Share Button
فى طريق النور ومع قيمة الإحترام وإحترام القيم “الجزء الثالث”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع قيمة الإحترام وإحترام القيم، وإن العالم ليستغفر له مَن في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر” رواه أبو داود والترمذي، وعن أبى أمامه الباهلى رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأراضين حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير” رواه الترمذي، فيا لها من مكانة، ويا له من فضل.
ويا له من تشبيه لهذا الذي يحمل العلم، وقال العلامة ابن القيم رحمه تعالى في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين” العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ” ولما كان أهل العلم بهذه المنزلة فقد جاء الشرع بتكريمهم والحض على توقيرهم، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه” رواه أحمد والترمذي، وتوقير العلم والعلماء من إجلال الله تعالى، وتعظيم شريعته، وامتثال أمره، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من إجلال الله إكرام ذى الشيبة وحامل القرآن غير الغالى فيه والجافى عنه وإكرام ذى السلطان المقسط” رواه أبو داود، وقد أخذ الصحابي الجليل ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بركاب أبي بن كعب رضي الله عنه فقيل له أنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بركاب رجل من الأنصار فقال إنه ينبغي للحبر أن يعظم ويشرف، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يدينون الله سبحانه ويتقربون إليه باحترام العلماء الهداة، بلا غلو ولا جفاء فقال أبو جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة ” وعلماء السلف من السابقين، ومَن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر.
وأهل الفقه والنظر، لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ” وإن تعظيم العلماء وتقديرهم من تعظيم شعائر الله قال تعالى فى سورة الحج ” ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه” وقال جل وعلا فى سورة الحج ” ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب” والشعيرة كما قال العلماء كل ما أذن وأشعر الله بفضله وتعظيمه، والعلماء بلا ريب يدخلون دخولا أوليا فيما أذن الله وأشعر الله بفضلهم وتعظيمه بدلالة النصوص الكريمة السالفة الإيراد، وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره شعائر الله أعلام الدين الظاهرة ومعنى تعظيمها إجلالها والقيام بها وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد.
فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله، وعلى هذا فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يعد إعراضا أو تقصيرا في تعظيم شعيرة من شعائر الله، وقال بعض العلماء أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم، ومن هنا وجب أن يوفيهم الناس حقهم من التعظيم والتقدير والإجلال وحفظ الحرمات، وما يوجد من بعض الناس في بعض المجالس أو المنتديات أو بعض وسائل الإعلام من انتقاص أو ازدراء لأهل العلم بسبب خلافهم أو قولهم الحق والصدع به يجب إنكاره والرد على قائله ونصحه، لأن الوقوع في العلماء إسقاط لهم وحرمان للناس من الإفادة من علمهم.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏زهرة‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *