Share Button

إعداد / محمـــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع حبر الأمه عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، وقد ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه كان يُجلس ابن عباس مع مشايخ الصحابة ويقول: نِعْم ترجمان القرآن هو عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وكان إذا أقبل يقول عمر رضي الله عنه “جاء فتى الكهول، وذو اللسان السئول، والقلب العقول” وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمر ابن عباسٍ عن هذه الآية من سورة النصر ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فقال ” هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إيَّاه ” قال: ما أعلم منها إلا ما تعلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال.

” كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني معهم، فدعانا ذات يوم أو ذات ليلة فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم، فالتمسوها في العشر الأواخر، ففي أي الوتر ترونها؟ فقال بعضهم: تاسعه، وقال بعضهم: سابعه وخامسه وثالثه، فقال: ما لك يا ابن عباس لا تتكلم؟ قلت: إن شئت تكلمت، قال: ما دعوتك إلا لتكلم، فقال: أقول برأي، فقال: عن رأيك أسألك، فقلت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله تبارك وتعالى أكثر ذكر السبع فقال: السماوات سبع، والأرضون سبع” وقال تعالى فى سورة عبس (ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا، وحدائق غلبا، وفاكهة وأبا ) فالحدائق ملتف وكل ملتف حديقة.

والأب ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس” فقال عمر رضي الله عنه ” أعجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم تستو شئون رأسه؟ ثم قال ” إني كنت نهيتك أن تكلم، فإذا دعوتك معهم فتكلم ” وقد قال الأوزاعي قال عمر بن الخطاب، لابن عباس رضي الله عنهما ” إنك لأصبح فتياننا وجها، وأحسنهم عقلا، وأفقهم في كتاب الله عز وجل ” وعن عطاء بن يسار أن عمر وعثمان رضي الله عنهما، كانا يدعوان ابن عباس رضي الله عنه فيسير مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما إلى يوم مات، وقد كان ابن عباس رضي الله عنه من الصحابة المكثرين في رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد برع ابن عباس رضي الله عنه، بعدد من العلوم الشرعية، مثل الفقه.

حيث تولى ابن عباس رضي الله عنه، الفتوى في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، ولشدة علمه بالفقه كان أحد الفقهاء السبعة الذي تحولت لهم الفتيا بعد وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكما كان ابن عباس المرجع للصحابة حال اختلافهم في إحدى الأمور، وتجدر الإشارة إلى أنه لم يكن يُبدي رأيه بأي مسألة إلا إن لم يجد بيانا لها في النصوص وفيما ورد عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومن الشواهد على فقه ابن العباس ما يرد في الكتب الفقهية من الآراء المنسوبة إليه دون غيره، إذ انفرد بالحكم في عدد من المسائل، وأورد ابن حزم رحمه الله، أن أبا بكر بن الخليفة المأمون أحد أئمة العلم والحديث جمع الفتاوى المنقولة عن ابن عباس فكانت في عشرين كتابا.

وكان ابن عباس يحث ويرغب الناس في السؤال عن أمور الدين، ثم يسألهم عما قال ليتأكد من صحة فهمهم، كما كان حريصا على إرشادهم إلى الطرق والأساليب التي يحفظون بها العلم، ليتمكنوا من تبليغه لغيرهم، ومن أقواله الواردة في ذلك ” تذاكروا هذا الحديث لا ينفلت منكم، فإنه ليس مثل القرآن مجموع محفوظ، وإنكم إن لم تذاكروا هذا الحديث ينفلت منكم، ولا يقولن أحدكم حدّثت أمس فلا أحدّث اليوم، بل حدّثت أمس ولتحدّث اليوم وغدا ” وكان من وصاياه الواردة في الوعظ ما رواه الإمام البخاري في صحيحه بقوله ” حدث الناس كل جمعه مره، فإن أبيت فمرتين، فإن اكثرت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتى القوم وهم فى حديث من حديثهم، فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم فتملهم.

ولكن انصت، فإذا أمروك فحدثهم، وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإنى عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك، يعنى لا يفعلون إلا ذلك الإجتناب ” وأيضا من الأمور التى برع ابن عباس رضي الله عنه، فيها هو التفسير، فقد نال ابن عباس رضي الله عنه، قدرا قليلا من تفسير القرآن الكريم، من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ثم ما كان لديه من العلم باللغة العربية والفصاحة والبلاغة، ثم التفسير بالمقتضى، ويُقصد به التفسير بمعنى الكلام، استنادا إلى قوة الشرع، كما كان في بعض الأحيان يرجع إلى ما ورد من أقوال أهل الكتاب بالنظر العميق فيها، ليأخذ منها ما يوافق الحق، وقد نسب إليه تفسير تنوير المقابيس.

الذي تدور رواياته على طريق السدي الصغير فقط، إلا أن الصحيح أن ذلك التفسير لا يُنسب إليه، وكان أيضا من الأمور التى برع فيها بن عباس رضى الله عنهما هو الحديث، حيث كان ابن عباس رضي الله عنه، لا يرغب في الإكثار من رواية الحديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، سائرا بذلك على طريق عمر بن الخطاب الذي نهى الناس عن الإكثار من رواية الحديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومنع بعض المُكثرين من الرواية، وذلك خوفا من الكذب على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وخشيةً من هجر القرآن الكريم، ولذلك عزم عمر بن الخطاب رضى الله عنه، على تدوين السنة النبوية الشريفه، إلا أنه عدل عن رأيه في آخر الأمر، ومع حرص عبد الله بن عباس على عدم الإكثار.

من رواية الأحاديث إلا أنه كان من الصحابة الستة المُكثرين من الحفظ عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم، وقد هاجر عبد الله مع أبيه العباس بن عبد المطلب، قبيل فتح مكة فلقوا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بالجحفة، وهو ذاهب لفتح مكة، فرجعا وشهدا معه فتح مكة، ثم شهد غزوة حنين وغزوة الطائف، وأما عن الجحفة فهو ميقات أهل الشام وبلاد المغرب ومصر ومن جاء عن طريقهم وبه ينزل الحجاج، واصبح منزلة لأهل الشام ومصر وبلاد المغرب، ويقع بالقرب من مدينة رابغ والناس يحرمون اليوم من رابغ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم فقال صلى الله عليه وسلم ” هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج أو العمرة فمن كان دونهن فمهله من أهله وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها ” رواه البخاري ومسلم، وأما عن غزوة حنين التى شارك فيها عبد الله، فهي غزوة وقعت في الثالث عشر من شهر شوال في السنة الثامنة للهجرة بين المسلمين وقبيلتي هوازن وثقيف في واد يسمى حنين بين مدينة مكة والطائف، وقد كان قائد المعركة وسببها رجل يسمى مالك بن عوف النصري من قبيلة هوازن وقد سيّر جيشه حتى وصل بالقرب من مكة، وعندما وصلت الأخبار للمسلمين وجّه المسلمون جيشا كبيرا وكان يضم الكثير ممن أسلموا بعد فتح مكة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *