Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع شريح بن أوفى، ويقال أن الذى قتله هو عصام بن مبشر البصري وهو الذي يقول في قتله وأشعث قوام بآيات ربه، قليل الأذى فيما ترى العين مسلم ذلفت له بالرضح من تحت بره، فخر صريعا لليدين وللفم شككت إليه بالسنان قميصه، فأرديته عن ظهر طرف مسوم أقمت له في دفعة الخيل صلبة، بمثل قداما النسر حران لهذم يذكرني حاميم لما طعنته، فهلا تلا حاميم قيل التقدم على غير شئ، غير أن ليس تابعا، عليا ومن لا يتبع الحق يندم، قال فقال الإمام علي حين رآه صريعا صرعه هذا المصرع بر أبيه وبلغني عن إبراهيم الحربي عن سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه قال قتل محمد بن طلحة كعب بن مدلج وقال غيره شريح بن أوفى وقال في قتله، وكان محمد بن طلحة قد جعل كلما حمل عليه رجل يقول له ” نشدتك بحاميم ” فينصرف الرجل عنه حتى شد عليه رجل من بني أسد فقتله، وقالوا أقبل عبد الله بن معكبر، وهو رجل من بني عبد الله بن غطفان وهو حليف لبني أسد فحمل عليه بالرمح فقال له محمد أذكرك حم فطعنه فقتله.

ويقال الذي قتله ابن مكس الأزدي وقال بعضهم معاوية بن شداد العبسي وقال بعضهم عصام بن المقشعر البصري، وقيل أن شريح بن أوفى من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب، وذكر أبو حسان الزيادي أنه هو قاتل محمد بن طلحة بن عبيد الله الذي ويقال له السجاد وغير أبي حسان يقول بل قتله الأشتر النخعى، وعن الطبري أنه قاتل طويلا من نهار وكان قتل ثلاثة من همدان فأخذ يرتجز ويقول، قد علمت جارية عبسية، ناعمة في أهلها كفية، إني سأحمي ثلمتي العشية، فشد عليه قيس بن معاوية الرهبي، فقطع رجله فجعل يقاتلهم وهو يقول، القرم يحمي شوله معقولا، ثم شد عليه قيس بن معاوية فقتله، وقيل فيمن قتل من الخوارج يوم النهروان شريح بن أوفى وكان على الميسرة وقد قتله قيس بن معاوية المرهبي من همدان، وقيل أنه سنة تسع وثلاثين فيها قتلت الخوارج من أهل النهروان منهم عبد الله بن وهب الراسبي وزيد بن حصن الطائي وشريح بن أبي أوفى العبسي وأبي بن قيس النخعي وكانوا هم القراء من أصحاب الإمام علي رضى الله عنه

قبل الحكمين، وقيل أن شريح بن أوفى العبسي كان في أصحاب الإمام علي عليه السلام يوم الجمل، وقيل أن محمد بن طلحة أخذ بخطام الجمل فجعل لا يحمل عليه أحد إلا قال حاميم لا ينصرون وكان ذلك شعار أصحاب الإمام علي وكان الإمام علي عليه السلام قد أوصى أصحابه أن لا يقتلوا محمد بن طلحة فحمل عليه شريح بن أوفى العبسي فقال حاميم وقد سبقه شريح بالطعنة فأتى على نفسه فكان كما قيل سبق السيف العذل وكان محمد هذا من الزهاد العباد واعتزل الناس وإنما خرج برا بأبيه، وقال ابن الأثير أن عليا عليه السلام لما أراد المسير من ذي قار إلى البصرة يوم الجمل قال لا يرتحلن أحد أعان على عثمان بن عفان فاجتمع جماعة منهم شريح بن أوفى والأشتر وأن الأشتر قال هلموا بنا نثب على الإمام علي وطلحة فنلحقهما بعثمان وقال شريح بن أوفى ابرموا أموركم قبل أن تحرجوا ولا تؤخروا أمرا ينبغي لكم تعجيله ولا تعجلوا أمرا ينبغي لكم تأخيره فأنا عند الناس بشر المنازل وما أدري ما الناس صانعون إذا ما هم التقوا، فخبر مكذوب، فعلي عليه السلام.

لم يكن ليمنع أحدا من المسير معه وهو في أشد الحاجة إلى الأعوان والأشتر الذي قال فيه علي عليه السلام كان لي كما كنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن ليتفوه بهذا الكلام، وقد قيل أن أصحاب شريح، قد اجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي، فقام شريح فقال “إن الله أخذ عهودنا ومواثيقنا على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والقول بالحق، والجهاد في تقويم السبيل، وقد قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فى كتابه الكريم ” يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله، إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد ” وقال ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ” فاشهدوا على أهل دعوتنا أن قد اتبعوا الهوى، ونبذوا حكم القرآن الكريم، وجاروا في الحكم والعمل، وأن جهادهم على المؤمنين فرض، وأقسم بالذي تعنو له الوجوه، وتخشع دونه الأبصار، لو لم يكن أحد على تغيير المنكر، وقتال القاسطين مساعدا، لقاتلتهم وحدي فردا حتى ألقى الله ربي، فيرى أني قد غيرت.

إرادة رضوانه بلساني، يا إخواننا، اضربوا جباههم ووجوههم بالسيف، حتى يطاع الرحمن عز وجل، وقيل ثم اجتمعوا في منزل زفر بن حصين الطائي، فقالوا، إن الله أخذ عهودنا ومواثيقنا إلى آخر الخطبة، ولم يذكر قائلها، وذكر الطبري في تاريخه أنهم اجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي، وقالوا أن لقينا أهل البصرة فما لبثناهم فكأنما قيل لهم موتوا فماتوا قبل أن تشتد شوكتهم وتعظم نكايتهم، وعن أبو جناب إن أيوب أتى عليا فقال يا أمير المؤمنين قتلت زيد بن حصين قال فما قلت له وما قال لك قال طعنته بالرمح في صدره حتى نجم من ظهره قال وقلت له أبشر يا عدو الله بالنار قال ستعلم أينا أولى بها صليا فسكت على عليها، وعن أبي جناب إن عليا قال له هو أولى لها صليا قال وجاء عائذ بن حملة التميمي فقال يا أمير المؤمنين قتلت كلابا قال أحسنت أنت محق قتلت مبطلا وجاء هانئ بن خطاب الأرحبي وزياد بن خصفة يحتجان في قتل عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهما كيف صنعتما فقالا يا أمير المؤمنين لما رأيناه عرفناه وابتدرناه فطعناه برمحينا.

فقال على لا تختلفا كلا كما قاتل وشد جيش بن ربيعة أبو المعتمر الكناني على حرقوص بن زهير فقتله وشد عبد الله ابن زحر الخولاني على عبد الله بن شجرة السلمي فقتله، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو ثرملة وهو من بني حنظلة، وقد ذكر فيمن قتل مع أهل النهروان، وذكر أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو نافع وقد ذكر في أهل النهروان وعن جابربن زيد الأزدي أن نافعا قطع الفحل يده، وقيل أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو عمير بن الحارث، وقد ذكر أنه من أهل النهروان ونسبه أنصاريا، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو أبو عمرو بن نوفل، وقد ذكر في أهل النهروان وفي الصحابة، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو هرم بن عمرو الأنصاري وهو من بني واقف، وقد ذكر في أهل النهروان، وأورده ابن عبدالبر في الصحابة وسماه هرم بن عبدالله الأنصاري، وقال عنه هو من بني عمرو بن عوف وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم ” تولوا وأعينهم تفيض من الدمع”

وقيل بأنه كان قديم الإسلام وأحد البكائين الذين أتوا رسول الله ليحملهم فلم يكن عنده ما يحملهم عليه فتولوا وهم يبكون، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو الخرِّيت بن راشد السامي الناجي، وقد شهد مع الإمام علي واقعة الجمل وصفين، وقد خرج عن الإمام علي بن أبي طالب بسبب التحكيم، ثم أرسل إليه علي معقل بن قيس الرياحي، فقتل الخريت، ولقد كانت بداية هذه البلوى العظيمة لهذا الخليفة الراشد عثمان بن عفان بفتنة منكرة، أطلت برأسها في آخر خلافته، وقد أشعل نارها المنافقون، وجعلوا حطبها الجهلة والرعاع من نزاع القبائل، وسفلة الأطراف والأراذل، وقد امتلأت بالفتنة قلوبهم، وتواصوا بالشر فيما بينهم، فتراسلوا وتكاتبوا يسبون أمير المؤمنين، ويملؤون صدور العامة عليه وعلى ولاته جرّاء سياسات انتقدوها، وأفعال نقموها، كان الحق فيها مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولكنهم قوم يستعجلون، وأوباش إلى الفتنة يسارعون، فاستفحل أمرهم، واستطار شرهم، فما عادت تكفيهم المراسلات والمكاتبات، ولا أشبعت قلوبهم المفتونة الأقوال والمشاتمات فانتقلوا إلى التجمعات والخروج المسلح، فسار المفتونون، يقودهم المنافقون.

L’image contient peut-être : 1 personne

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *