Share Button

كلام واضح …
بقلم احمد عدوي

تضليل وتشوية الصعيد باسم الفن

أثارت محتوى الأعمال الدرامية والإعلانية المعروضة في الفضائيات خلال شهر رمضان جدلاً واسعاً، حيثُ أنها تتعارض مع الحرص على المبادئ ، والقيم الأصيله، والأصلية التى يقوم على أساسها شهر الصوم المبارك.
إن معظم الأعمال الدرامية وقد يكون أغلبها بدأت أحداثها بسلبيات منها جرائم عنف ، وقتل وتعاطي مخدرات وخيانة ناهيك، عن الألفاظ الغير لائقة ، ومشاهد تتنافى مع قيم المجتمع وحقوق الإنسان،مشيراً إلى ؛ إحتواء بعض المسلسلات والبرامج على مشاهد العنف وإنتشار الألفاظ غير لأئقه.
والجهات المعنية ” بـ ” نجدة الطفل في مصر تلقت العديد من البلاغات التي تم رصدها ضد برنامج مقالب شهير يقوم على إستخدام سلبيات وأساليب للعنف بما قد يؤدي إلى ترسيخ العنف بين الأطفال المشاهدين وأقرانهم وتقليد ما يشاهدونه، مشيرًا؛ إلى ضرورة وقف بث برامج مقالب أخرى خطيره تُقدم العنف وتجسد نموذج محاكاة فكر داعش الإرهابي ،و العنيف ، وبرامج أخرى يستخدم فيها النار والأسود ،والحيوانات والسباب ،والضرب ، والذى يعُد إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان ، وخطراً جسيماً في تربية الأجيال.
إن بعض الأعمال الدرامية تضمنت بعض المشاهد التعليميه “لـ “طرق تعاطى المواد المخدرة، وغيرها من السلبيات ، وصناع الدراما ،ولاحياة لمن ينادي من الإلتزام بالوثيقة التي تم إطلاقها بالتعاون مع نقابة المهن التمثيلية بشأن التناول الرشيد لظاهرة التدخين
دراما مشوهة وتفاصيل كثيرة ناقصة.. “زيف” تحت مسمي “فن” يجسد تقاليد وعادات أبناء الصعيد.. واجتهاد أعمي في عرض الحقائق والأعراف..
“لكنات” لهجة مبالغ فيها إلي حد الاشمئزاز.. ومشاهد عنف ومعارك وعداء وحرائق ودم وانتقام لا تحدث إلا في غابة، لا يعرف سكانها دين ولا يحكمهم قانون ولا يعترفون بإنسانية.
إصرار الدراما المصرية والسينما علي تجسيد أبناء الصعيد بهذه الصورة القاتمة أمر غريب.. وإن كانت هناك عادات سيئة موجودة في صعيد مصر فالأمر الآن تغير إلي حد كبير..
أصبح الصعيد يحتضن علماء وعقلاء وشباب مثقف، ورجال دين، ولجان عرفية، وقامات وقيادات في مناصب تنفيذية، وأبناء يحترمون القانون والدستور، ويؤمنون بسياسة العقاب والثواب، يرفضون العنف والدم والانتقام ..
وإن كان هذا النوع من الدراما “سبوبة” وطريق سريع لجمع ملايين المشاهدات والجنيهات باعتبار أن غالبية المشاهدين يفضلون مشاهد الإثارة والعنف، فهو في نفس الوقت تضليل لتاريخ الصعيد العريق، وترويج لمشاهد عنف ودم وعداء في مجتمع يصرخ من انتشارها علي أرض الواقع.. وفي أمس الحاجة إلي أجيال سوية قادرة علي الإصلاح وترسيخ الأخلاق والقيم..
في مسلسل “نسل الأغراب” لمعركة ضارية علي أرض “الغجر” بين أحمد السقا وأمير كرارة اللذان يجسدان شخصيتان من الصعيد.. شاهدت كميات أسلحة آلية كفيلة أن تضمن الانتصار في حربا بين دولتين.. نيران في كل مكان..
وحطام منطقة كاملة كأنها مخلفات حرب.. دوي “انفجارات” مرعب.. وصوت الرصاص الحي ينطلق دون هواده.. جعلني اسأل: متي وكيف يحدث ذلك؟.. وفي أي محافظة بالصعيد يحدث؟ .. وهل تسمح الدولة وأجهزتها الأمنية بهذا العبث إن صدقت الدراما؟ ..
يظل الفن رسالة هادفة يرصد الأحداث بمصداقية، ويوثق التاريخ للأجيال بدقة شديدة.. تضليله للواقع تضليل لثقافة مجتمع بالكامل، وتزييف لوعي أمة بأكملها.. افتقد الفن الحداثة والتطور الذي طرأ علي المجتمع.. وأصر علي التقليد الأعمي لأعراف انتهت منذ مئات السنين.. يجتهد فنانيه لإعادتنا إلي عصر “النبوت” و”الغجر” و”الدم” والتخلف” في زمن طغت فيه التكنولوجيا الرقمية، وأصبح الرجوع إلي الحقائق والتاريخ والمعلومات ب”نقرة” واحدة علي الهاتف الذكي ..
تظل المسئولية الكبيرة أيضا علي الجهات الرقابية في منع تضليل الحقائق والعادات التي يجسدها الفن، وعدم السماع بعرض أعمالا فنية غير دقيقة كما حدث مع مسلسل “أحمس” الذي توقف بسبب نقص المعلومات وفقا لما أثير.. إضافة إلي ضرورة الاستعانة بالمؤرخين والمثقفين وأبناء الصعيد عند تجسيد الشخصية الصعيدية والأحداث التي ترصد عادات الصعيد وأبنائه أو الوقائع التي شهدها هذا الإقليم ..

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *