Share Button

إعداد / محمــــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الصحابى الجليل سهل بن حنيف، وقد، أسلم سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم الأنصاري، وهو من بني حنش بن عوف من الأوس، وأمه هند بنت رافع بن عميس من الجعادرة من الأوس، وأخوه لأبيه وأمه عثمان بن حنيف، وأخويه لأمه عبد الله والنعمان ابنا أبي حبيبة بن الأزعر من بني ضبيعة بن زيد من الأوس، وقد آخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين علي بن أبي طالب، وقال الزهرى، لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أموال بني النضير أحدا من الأنصار إلا سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة، وكانا فقيرين، وأبو دجانة سماك بن خرشة هو صحابي من الأنصار من بنى ساعدة من الخزرج، وقد شهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، غزوات بدر وأحد وخيبر وحنين، ثم شهد حروب الردة، وقُتل في معركة اليمامة، وكان من شجعان المسلمين، وكانت له عصابة حمراء.

يرتديها تميّزه في المعارك، وأسلم أبو دجانة، وآخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين عتبة بن غزوان، وقد شهد أبو دجانة مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوة بدر، وكانت عليه يوم بدر عصابته الحمراء، وفي يوم أحد، عرض النبي صلى الله عليه وسلم، سيفه على أصحابه، وقال ” من يأخذ هذا السيف بحقه؟ ” فأحجموا، فقال أبو دجانة ” وما حقه يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم ” تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تُقتل ” فأخذه أبو دجانة، فخرج يومها أبو دجانة مصلتا سيفه وهو يتبختر، وعليه عمامة حمراء قد عصب بها رأسه، وأخذ يرتجز فيقول، إني امرؤ عاهدني خليلي إذ نحن بالسفح لدى النخيل أن لا أقيم الدهر في الكب ولأضرب بسيف الله والرسول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في مثل هذا الموطن” وثبت يومها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبايعه على الموت.

وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم، شجاعة أبي دجانة يوما فقال صلى الله عليه وسلم ” لقد رأيتني يوم أحد، وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني، وطلحة عن يساري، وكان سيف أبي دجانة غير دميم” وكان أبو دُجانة هو من قتل الحارث بن أبي زينب فارس اليهود يوم خيبر، كما كان ممن ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، يوم حنين، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، شارك أبو دجانة في حروب الردة، وكان في جيش القائد خالد بن الوليد الذي توجّه إلى اليمامة، ولما اشتد القتال يوم اليمامة، وكادت الدائرة تدور على المسلمين، رمى أبو دجانة بنفسه إلى داخل الحديقة التي تحصّن فيها أنصار مسيلمة، فانكسرت رجله، فقاتل وهو مكسور الرجل، وكان ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب، ثم قُتل يومئذ، وكان لأبي دجانة من الولد خالد أمه آمنة بنت عمرو بن الأجش البهزية السُلمية، وأما عن سهل بن حنيف فكان من النقباء.

أى نقباء نبي الله صلى الله عليه وسلم، الاثني عشر وما سبقه أحد من قريش ولا من الناس بمنقبة واثنى عليه وقال لما مات جزع أمير المؤمنين على بن أبى طالب، عليه جزعا شديدا وصلى عليه خمس صلوات وروي انه كان في بدء الإسلام أول سنة الهجرة يكسر اصنام قومه ليلا ويحملها إلى امرأة من الأنصار لا زوج لها ويقول لها احتطبي هذه وكان علي يذكر ذلك عن سهل بعد موته متعجبا به وكان لسهل بن حنيف من الولد أبو أمامة أسعد وعثمان أمهما حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وسعد أمه أم كلثوم بنت عتبة بن أبي وقاص، وعبد الله، وقد ولاه الإمام علي، على فارس فاخرجه اهل فارس ووجه الإمام علي، زياد بن أبيه فارضوه وصالحوه وأدوا الخراج، ولما غدر أصحاب الجمل بأخيه عثمان بن حنيف عامل الإمام علي، على البصرة وقالت ام المؤمنين اقتلوه قال والله لئن هممتم بذلك لابعثن إلى أخي بالمدينة فلا يبقي منكم احدا.

فتوقفوا عن ذلك ونتفوا شعره وفي الاصابة كان من السابقين واستخلفه علي على البصرة بعد الجمل ثم شهد معه صفين ويقال آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين علي بن أبي طالب، ولم يؤاخ النبي بين علي وبين أحد غير نفسه ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين أصحابه إلا عليا قال له آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد فقال انما تركتك لنفسي أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى فانت أخي في الدنيا، وقد روى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وزيد بن ثابت، وقد روى عنه ابناه أبو أمامة وعبد الله، وعبيد بن السباق وأبو وائل وعبد الرحمن بن أبي ليلى ويسير بن عمرو، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعمر بن عبد الرحمن بن عوف والرباب جدة عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف، وأما عن إبنه أبو أمامة فهو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني، وقد ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وعدّه الذهبي وابن حجر من الصحابة، وقد روى الحديث عن جمع من الصحابة، وتوفي سنة مائة من الهجرة، وتوفي في الإسكندرية، وهو أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن وهب الأنصاري، وهو من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، واسمه أسعد، وقد وُلد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بعامين، وأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فحنكه وسماه باسم جده لأمه أبي أمامة أسعد بن زرارة، فكان من علية الأنصار وعلمائهم، ومن أبناء البدريين، وصلي بالناس إماما عندما حوصر عثمان بن عفان، وقيل أنه كانت هناك بقباء امرأة لا زوج لها مسلمة فيقول علي رضي الله عنه، فرأيت إنسانا يأتيها من جوف الليل فيضرب عليها بابها فتخرج إليه فيعطيها شيئا معه فتأخذه، قال فاستربت بشأنه فقلت لها، يا أمة الله من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئا لا أدري ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك؟

قالت، هذا سهل بن حنيف بن واهب قد عرف أني امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها فقال احتطبي بهذا فكان علي رضي الله عنه يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف حتى مات عنده بالعراق، فهكذا كان دأب صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهو كفالة الفقير وتقديم يد العون له، فيكون المجتمع الإسلامي كالجسد الواحد يشد بعضه بعض، وعن يسير بن عمرو قال قلت لسهل بن حنيف، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيء؟ قال سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق ” يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية” وعن ابن أبي ليلى، أن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية فمرت بهما جنازة فقاما فقيل لهما إنها من أهل الأرض فقالا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرت به جنازة فقام فقيل إنه يهودي فقال أليست نفسا.

وتوفي سهل بن حنيف رضى الله عنه، بالكوفة سنة ثمانى وثلاثين من الهجرة وصلى عليه الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، فكبر ستا وروي خمسا وقال انه بدري، وعن الحسن بن زيد انه قال كبر علي بن أبي طالب على سهل بن حنيف سبع تكبيرات وكان بدريا وقال لو كبرت عليه سبعين لكان أهلا، وفي رواية الحاكم مات سهل بالكوفة بعد انصرافهم من صفين وكبر عليه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، خمسا وعشرين تكبيرة في صلاته عليه، وعن جعفر بن محمد أن الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، كفن سهل بن حنيف في برد أحمر حبرة، وقال ابن الأثير لما منع عثمان بن عفان، من الصلاة جاء مؤذنه إلى الإمام علي بن أبي طالب، فقال من يصلي بالناس فقال ادع خالد بن زيد وهو أبو أيوب الأنصاري فصلى أياما ثم صلى بعد ذلك بالناس علي يوم العيد وعن إبراهيم بن سعد بن هلال الثقفي.

في كتاب الغارات أنه لما عزل الإمام علي، قيس بن سعد عن مصر وولاها محمد بن ابي بكر خرج هو وسهل بن حنيف حتى قدما على الإمام علي بالكوفة فخبره قيس الخبر وما كان بمصر وشهد مع علي صفين هو وسهل بن حنيف وقد صرح في موضع آخر بان ذلك كان قبل صفين والأكثر ذكروا انه كان بعد صفين وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه لما اراد أمير المؤمنين المسير إلى صفين دعا اليه من كان معه من المهاجرين والأنصار فاستشارهم فقال الأنصار بعضهم لبعض ليقم رجل منكم فليجب أمير المؤمنين عن جماعتكم فقالوا قم يا سهل بن حنيف فقام سهل فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أمير المؤمنين نحن سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت ورأينا رأيك ونحن كف يمينك وقد رأينا ان تقوم بهذا الامر في أهل الكوفة فتامرهم بالشخوص وتخبرهم بما صنع الله لهم في ذلك من الفضل فانهم هم اهل البلد وهم الناس.

فان استقاموا لك استقام لك الذي تريد وتطلب واما نحن فليس عليك منا خلاف متى دعوتنا اجبناك ومتى أمرتنا أطعناك، وقال نصر في كتاب صفين أيضا أن عليا بعث سهل بن حنيف يوم صفين على خيل البصرة وقال ابن الاثير على جند البصرة ومن أخباره بصفين أنه لما حمل أهل الشام على ميمنة علي فهزموها أمر علي سهل بن حنيف فاستقدم فيمن كان مع علي من أهل المدينة، وفى حديث العين حق، قيل عن سحيم بن نوفل قال كنا عند عبد الله نعرض المصاحف فجاءت جارية أعرابية إلى رجل منا فقالت إن فلانا قد لقع مهرك بعينه وهو يدور في فلك لا يأكل ولا يشرب ولا يبول ولا يروث ، فالتمس له راقيا فقال عبد الله لا تلتمس له راقيا، ولكن ائته، فانفخ في منخره الأيمن أربعا، وفي الأيسر ثلاثا وقل لا بأس، أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي, لا يكشف الضر إلا أنت فقام الرجل فانطلق فما برحنا حتى رجع فقال لعبد الله فعلت الذي أمرتني به فما برحت حتى أكل وشرب، وبال، وراث.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *