Share Button
فى طريق النور ومع قيمة الإحترام وإحترام القيم “الجزء الرابع”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع قيمة الإحترام وإحترام القيم، وإن الوقوع في العلماء إسقاط لهم وحرمان للناس من الإفادة من علمهم، وحينئذ يتخذ الناس رؤوسا جهالا فيفتوا بغير علم فيضلوا، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا” رواه البخاري ومسلم، وسلف هذه الأمة وخير قرونها تمثلوا هذا التوقير والتعظيم في مواقف كثيرة امتلأت بها بطون كتب التراجم والتواريخ وتناقلها العلماء تذكيرا بهذا الأدب، وتعميقا لهذا الأصل في القلوب.
وتنبيها على استعماله لكل سالك، وإنما جاء الشرع بهذا التوقير والتعظيم للعلماء لما فيه من مصالح عظيمة، فإن توقير العلماء أدعى إلى توقير علمهم الذي يحملونه وأقرب إلى أن يحرصوا على بذله للناس، فإن التوقير والأدب والتلطف يستدر بها العطف والود، كما أن في ازدرائهم وإهانتهم خطرا على المجتمع بكتمانهم العلم أو عجزهم عن إبلاغه، أو استهانة الناس بهذا العلم الذي يحملونه، ولذا كانت سنة الله تعالى فيمن اعتدى على أهل العلم والصلاح أن يفضحه الله ويكبته قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها” وإن الجناية على العلماء خرق في الدين، فقال ابن المبارك رحمه الله تعالى.
“مَن استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومَن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته” وقال الإمام أحمد بن الأذرعي الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب، والطاعنون في العلماء لا يضرون إلا أنفسهم، وهم مفسدون في الأرض، وقد قال تعالى فى سورة يونس ” إن الله لا يصلح عمل المفسدين” والطاعنون في العلماء عرضة لحرب الله تعالى القائل في الحديث القدسي ” مَن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ” رواه البخاري، والعلماء هم من أولياء الله تعالى روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله أنهما قالا إن لم تكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي، وقال الشافعي الفقهاء العاملون.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما مَن آذى فقيها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله عز وجل، والطاعنون في العلماء معرضون لاستجابة دعوة العالم المظلوم عليهم، فدعوة المظلوم ولو كان فاسقا ليس بينها وبين الله حجاب، فكيف بدعوة ولي الله الذي قال فيه “ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” وقال الإمام الحافظ أبو العباس الحسن بن سفيان لمن أثقل عليه ما هذا؟ قد احتملتك وأنا ابن تسعين سنة، فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة، ولما أنكر السلطان على الوزير نظام الملك صرف الأموال الكثيرة في جهة طلبة العلم أجابه أقمت لك بها جندا لا ترد سهامهم بالأسحار.
فاستصوب فعله، وساعده عليه، وبما أن الجزاء من جنس العمل فليخشى الطاعنون في العلماء المستهزئون بهم بعاقبة من جنس فعلهم، فعن إبراهيم النخعي رحمه الله قال إني أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به، ورُوي عن الإمام أحمد أنه قال ” لحوم العلماء مسمومة، مَن شمها مرض، ومَن أكلها مات” وقال الحافظ ابن عساكر رحمه اللَّه تعالى واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة لأن الوقيعة فيهم بما هم منه برآء أمر عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على مَن اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏ساعة يد‏‏ و‏نظارة‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *