Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــــرورى

نكمل الحديث مع الدوله الأمويه ولكن الحديث هذه المره ليست عن خلافه عامه ولكن عن إماره أمويه وكانت آخر إماره للدوله الأمويه، والإمارة هي صورة من صور الدول السياسية، وسميت نسبة إلى من يحكمها وهو الأمير، وعادة يكون نظام الحكم وراثيا كالنظام الملكي، ومن أمثلة الإمارات في العالم، إمارة موناكو، وإمارة قطر، وإمارة الكويت، والإمارات العربية المتحدة، وهي سبع إمارات يحكم كل منها أمير مستقل في إمارته، ولكنها اتحدت في دولة اتحادية واحدة، وتعني كلمة الإمارة في اللغة أنها هى الولاية، وتطلق أيضاً على منصب الأمير، وعلى جزء من الأرض يحكمه الأمير، والأمير هو من يتولى الإمارة، أو من يتولى أمر قوم، وإمْرَتهم، ويطلق أيضاً على الملك.

وعلى من وُلد في بيت الإمارة، وربما أطلق على الزوج، فيقال هي مطيعة لأميرها، ومعنا أمير أموى وهى أبو المطرَّف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي القرشي، وهو المعروف بلقب صقر قريش وعبد الرحمن الداخل، والمعروف أيضا بلقب عبد الرحمن الأول، وقد أسس عبد الرحمن الدولة الأموية في الأندلس عام مائه وثمانيه وثلاثين من الهجره، وكان ذلك بعد أن فر من الشام إلى الأندلس في رحلة طويلة استمرت ست سنوات، وكان ذلك إثر سقوط الدولة الأموية في دمشق عام مائه واثنين وثلاثين من الهجره، وتتبع العباسيين لأمراء بني أمية وتقتيلهم، وقد دخل الأندلس وهي تتأجج بالنزاعات القبلية والتمردات على الولاة حيث قضى عبد الرحمن في فترة حكمه.

التي استمرت ثلاثه وثلاثين عاما، في إخماد الثورات المتكررة على حكمه في شتى أرجاء الأندلس، تاركا لخلفائه إمارة استمرت لنحو ثلاثة قرون، والدولة الأموية في الأندلس هى إمارة إسلامية أسسها عبد الرحمن بن معاوية الأموي عام مائه وثمانيه وثلاثين من الهجره، في الأندلس وأجزاء من شمال أفريقيا وكانت عاصمتها قرطبة، وتحولت إلى خلافة بإعلان عبد الرحمن الناصر لدين الله نفسه في ذي الحجة عام ثلاثه مائه وستة عشر من الهجره، خليفة قرطبة بدلاً من لقبه السابق أمير قرطبة، وهو اللقب الذي حمله الأمراء الأمويون منذ أن استقلّ عبد الرحمن الداخل بالأندلس، وقد تأسست هذه الدولة نتيجة سقوط الدولة الأموية في المشرق على يد بني العبَّاس، الذين أخذوا بعد قيام دولتهم بمُلاحقة بني أمية وقتلهم

ولذلك فقد فرَ الكثير منهم بعيداً محاولين النجاة بأنفسهم، وقد كان من بين هؤلاء عبد الرحمن الداخل، الذي فرَ إلى الأندلس، وأعلن استقلاله بها وقد تمكن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة، فأسسوا دولتهم الجديدة في الأندلس، وظلوا يحكمونوها زهاء ثلاثة قرون، وقد عُرف عبد الرحمٰن بن معاوية باسم عبد الرحمٰن الداخل، ومعنى كونه دخل، أي هاجر إلى الأندلس، ومنذ أن تسلم الحكم حتى دخل المسلمون في الأندلس في عهد جديد قائم على أسسٍ سياسية بعيدة عن العُعنصريه والقبلية من واقع تحجيم نفوذ زعماء القبائل وإحلال سلطة الدولة ممثلة بالأمير، وهى محل سلطة القبائل، وبدأت الأندلس تسير في طريق اكتساب الحضارة.

وصقر قريش أو عبد الرحمن الداخل، هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وكانت كنيته هى أبو المطرف وقيل أبا زيد وقيل أبا سليمان، وكانت أمه هى سبية بربرية من قبيلة نفزة اسمها راح أو رداح، وقد ولد سنة مائه وثلاثة عشر، من الهجره، في خلافة جده هشام بن عبد الملك، في بلاد الشام عند قرية تعرف بدير حنا، ودير حنا هي مجلس محلي تقع في منطقة الجليل وإداريا في المنطقة الشمالية شمال فلسطين، وتقع على تلال الجليل السفلي جنوب شرق عكا، ومن أهم معالمها آثار قلعة ظاهر العمر التي بناها في القرن الثامن عشر.

وقيل أن عبد الرحمن الداخل، قد ولد بالعليا من أعمال تدمر، وقد توفي أبوه شاباً عام مائه وثمانية عشر من الهجره، في خلافة أبيه هشام بن عبد الملك، فنشأ عبد الرحمن في بيت الخلافة الأموي بدمشق حيث كفله وإخوته جده هشام، وكان جده يؤثره على بقية إخوته ويتعهده بالصلات والعطايا في كل شهر حتى وفاته، ويروى أن عم أبيه الفارس مسلمة بن عبد الملك والذي كان له باع طويل في علم الحدثان قد وصلته نبوءة تقول بأن عدوا سيأتي من الشرق ويقضي على الحكم الأموي، إلا أن فتى أمويا سوف يتمكن من إقامته من جديد في بلاد الأندلس٬ وعندما نظر مسلمة إلى عبد الرحمن لأول مرة في رصافة هشام بعد وفاة أبيه رأى في وجهه العلامات التي تدل على أنه الأموي المقصود.

وأبو سعيد مسلمه بن عبد الملك بن مروان، هو أمير أُموي، وقائد عسكري، ووالي، وسياسي ورجل دولة، وقد برز ما بين عام سته وثمانين من الهجره، إلى مائه وواحد وعشرين من الهجره، وكان ذلك بخوضه الكثير من المعارك والغزوات والحملات العسكرية على كل مِن الإمبراطورية الرومية البيزنطية وإمبراطورية الخزر والخوارج والجراجمة، وكانت جل حروبه وأغلبها على الدولة الرومية البيزنطية، وخلال فترات متفرقة من حياته تولى العديد من المناطق والمدن، مثل مكة، وحلب، والعراق، وخراسان، وتولى إمارة أرمينية وأذربيجان وهى منطقة جنوب القوقاز،فكانت على ثلاث مرات بأوقات مختلفة، وعندما أقام العباسيون دولتهم على أنقاض الدولة الأموية.

فقد هدفوا إلى تعقب الأمويين والقضاء عليهم خشية أن يحاولوا استرداد ملكهم، فقتلوا بعضهم مما جعل الباقين منهم يستترون، حينئذ، أظهر العباسيون الندم على ما كان منهم، وأشاعوا أنهم أمنوا من بقي من الأمويين حتى اجتمع منهم بضع وسبعون رجلا منهم أخ لعبد الرحمن يدعى يحيى، فأفنوهم، وحين بلغ عبد الرحمن بن معاوية ذلك، هرب من منزله بدير حنا من أعمال قنسرين، وأوصى بأن يتبع بولده سليمان وأختيه أم الأصبغ وأمة الرحمن، حتى بلغ قرية على الفرات، اختبأ بها، وذات يوم، اشتكى فيه عبد الرحمن الرمد، فلزم ظلمة داره، وإذا بابنه سليمان وهو ابن أربع سنين يدخل عليه فزعًا باكيًا، فتوجس عبد الرحمن وإذا برايات العباسيين في القرية، ودخل عليه أخ له صغير يخبره الخبر.

فعمد عبد الرحمن إلى دنانير تناولها، ثم أعلم أختيه بمتوجهه، وفر هو وأخوه، بعدئذ، وشى به عبد من عبيده، تعقبته فرسان العباسيين، فلم يجدا أمامهما مهربًا إلا عبور النهر، وإذ هما في منتصف النهر، أغرتهما الشرطة أن يرجعا ولهما الأمان، فرجع أخوه خشية الغرق، وغرر به وقتله العباسيون، وكان عمر أخيه ثلاث عشرة سنة، بينما نجح عبد الرحمن بالوصول إلى الضفة الأخرى، ثم ألحقت به أخته أم الأصبغ مولاه بدر ومولاها سالمًا بمال وشيء من الجواهر، فتوجه عبد الرحمن بالموليين صوب إفريقية، وقد استغل عبد الرحمن بن حبيب الفهري والي إفريقية سقوط الدولة الأموية ليستقل بحكم إفريقية، وينحدر عبد الرحمن من نسل عقبة بن نافع الفهري القائد الذي ولي إفريقية للأمويين.

وقد ساهم في الفتح الإسلامي للمغرب، وأسس مدينة القيروان، فهو عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري، وقد شارك عبد الرحمن مع أبيه حبيب بن أبي عبيدة الفهري سنة مائه واثنين وعشرين من الهجره، في حملة للمسلمين على صقلية، التي عبرت البحر وحاصرت عاصمتها سرقوسة حتى استسلمت على أن تؤدي الجزية، وبعد اندلاع ثورة البربر في المغرب، اضطر المسلمون إلى وقف تلك الحملة والعودة إلى إفريقية للمساعدة في إخماد تلك الثورة، وقد انضم عبد الرحمن وأبيه إلى حملة كلثوم بن عياض القشيري التي بعثها الخليفة هشام بن عبد الملك لإخضاع ثورة البربر في المغرب، لكنهم انهزموا أمام البربر في معركة بقدورة بالقرب من نهر سبو.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *