه الشهادات بنفس التكاليف في جامعات مصرية خاصة أو عامة .

الحل المقترح :
كل الكليات التي التحق بها أبناؤنا وبناتنا في الخارج لها نظائرها بالجامعات المصرية العامة والخاصة ، ومن ثم يمكن تخصيص أماكن في كل كلية لأبنائنا العائدين من السودان ، ويتم تخصيص محاضرات وسكاشن تعوضهم عما فاتهم ، وأن يقوموا بدفع المصاريف نفسها التي كانوا يدفعونها في الدول الأخري أو يزيد ، علي أن يتم عقد بروتوكولات تعاون مع المؤسسات العلمية في هذه الدول تسمح هذه البروتوكولات بأن يستكمل أولادنا تعليمهم داخل مصر وأن تقوم هذه المؤسسات التي أخذت المصروفات قبل بداية الالتحاق برد بعضها للجامعات المصرية التي ستقوم علي استكمال خطوات منح الشهادات من جامعات مصرية عامة وخاصة .

الحل سهل جدا . ولم يكلفنا إلا وضع جداول أخري لأبنائنا العائدين من السودان وغيرها داخل بعض الجامعات المصرية القادرة علي المنافسة مع هذه الجامعات .

كذلك لا نسمح لأبنائنا بعد ذلك بالسفر للحصول علي شهادة علمية إلا بعض الدول وبعض الجامعات . علي الجامعات الخاصة أن تحدد عدة مستويات في قبول الطلاب من حيث المجموع والتكلفة وأن نغلق هذه الأبواب التي من شأنها استنزاف جزء من الدخل القومي .
فكروا في مستقبل أبنائنا . فكروا في الأموال التي تنفق علي تعليم أبنائنا في جامعات قد لا تحقق المستوي المطلوب من المهارات المستهدفة في بعض التخصصات كالطب والصيدلة والهندسة . الحل ليس مستحيلا . الحل يحتاج إلي شخصية قريبة من مراكز صنع القرار وبإذن الله ينفذ علي عجل .

ا.د .محمد أبوعلي
أستاذ النقد والبلاغة بآداب دمنهور
وأمين التدريب والتثقيف بحزب مستقبل وطن بالبحيرة .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *