Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

السيده مارية بنت شمعون القبطية هى آخر زوجات الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد قيل أنه ذكر الشيخ كشك رحمه الله في إحدى محاضراته، قصة إسلام مارية القبطية فقال ومارية القبطيه كانت مملوكة بعقد اليمين، وقبل أن يدخل بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أعلنت إسلامها، حتى لا يقال إنه تزوج بنصرانية، فبمجرد وصولها إلي المدينة المنورة، قالت أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك يا محمد رسول الله، فسألها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ما الذي دفعك إلي الإسلام؟ فقالت له يا رسول الله، لقد أرسلوا معي رجالا من أصحابك من مصر إلي المدينة، والله كانوا أشد أمانا على عرضي من إخوتي، فقلت إن الذي ربي هؤلاء الرجال على تلك الأمانة، لا يمكن أن يكون بشرا عاديا.

إنما هو رسول من الله حقا وصدقا، وآمنت، ولكن كان رأى أهل الفتوى فى ذلك هو ان قصة السيدة مارية، وإسلامها رضي الله عنها، قد ذكرها غير واحد من أصحاب السير والتاريخ، وذكروا أنها أسلمت هي وأختها السيده سيرين بنت شمعون، على يد حاطب ابن أبي بلتعة، وكان هو سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المقوقس، عند ما عرض عليهما الإسلام ورغبهما فيه، وذلك قبل الوصول إلى المدينة، ولم نطلع على القصة المذكورة فيما وقفنا عليه من أخبارها، والسيدة مارية بنت شمعون القبطية رضي الله عنها، كانت جارية أهداها ملك مصر المقوقس القبطي إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هي وأختها سيرين، وذلك في العام السابع للهجرة، فكانت من سراريه، وأنجبت له ولدا سماه إبراهيم عليه السلام، فمات صغيرا.

وقالوا أعتقها ولدها، وخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حسان بن ثابت رضي الله عنه بأختها سيرين، فولدت له عبد الرحمن، والسيده ماريه القبطيه قد اختلف في أمرها هل كانت زوجة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أم ملك يمين؟ وقد توفيت رضي الله عنها في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العام السادس عشر من الهجرة، ودفنت بالبقيع، فرضي الله عنها وأرضاها، وأما عن معنى كامة قبط فهي صورة مختصرة من لفظة إِيجيبتوس وهي لفظة أطلقها البيزنطيون على أهل مصر، وكلمة قبطي شاعت عندما كانت مصر تحت الحكم البيزنطي، وهذه الكلمة يقصد بها سكان مصر وليس لها علاقة بتحديد الدين، فالقبطية هي قومية وعرقية وهي كلمة مرادفة لكلمة مصريون.

فكل قبطي مصري والعكس صحيح، ولقد كان للسيده مارية القبطيه شأن كبير عند النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح الامام مسلم بن الحجاج قال ” قال رسول الله “انكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً” أو ذمة وصهرا” وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وسلم “استوصوا بأهل مصر خيرا، فإن لهم نسبا وصهرا ” والنسب من جهة السيده هاجر أم نبى الله إسماعيل عليهم السلام، والصهر أيضا من جهة السيده مارية القبطية، ولقد كان للسيده مارية شأن كبير في الآيات وفي أحداث السيرة النبوية الشريفه فقد أنزل الله سبحانه وتعالى، صدر سورة التحريم بسبب السيده مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون.

في أحاديثهم وتصانيفهم وقد توفي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو راض عن السيده مارية، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت هي مارية بنت شمعون القبطية، وهى هدية المقوقس التي أهداها لرسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في السنة السابعة للهجرة، وكان والد السيده مارية هو ملك من ملوك القبط، وقد ولدت في مصر في قرية اسمها حفن، وكانت أمة من إماء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الأربع، وقد قال أبو عبيدة “كان له صلى الله عليه وسلم، أربع مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش” وقد جاءت مارية القبطية إلى المدينة المنورة.

وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة بعد صلح الحديبية مباشرة، حيث أرسل رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، رسلا إلى ملوك الدول المحيطة بالجزيرة العربية، ولما بعث رسوله حاطب بن أبي بلتعة، رضي الله عنه، إلى المقوقس في مصر، كتب المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائلا “بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام عليك” وكانت السيده مارية إحدى جاريتي المقوقس، وقد عاشت مارية بنت شمعون خمس سنوات.

في الخلافة الراشدية، أي أنها توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخمس سنوات في السنة السادسة عشرة للهجرة، وصلى عليها جمع غفير من المسلمين، ودفنت إلى جانب ابنها إبراهيم عليه السلام، وفي مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد النبي خاتم النبيين، حيث ولد يتيما في عام الفيل، وماتت أمه في سن مبكرة، فرباه جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من السيده خديجة بنت خويلد في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كل أولاده باستثناء ولده إبراهيم، وفي سن الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك، وكانت دعوته سريّة لثلاث سنوات، تبعهن عشر أخر يجاهر بها في كل مكان.

ثم كانت الهجرة إلى المدينة المنورة بعد شدة بأسٍ من رجال قريش وتعذيب للمسلمين، فأسس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات، تخللها كثير من مواجهات الكفار والمسلمين التى عُرفت بـالغزوات، وكانت حياته نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت في بقعة جغرافية كبيرة على يد الخلفاء الراشدين من بعده، صلى الله عليه وسلم، ولقد تزوج رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أكثر من امرأة واحدة، حيث تزوج من خديجة بنت خويلد، ومن عائشة بنت أبي بكر الصديق، ومن حفصة بنت عمر، ومن زينب بنت خزيمة ومن أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية ومن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ومن جويرية بنت الحارث ومن ميمونة بنت الحارث الهلالية ومن صفية بنت حيي بن أخطب.

ومن زينب بنت جحش، ويرى العلماء أن السيدة مارية القبطية كان سرية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانت من ملك اليمين ولم يتزوجها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بل كانت هدية المقوقس عظيم مصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد صلح الحديبية، وهو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذي نسب في قومه، وقد كلفه الله سبحانه وتعالى بالرسالة وهو في عمر الأربعين، وقد تحمل الأذى هو وأصحابه رضي الله عنهم، من قريش لمدة ثلاثة عشر عاما في مكة، حتى أذن الله سبحانه وتعالى، لهم بالهجرة مع أصحابه للمدينة المنورة، ورزق النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بأربع من البنات وهن فاطمة وزينب وأم كلثوم ورقية.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *